تقوم الهيئة العامة للسلع التموينية بإلاعداد لمناقصة جديدة لتوريد الأرز، لتلبية احتياجات الدولة من الأرز التمويني، للحد من حدوث أزمة في نقص المعروض لدى الدولة من هذه السلعة الاستراتيجية. وتحسم الحكومة خلال ساعات مناقصة أخرى لتوريد القمح بحيث يتم ضمان الحفاظ على هذا المخزون، وذلك بعد أن تعاقدت الأسبوع الماضي على 240 ألف طن قمح من روسيا، وأوكرانيا، وفرنسا. يأتي ذلك بينما اتهمت مصادر رسمية بوزارة التضامن شركات توريد الأرز التمويني بالمسؤولية عن «احتكار» السلعة، وأنها وراء زيادة معدلات استيراده من الخارج رغم أن الإنتاج المحلي يكفي لتلبية احتياجات الاستهلاك. وقال نعماني نصر نعماني، نائب رئيس الهيئة العامة للسلع التموينة، إن الممارسات الاحتكارية غير الأخلاقية لسلعة الأرز «لم تعد مقبولة»، مما دفع الحكومة لاستيراد الأرز من الخارج عبر المناقصات المفتوحة. وأضاف نعماني في تصريحات ل«المصري اليوم»، أن المناقصة الأخيرة لتوريد الأرز، والبالغة 234 ألف طن سيتم تغطية كمية منها تصل إلى نحو 12 ألف طن فقط من الإنتاج المحلي بينما سيتم استيراد باقي الكمية من الخارج، على الرغم من وفرة الأرز المحلي، واتهم نعماني، التجار بتخزين الأرز المحلي بهدف احتكار السلعة ورفع أسعار توريدها للدولة من أجل توفير احتياجات بطاقات التموين. وأكد أن الحكومة قررت تفعيل العقد المبرم بينها وبين الشركة القابضة للصناعات الغذائية بشأن توريد المقررات التموينة ومن بينها الأرز من أجل مواجهة الممارسات الاحتكارية التي يقوم بها التجار في هذا الوقت، واصفًا ما تمر به البلاد ب«الظروف العصيبة». وأشار نائب رئيس الهيئة إلى أن بعض التجار يقومون حالياً بتصدير الأرز للخارج على الرغم من استمرار قرار حظر استيراد الأرز من الخارج وفق ممارسات غير أخلاقية . وأكد أن الحكومة لن تظل «مكتوفة الأيدي» تجاه تلك الممارسات وسوف توفر كل الاحتياجات المطلوبة لبطاقات التموين من أجل إحداث توازن في السوق، مشيرًا إلى أن الدولة لديها 96 ألف طن أرز شعير«مخزون استراتيجي»، إلى جانب الأرز الذي يتم توريده إليها عبر المناقصات الرسمية التي تقوم بها. وأكد أن الاحتياطي الموجود حاليا من الأرز يكفي 3 شهور، وهو احتياطي آمن، خاصة مع الاستعانة بسلعة المكرونة لسد العجز به والتي تعاقدت الهيئة مؤخرًا على 50 ألف طن لتوفير المقررات في حين أن كميات القمح المتوفرة لتلبية احتياجات «رغيف الخبز» تكفي لمدة 6 شهور و12 يوماً. وأوضح أن الاستهلاك اليومي للقمح يبلغ نحو 25 ألف طن يومياً لإنتاج رغيف العيش المدعم والذي يبلغ يومياً 250 مليون رغيف. وحول سلعة السكر، أكد نعماني، أن المخزون الاستراتيجي من السكر يكفي شهرين ونصف الشهر، وأن الهيئة سوف تستورد نحو 400 ألف طن لتوفير الاحتياجات المحلية، إلا أن استيراد هذه الكمية على حد قوله سوف يكون في نهاية العام. وأكد أن قيام الدولة بتوفير السلع الاستراتيجية الحالية وفقاً لمعدلات التخزين القائمة يعد أمرًا إيجابيًا خاصة في ظل كل الممارسات الاحتكارية الموجودة والوضع الأقتصادي الذي تمر به البلاد، والتي توفر كل الاعتمادات المطلوبة لتوفير هذه السلع.
