ماذا تفعل إذا استيقظت مبكرا ولم تجد تمثال طلعت حرب فى ميدانه؟ أو لم تجد تمثال إبراهيم باشا فى ميدان الأوبرا بوسط البلد أو لم تجد تمثال سيمون بوليفار فى ميدانه الشهير باسمه فى جاردن ستى.. هل تصورت عودة الحياة لهؤلاء العملاقة فى عصرنا الحالى؟ ماذا تفعل إذا علمت أن أسود قصر النيل تتجول فى شوارع المحروسة؟.. تلك الأسئلة وغيرها ليست افتراضية وإنما واقعية وحقيقية ستعيشها بالصوت والصورة الحية فى أحداث العرض المسرحى «اللى بنى مصر» الذى استقبله مسرح مركز الجيزة الثقافى. العرض المسرحى اللى بنى مصر العرض تأليف الدكتور محسن مصيلحى، ديكور أحمد شربى، ألحان وتوزيع وائل عوض وغناء مكين إسماعيل وسالى النمس، وإخراج محمد الطوبجى، وبطولة محمد حسن، محمد النمس، إنجى صفوت، آسر على، وفاء عبد الله، أحمد لطفى، هانى غباشى، محمد طلبة، محمد مجدى، وتميز العرض لمناقشته الأحداث الغريبة التى أضرت بالاقتصاد المصرى مثل ظاهرة المستريح والفكر المتشدد ضد أعمال البنوك وغيرها. العرض المسرحى اللى بنى مصر «قول أنا مصرى واسند دهرك فى دهرى»، «طالع وعندى أمل والمستقبل وبكرة بأيديكم هتصنعوه»، «استسلمنا لكل حاجة سلبية وسبنا كل حاجة حلوة »، «لما عملنا البنك مكنش الهدف بنك بس ولكن عملنا فن وعمرنا أماكن مهجورة وصنعنا سينما»، «اللى انت شايفه ده غاندى مصر».. كلمات وعبارات لا يمكن أن تنساها عندما تشاهد العرض المسرحى «اللى بنى مصر»، حيث تدور أحداثه حول اختفاء تمثال طلعت حرب رائد الاقتصاد المصرى وصاحب فكرة إنشاء بنك مصر واستوديو مصر، والذى ينزل إلى أرض الواقع ويتأمل المشاريع الاقتصادية، ويدعو لأن تواصل مصر جهودها واحتياجها للمخلصين من أجل النهوض بها، ومن ثم يحث كل المصريين على الوقوف على قلب رجل واحد من أجل الوطن، وبعد أن ينجح فى تكاتف كل المصريين معا يدا واحدة يقرر العودة إلى مكانه فى ميدان طلعت حرب ليقف شامخا مرفوع الرأس من جديد. العرض المسرحى اللى بنى مصر وقال محمد الطوبجى مخرج العرض المسرحى: «المسرحية تنمى روح الولاء والوطنية فى نفوس المشاهدين وتؤكد أن تكاتف المصريين يساهم بشكل كبير فى الارتقاء بمصر، وأتمنى أن تستمر لفترة أطول ليشاهدها كل المصريين ويستفادوا منها» لافتا إلى أن المسرحية تدور حول طلعت حرب الذى يختفى من الميدان ويتحرك وسط الناس ويطالبهم بالتكاتف والحفاظ على البلد والرقى مثل ما هو تكاتف مع زملائه وأسسوا بنك مصر وأصبحت مصر قوة اقتصادية. العرض المسرحى اللى بنى مصر وأشار «الطوبجى» إلى أن التزام فريق العمل من الفنانين والترابط والحب بينهم ورفض فكرة العمل منفردا، بالإضافة إلى الديكور الذى اعتمد على المنهج الواقعى يعتبر السبب الحقيقى لنجاح العرض، وقال: «التزام الفنانين اعتمادنا فى الفصول الأربعة بالمسرحية على اللوحات الأربعة وهم الميدان والشركة والوطنية واستديو مصر والمكان المهجور والموسيقى والغناء التى ألفت كلماتها بنفسى جعلت المشاهدين فى المسرح يشعرون بالواقعية ولم يجدوا خروجا عن المألوف والتنوع على خشبة المسرح ساهم فى عملية الإيقاع التمثيلى للمسرحية ونجاحها». العرض المسرحى اللى بنى مصر وقالت الفنانة إنجى صفوت، إحدى المشاركات فى بطولة العرض: « أشارك بدور شيرين الفتاة المتواجدة دائما مع طلعت حرب وبتمثل فئة الشباب الحالية فى المجتمع وحاولت فى أدائى للدور التقرب من طريقة كلام الجيل الجديد من الشباب واستخدام مفرداتهم الدارجة حاليا، خاصة عدم استخدام اللغة العربية التى اندثرت للأسف من جيل كبير». وأضافت: «يدور سياق الدراما بينى وبين خطيبى وطلعت حرب ونخوض رحلته ونستعرض بعضا من إنجازاته العديدة ومساهمته فى اقتصاد مصر ونستمع إلى توجيهاته للتطور للأفضل فى العصر الحالى وتتصاعد الأحداث فى هذا السياق». وتتمنى «إنجى» أن تكون هناك وفرة فى نوعية المسرحيات الجيدة من نوعية هذا العرض التى تساهم فى تثقيف الشباب وتجمع بين المعلومات التاريخية والكوميديا الخفيفة والرسالة الهادفة اللى تمس كل أفراد المجتمع. وقال الفنان محمد النمس، أحد المشاركين: «اشتركت فى المسرحية بترشيح من الزملاء للطوبجى المخرج وظفنى حارس أمن فى المسرحية ومبسوط من عملى معه وهو مخرج متميز ومحترف وعنده رؤية ومتمكن من أدواته ودورى حارس موظف جاهل مش مثقف بيروقراطى وميعرفش طلعت حرب ولما بيضيع طلعت حرب كل همه إنه يرجع عشان ياخد ترقيته المتأخرة». وأضاف: «من خلال أحداث المسرحية هتلاقى طلعت حرب وسطنا ومصدوم من حالة الانفلات الأخلاقى وتسطيح الأمور وعدم الانتماء من العديد من الشباب ويقرر أن يرسل رسالة من عصره يشهد على عصرنا الحالى ويرفض كل الشواهد التى رآها ويطلب منهم أن يرجعوا تانى كما كانوا فى عصره يسندوا على بعض ويبنوا مصر».
