«الأمم المتحدة»: الوضع الإنسانى فى السودان «على وشك الانهيار»

حذر منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة، مارتن جريفيث، من أن الوضع الإنسانى في السودان على وشك الانهيار، وذلك بعد أسبوعين من اندلاع الاقتتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، في حين دعا البرلمان العربى إلى ضرورة الحوار السلمى لنزع فتيل الأزمة الراهنة، والعمل على استعادة الاستقرار في أسرع وقت.
وأرسل الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، مبعوثه مارتن جريفيث، في ضوء التدهور السريع للأزمة الإنسانية في السودان، وقال «جريفيث»: «أصبحت السلع الأساسية شحيحة في المراكز الحضرية الأشد تضررًا، وخصوصًا الخرطوم»، لافتًا إلى أن الأسر تكافح للحصول على المياه والغذاء والوقود والسلع الأساسية الأخرى.
وأوضح أن تكلفة النقل من المناطق الأكثر تضررًا ارتفعت بشكل كبير، ما جعل الفئات الأكثر ضعفًا غير قادرة على الوصول لمناطق أكثر أمانًا.
وأضاف «جريفيث» أن الوصول إلى الرعاية الصحية العاجلة، بما في ذلك للمصابين في أعمال العنف، مقيد بشدة، مما يزيد من مخاطر حالات الوفاة التي يمكن الوقاية منها، محذرًا من الآثار الكارثية التي تلحق بالصحة النفسية، وخصوصًا بالنسبة للأطفال والشباب.
وأشار إلى أن «المنظمة الدولية وشركاءها يبذلون قصارى جهدهم لاستعادة جهود الاستجابة للاحتياجات الإنسانية في البلاد، وأن النهب المكثف لمكاتب ومستودعات المنظمات الإنسانية يتسبب في استنفاد معظم الإمدادات، ونستكشف طرقًا عاجلة لجلب وتوزيع إمدادات إضافية».
وأفاد بوصول شحنة تحتوى على 5 حاويات من السوائل الوريدية وإمدادات الطوارئ الأخرى إلى ميناء بورتسودان، في انتظار الموافقة عليها من قبل السلطات، حسب موقع المنظمة، موجهًا رسالة إلى الأطراف المتنازعة: «احموا المدنيين والبنية التحتية المدنية، اضمنوا مرورًا آمنًا للمدنيين الفارين من مناطق القتال، احترموا العاملين في المجال الإنسانى والأصول، سهلوا عمليات الإغاثة، احترموا الطواقم الطبية ووسائل النقل والمرافق وتوقفوا عن استخدامها كدروع».
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن الأحداث في السودان تقع بنطاق وسرعة غير مسبوقين، مبديًا قلقه الكبير حول حماية المدنيين والسماح لهم بمغادرة مناطق المعارك، إذ إن الأحداث في السودان تحصل بنطاق وسرعة غير مسبوقين، مضيفًا: «قلقون جدًا للتأثير الفورى وبعيد المدى لهذه الأزمة على جميع السودانيين وعلى المنطقة برمتها».
وأوضح: «مرة جديدة، ندعو طرفى النزاع إلى حماية المدنيين والبنى التحتية والسماح بعبور آمن لمن يفرون من مناطق المعارك، واحترام العمال الإنسانيين وإمكاناتهم، وتسهيل عمليات المساعدة، واحترام الطواقم الطبية ومنشآتها ووسائل النقل».
وأعرب البرلمان العربى عن تضامنه مع الشعب السودانى في محنته، داعيًا إلى الحوار السلمى لنزع فتيل الأزمة الراهنة، والعمل على استعادة الاستقرار في أسرع وقت، مشددًا على وحدة الأراضى السودانية والحفاظ على الجيش السودانى ورفض التدخلات الخارجية.
وثمّن الجهود العربية والدولية التي بُذلت في هذا الشأن لوقف نزيف الدماء، خلال انعقاد أعمال الجلسة العامة الرابعة من دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعى الثالث للبرلمان العربى، برئاسة رئيس البرلمان العربى عادل بن عبدالرحمن العسومى، وذلك بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية. إلى ذلك، أعلنت المدير التنفيذى لبرنامج الأغذية العالمى، سيندى ماكين، أن المؤسسة الدولية قررت إلغاء تعليق أنشطتها في السودان بعد أن كانت قد اضطرت لذلك بسبب مقتل ثلاثة من موظفيها هناك.
وشددت «ماكين»، في تغريدة على حسابها على «تويتر»، على أن هناك حاجة ملحة لتوفير الغذاء لملايين السودانيين الذي يعانون من الجوع.
وأوقعت الحرب ما لا يقل عن 528 قتيلًا و4599 جريحًا، وفق أرقام أعلنتها وزارة الصحة السودانية السبت الماضى، ولاتزال العائلات في العاصمة، البالغ عدد سكانها حوالى 5 ملايين نسمة، وضواحيها، تعانى من نقص الغذاء والمياه والكهرباء والسيولة النقدية، ويقبع الكثيرون منهم في المنازل، مع دخول الحرب أسبوعها الثالث.
ونزح عشرات آلاف الأشخاص في الداخل أو إلى البلدان المجاورة، فيما تنظم عدة دول أجنبية وعربية عمليات إجلاء واسعة، وغرق السودان في الفوضى منذ انفجر في منتصف إبريل الماضى، الصراع الدامى على السلطة بين قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.