«المصري اليوم» داخل ورشة كوم أبوراضى

ورشة كوم أبوراضى الواقعة غرب مركز الواسطى ببنى سويف، على مساحة 75 فدانًا، تُعد إحدى كبرى الورش المتخصصة فى ترميم وتجديد وصيانة عربات السكك الحديدية، وتتولى مشروع ترميم عربات القطار الإسبانى.
«المصرى اليوم» زارت الورشة، وعايشت يوم عمل داخلها لرصد عمليات تطوير القطار الإسبانى قبل بدء تشغيله خلال الأيام المقبلة، إذ تُجرى الورشة العَمْرات المختلفة سواء عمرة عمومية أو عمرة متوسطة لجميع أنواع عربات الركاب المكيفة الأولى والثانية الإسبانية و«تحيا مصر» والقوى والاستراحات والسبنسات وVIP، ويعمل بها 1449 مهندسًا وفنيًّا وحرفيًّا وعاملًا، وفقًا لبيانات هيئة السكك الحديدية.
الورشة تشهد حالة من النشاط، فأصبح العمل داخلها كخلية نحل على مدار الساعة من أجل الانتهاء من تطوير عربات القطار الإسبانى الدرجتين الثانية والأولى، بالإضافة إلى قطارات تحيا مصر، للمشاركة فى نقل الركاب أثناء عطلات عيد الفطر المبارك.
المهندس محمود حميد، مدير إدارة الإنتاج بورشة أبوراضى لصيانة عربات السكك الحديدية، رافق «المصرى اليوم» داخل الورشة، وشرح مراحل تجديد العربات الإسبانية، قائلًا: «تمر عمليات ترميم وتطوير عربات القطارات بعدد من المراحل، تبدأ من الكشف عن سلامة العربة، وسلامة الأجزاء المحركة لها، وفى حالة التأكد من سلامتها بالكامل تبدأ عمليات الترميم، أما فى حالة وجود أى خلل فى إجراءات السلامة يتم الاستغناء عن العربة وتفكيكها وخروجها من الخدمة».
وأضاف: «بعد مراجعة مراحل السلامة فى العربة، يتم فك كل المكونات الداخلية لها، ثم إزالة الدهانات الخارجية بالكامل لها حتى تصبح صاجًا فقط، وبعدها يتم الكشف على جميع البارومات فى الصاج، ومن ثَمَّ يتم علاجها، ثم يتم وضع مادة عازلة على الصاج للحفاظ عليه من التآكل، ثم دهان العربة، وبعد ذلك تركيب كل الوحدات الداخلية بها، سواء وحدات الإضاءة وغرف العفش أو وحدات التكييف ووحدات المياه».
وأوضح أن عربات القطارات الموجودة تصل أعمارها إلى 40 عامًا، وتعمل الورشة على تطوير وتجديد كل العربات، والاهتمام بمعايير السلامة والأمان لها، مؤكدًا أن معيار السلامة والأمان هو المعيار الرئيسى لتشغيل العربة، وتعتمد معايير الأمان على مدى سلامة شاسيه العربة- قاعدتها- والعجل الخاص بها، والأجزاء المسؤولة عن التحميل، بالإضافة إلى أى مشكلة تتعلق بالقواعد الخاصة بالعربة، وفى حالة وجود أى شروخ بين نقطة التواصل بين العجل والصندوق الخاص بتشغيل العجل، وبالتالى لو حدثت أى شروخ، بجانب شروخ فى جهاز الجر المسؤول عن ربط العربة بالعربة التالية لها سيتم تكهين وتقطيع العربة ونهاية خدمتها.
وأشار إلى أن التجديد يشمل تجديد كل الأجزاء الداخلية للعربة، بجانب تجديد دورات المياه وتطويرها بشكل كامل، بجانب تغيير شكل الإضاءة، فالعربة إما تصلح أو لا تصلح، والتى لا تصلح لا يتم تطويرها نهائيًّا، ولكن التى تصلح هى التى يجرى تطويرها وتجديدها بالكامل من الداخل.
ولفت إلى أن العربة لديها مواعيد للصيانة الدورية كل 3 أشهر، وصيانة داخل الورشة كل سنة ونصف السنة، وتتم مراعاة الكراسى وحركتها وراحتها للركاب فى القطار الإسبانى الجديد بعد التجديد، إذ يتم تجديد جميع الجرارات الخاصة بالقطار، وما يتم العمل فيه حاليًا هو تجديد لمكونات العربة الداخلية.
يُذكر أن التطوير داخل ورش عربات كوم أبوراضى يتم بواسطة شركة النيل العامة للإنشاء والطرق، وتقوم ورش كوم أبوراضى بتطوير 10 استوك إسبانى، الاستوك الواحد مكون من 4 عربات درجة أولى، وعربة بوفيه، و6 عربات درجة ثانية، كما يتم تطوير 175 عربة عادية إلى عربات «تحيا مصر»، وتم إنجاز 120 عربة حتى الآن، ويبلغ متوسط إنتاج الورشة الشهرى من العَمرة العمومية لجميع طرازات العربات حوالى 120 عربة شهريًّا، منها 10 عربات تحسين، و10 عربات تطوير، ووصلت تكلفة تطوير وتجديد العربة بالكامل إلى مليون جنيه، وهذا ما أبدى وزير النقل اعتراضه عليه أثناء زيارته ورش كوم أبوراضى خلال جولته داخل الورشة الأسبوع الماضى، ولقائه بالعاملين هناك، إذ طالب رئيس هيئة السكك الحديدية بالعمل على إيجاد حلول بديلة وإعادة استخدام قطع الغيار الجيدة بدلًا من شراء قطع غيار جديدة.
وتتكون الورشة من عدد من الصالات، كل صالة تتولى مسؤولية تجهيز جزء من أجزاء الترميم، فعمليات التطوير تمر بمراحل، وكل فريق يتولى مرحلة من مراحل التطوير، وتم تطوير 4 عربات واحدة أولى، واثنتان ثانية، وواحدة «تحيا مصر»، وهناك مخطط زمنى لعمليات التجديد.
ورشة كوم أبوراضى مسؤولة أيضًا عن صيانة الأجزاء الخاصة بسلامة عربات القطارات والمواتير وكل الأجزاء المسؤولة عن تشغيل العربة، وتم إنشاؤها عام 1982، فى بنى سويف، وبدأ العمل بها عام 1987، وكانت مهتمة بمراحل صيانة العربات المتاحة فى أسطول السكك الحديدية والعربات الخشب، وفى عام 1992 بدأت تركيب عربات النوم والقطار الإسبانى، وبناها عدد من السجناء فى رومانيا، وكانت عملية البناء ضمن فترة قضاء عقوبتهم داخل السجن، وفقًا لبروتوكول تعاون بين الجانبين الرومانى والمصرى.