مصر وتونس ولبنان تحصد جوائز «الطبيب العربى» ل2023

نظمت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، اليوم الخميس، احتفالًا بمناسبة يوم الصحة العربى تحت شعار «تأثير تغير المناخ على الصحة».
وقالت الدكتورة هيفاء أبوغزالة، الأمين العام المساعد للجامعة، رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، إن هذا الاحتفال يأتى تنفيذًا لقرار مجلس وزراء الصحة العرب رقم (11) الصادر عن دورته العادية (58) التي انعقدت بالجزائر، مارس الماضى، بشأن الاحتفال بيوم الصحة العربى الذي نصت فقرته الثالثة على أن «يكون شعار الاحتفال بيوم الصحة العربى لعام 2023 هو تأثير تغير المناخ على الصحة»، حيث تم هذا اليوم تزامنًا مع ذكرى تأسيس مجلس وزراء الصحة العرب في سبتمبر 1976.
وشهد الاحتفال تكريم الأطباء العرب الفائزين بجائزة الطبيب العربى لعام 2023، حيث كان الفائز الأول الدكتور أحمد شقير، أستاذ أمراض الكلى والمسالك البولية من مصر، والثانى الدكتور نجيب مريزق، رئيس قسم طب الشغل بمستشفى فرحات حشاد من تونس، والثالث الدكتورة إفلين حتى، مدير المركز الطبى في الجامعة الأمريكية من لبنان.
وأكد الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة، خلال كلمته في الاحتفال، أن التغير المناخى ساعد بطريقة أو بأخرى في تفشى عدد من الأمراض الوبائية، سواء تلك التي عايشناها في الآونة الأخيرة، مثل وباء «كوفيد- 19» أو الأوبئة المستقبلية المتوقع مواجهتها، والتى تمثل تهديدًا مباشرًا لأنظمة الطوارئ الصحية العالمية.
وأضاف وزير الصحة: «من المتوقع أن يتسبب التغير المناخى بحلول 2030 فيما يقدر ب250 ألف وفاة سنويًا بسبب أمراض سوء التغذية والملاريا والإجهاد الحرارى، فضلًا عن التكاليف المباشرة للأضرار الواقعة على القطاع الصحى، والتى من المتوقع وصولها إلى أربعة مليارات دولار سنويًا، ولا يغيب عنا في هذا الصدد التأثير الخطير للتغير المناخى على الأمن الغذائى العالمى، فالغذاء الصحى جزء لا يتجزأ من صحة الإنسان، فبسبب تداعيات التغيرات المناخية شهد العالم تطورات خطيرة اعترت جودة المحاصيل الزراعية وكفاءتها، وهو ما ينذر بكارثة حقيقية تتعلق بأمراض سوء التغذية والأمراض البدنية والعقلية لدى الأطفال والفئات العمرية الأكثر احتياجًا من النساء وكبار السن».
وتابع الوزير: «علينا الانتباه إلى أن تداعيات التغير المناخى لا تقتصر على الأمراض العضوية فحسب، بل تمتد إلى أمراض الصحة النفسية والإدراكية لدى الأفراد، حيث يتسبب في تنمية سلوكهم العدائى في بيئة العمل، وهو ما يؤثر على السمات الشخصية والاجتماعية لديهم، ما يمثل تهديدًا خطيرًا على المكون المجتمعى والأمن الإجتماعى للدولة المتأثرة بالتغير المناخى».
من جهته، دعا أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إلى ضرورة تضافر الجهود واتخاذ كافة الإجراءات المناسبة لمواجهة تحديات تأثير تغير المناخ على الصحة، والتخفيف من حدة آثار المخاطر البيئية، حفاظًا على الأمن الصحى لشعوب المنطقة والعالم، فضلًا عن توفير الدعم المطلوب من الدول الكبرى إلى الدول الأقل نموًا.
ونبّه «أبوالغيط» إلى أن دراسات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن المخاطر البيئية مسؤولة عما يقرب من 23% من العبء الإجمالى للأمراض في الدول العربية، كما أن أول الأشخاص الذين تضررت صحتهم على نحو أسوأ نتيجة للأزمة المناخية هم الأقل إسهامًا في أسبابها، لاسيما أن أهم الدروس المستفادة من جائحة كورونا تؤكد أن التهديدات الصحية والأزمات والكوارث والأمراض والأوبئة عابرة للحدود، كما ظن العالم أن جائحة كورونا هي القضية العالمية الأكثر تأثيرًا على صحة الإنسان، غير أن تغير المناخ بات التهديد الأول لصحة الإنسان.
واستكمل «أبوالغيط»: «لهذا علينا حشد الجهود والاستعداد التام لأى أوبئة أو طوارئ صحية قادمة، وأخذ التدابير اللازمة للحد من تأثير المناخ على الصحة، لتفادى إرهاق القطاع الصحى وكافة القطاعات الخدمية الأخرى، خصوصًا أن هنالك علاقة وثيقة بين تفشى الأمراض والأوبئة وتغير المناخ والاحتباس الحرارى وتلوث الهواء وإدارة النفايات الصلبة والسائلة بأنواعها المختلفة، وكذلك الكيماويات وغيرها من المخاطر التي تنطوى على آثار جسيمة وواضحة على الصحة»، منوهًا بحرص الأمانة العامة لجامعة الدول العربية على العمل في إطار تنفيذ الالتزامات الدولية لأهداف التنمية المستدامة 2030، الخاصة بالهدف الثالث، وهو ضمان تمتع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع الأعمال.
وقدّم «أبوالغيط» التهنئة إلى الأطباء ال3 الفائزين بجائزة الطبيب العربى للعام الجارى، على تميزهم ودورهم المهم في تعزيز وتطوير الخدمات الصحية في دولهم والمنطقة العربية، كما هنأ مصر على نجاح مؤتمر الدول الأطراف المعنى بقضايا المناخ «cop 27» الذي شهد نجاحًا كبيرًا، متمنيًا كل التوفيق والنجاح للإمارات في استضافتها فعاليات المؤتمر المقبل «cop 28»، والذى يعكس الإرادة السياسية الداعمة للحفاظ على البيئة والاستعداد والتأهب للأزمات والكوارث من خلال تضافر جهود قطاعى الصحة والبيئة وترجمة الاتفاقيات والاستراتيجيات العالمية على أرض الواقع من أجل «حياة كريمة» لكل مواطن عربى.
وأشار «أبوالغيط» إلى أن هذا اليوم يشهد مشاركة واسعة من ممثلى وزارات الصحة بالدول العربية الأعضاء، والهيئات الصحية، ومنظمات الأمم المتحدة، وممثلى المجتمع المدنى، والقطاع الخاص من الدول العربية، وكذا مشاركة من الولايات المتحدة الأمريكية، انطلاقًا من جولة الحوار الاستراتيجى الأول بين جامعة الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية في عدة مجالات، منها المجال الصحى، والتى عُقدت في واشنطن 19 يوليو الماضى، من أجل التعاون الدولى في مجال الأمن الصحى.