خلال أيام من حرب غزة، تردد اسم حزب «القوة أو العظمة اليهودية»، على وقع تصريحات متطرفة لعضوين رئيسيين فيه، فبينما يعد وقف إطلاق النار الفوري في قطاع غزة، مطلبا يحمله على الأكتاف أصحاب القلوب الرحيمة عالميًا، وهو ما حدث خلال الساعات الماضية، إلا أن أصوات إسرائيلية تتعالى من الأراضي المحتلة بالرفض القاطع للخطوة الإنسانية. ومن بين هؤلاء كان صوت وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، والذي أبدى اعتراضه الشديد على القرار رافضًا الهدنة واتفاق تبادل الأسرى مع حماس، والذي أعلن قبل ساعات، إذ يجد التحرك نحو ذلك التوقف انتصارًا ساحقًا للحركة الفلسطينية. وقال بن غفير، خلال منشور عبر منصة إكس (تويتر سابقًا) إن اتخاذ قرار وقف الحرب هو خطأ تاريخي، لافتًا إلى أن حماس كانت ترغب في تلك الخطوة أكثر من أي شئ آخر، موضحًا أنه لا يقبل إطلاق «أسرى حماس الإرهابيين»، وفق قوله. واعتبر إيتمار تلك الخطوة تتنافى مع أفكاره ومبادئه، وهو عضو بالكنيست الإسرائيلي كما أنه رئيس حزب «القوة أو العظمة اليهودية»، ذلك الحزب الذي يشتهر أعضاؤه بأفكارهم المتشددة. في ال6 من نوفمبر الماضي، تسببت تصريحات وزير التراث الإسرائيلي المتطرف، عميحاي إلياهو، المنتمي إلى الحزب في تصاعد اسم تلك المؤسسة التي تضم هذين المتطرفين. وتسببت تصريحاته في صدمة بعدما أعلن رغبته في تنفيذ ضربة نووية في قطاع غزة، وأوضح لإحدى الإذاعات المحلية أن أحد الخيارات الإسرائيلية في الحرب بغزة إسقاط قنبلة نووية، وأحدثت تصريحاته في غضب دولي ولغط بين حدود إسرائيل، حيث سلط الأضواء على قدرات محتملة نووية لدولته، ما أدى إلى تعليق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مشاركة إلياهو في اجتماعات مجلس الوزراء الإسرائيلية. وذلك الحزب، الذي طالما دعم بناء المستوطنات، واستعادة السيطرة على أراضي القطاع، وهو يحمل فكر الحاخام الإسرائيلي من أصل أمريكي، مائير كاهانا. تأسس الحزب عام 2013، من عدد من داعمي ذلك الحاخام، ولكن جاء شكل الحزب في البداية على هيئة فكرة مماثلة وهو حزب يدعى «كاخ»، أسس في سبعينيات القرن الماضي، يهدف إلى سيطرة إسرائيل على الأراضي المحتلة بشكل كامل. ومائير هو حاخام ولد بالولايات المتحدةالأمريكية، وانضم لبعض الوقت إلى البرلمان الإسرائيلي عام 1984، واغتيل أثناء إلقائه خطبة في بروكلين، بينما المشتبه الأول وراء قتله هو سيد نصير الأمريكي من أصل مصري الذي هاجر للولايات المتحدة عام 1981 وحصل على الجنسية بعد مرور 8 سنوات، وفقًا لصحيفة nytimes الأمريكية. واستمرت أفكار الحزب ومؤسسه قائمة رغم غياب كاهانا، الذي قتل عام 1990، حيث استكمل ابنه مسيرته بإطلاق حزب «القوة اليهودية»، أحزاب كانت قد خاضت الانتخابات الأخيرة في إسرائيل ضمن تحالف تقني مع بنيامين نتانياهو، وحصدت 14 مقعدا في الكنيست في نوفمبر 2022. ووصف الحزب، خلال تلك الأزمنة المديدة الماضية، ب«المتطرفة» بالنظر إلى مواقفها تجاه العرب والتيارات الأخرى، وهي تعكس التيار الديني الصهيوني الذي يشدد على تعزيز الاستيطان في الضفة الغربية، بالإضافة إلى تعزيز دخول جماعات يهودية إلى باحات المسجد الأقصى. وسبق أن وصفت لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية إيباك الحزب بأنه «عنصري ومستهجن». وفي عام 2007 أدين أيضًا بن غفير بالتحريض على العنصرية، بسبب حمله لافتات كتب عليها «طرد العدو العربي» خلال احتجاجات، فيما يحتفظ ذلك الزعيم الحالي للحزب بصورة لمستوطن أمريكي إسرائيلي، يدعى باروخ غولدشتاين، والذي قتل عام 1994 29 فلسطينيا في الخليل بالرصاص، أثناء صلاة الفجر، حسب صحيفة «الجارديان» البريطانية. واعتبر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي الحزب جماعة إرهابية بعد محاولة أحد أعضائها تفجير مسجد في كاليفورنيا، وتلك الجماعات التي تبنى نتنياهو سياستهم عام 2022، مثل الأخذ بآرائهم في التوسع بالاستيطان في الأراضي المحتلة وتحديدًا في الضفة الغربية. وأوضح بن غفير أن أفكار الحزب الحالية ليست امتدادًا للحاخام كاهانا ولكن في الوقت ذاته يجده «رجل ساهم في تحسين وضع إسرائيل بخوض حروب من أجلها».