فلسطينيون يدعون الصليب الأحمر للتدخل للإفراج عن الأسرى المرضي

يعاني المئات من الأسرى الفلسطينيين المصابين بأمراض مزمنة من سوء الخدمة المقدمة إليهم وتعرضهم للوفاة في أي وقت، وهو مادفع الهيئات الفلسطينية المسؤولة عن الأسرى لدق ناقوس الخطر ودعوة الصليب الأحمر للتدخل لإنقاذ المرضى منهم مع تزايد الأعداد.
ودعا رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبوبكر، اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى التدخل الفوري لإنقاذ حياة الأسير وليد دقة، الذي يواجه وضعا صحيا صعبا خلال السنوات القليلة الماضية، ونقل قبل عدة أيام بشكل طارئ إلى المستشفى، وفقا لما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا».
وطالب أبوبكر في بيان له، اليوم الأحد، الصليب الأحمر بتشكيل طاقم طبي خاص لزيارة والمفكر والأديب وليد دقة في المستشفى، والتدخل الفوري في علاجه، وعدم تركه وحيدا أمام الاحتلال.
وتابع: الأسير وليد يعاني من سرطان النخاع الشوكي، وفي الفترة القليلة الماضية تعرض لعدة انتكاسات صحية خطيرة ومتتالية، ويحتجز الآن في غرفة خاصة نظرا لخطورة حالته المتصاعدة، وحمل أبوبكر، حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير دقة، مطالبا المؤسسات الحقوقية والإنسانية بالقيام بواجبها تجاهه، وبالعمل الفوري لإنقاذ حياته والإفراج عنه حتى يتمكن من الخضوع لعلاج يتناسب مع حالته، كما دعا المجتمع الدولي بالتدخل للجم اسرائيل ووقف الجرائم الطبية بحق الأسرى.
ويدخل الأسير دقة، اليوم، عامه ال 39 في سجون الاحتلال، وامتاز بفكره وأدبه ومسؤوليته الوطنية، ويعتبر ندا صعبا للاحتلال وإدارة السجون، وله قيمته ومكانته الوطنية بين الأسرى والمعتقلين.
من ناحية أخرى كشف مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن ما يزيد عن 650 اسيرًا في سجون الاحتلال يعانون من أمراض مختلفة وهم يشكلون ما نسبة 14% من إجمالي عدد الاسرى والبالغ 4800 اسير فلسطيني بينهم 19 اسيرًا يعانون من أورام سرطانية.
وقال مركز فلسطين إن الاحتلال يضرب بعرض الحائط كافة الاتفاقيات الدولية التي تنص على ضرورة إجراء فحوصات طبية للمعتقلين بشكل دوري لاكتشاف الأمراض في بدايتها وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لكل اسير حسب طبيعة المرض الذي يعاني منه، قبل أن تتفاقم حالته الصحية.
ونقلت الوكالة عن مدير المركز رياض الأشقر، إلى تصاعد أعداد الأسرى المصابين بأمراض خطرة وخاصة مرض السرطان خلال ال 3 أعوام الاخيرة، نتيجة الإهمال الطبي وأسباب أخرى يساهم الاحتلال في تعريض الاسرى لها، وكان آخرهم الأسير «وليد دقة» المعتقل منذ 38 عاماً حيث تبين انه مصاب بمرض سرطان «تلف النخاع» وتراجعت حالته الصحية مؤخراً ونقل إلى مستشفى برزيلاي بعسقلان، حيث أصيب بالتهاب رئوي حاد وقصور كلوي حاد مما يعرض حياته للخطر الشديد.
ووصف الأشقر الأسرى المرضى أصحاب الأمراض الصعبة في سجون الاحتلال،بأنهم شهداء مع وقف التنفيذ ويتعرضون للموت البطيء في ظل معاناتهم من ظروف صحية خطيرة للغاية مع استمرار استهتار الاحتلال بحياتهم وعدم تقديم أي رعاية طبية أو علاج مناسب لهم مما قد يؤدى بهم إلى الموت في أي لحظة.
واتهم الأشقر الاحتلال بممارسة عمليات قتل جماعي للأسرى المرضى بتركهم فريسة سهلة للأمراض تنهش في أجسادهم، مما يكشف بشكل واضح عن العقلية الاجرامية المتطرفة التي تحكم الكيان، ونوه عن حالة الأسير عاصف الرفاعي 20 عامًا من رام الله، والذى يواجه مخاطر حقيقية على حياته، نتيجة اصابته بمرض السرطان، حيث سمح الاحتلال له بتلقي العلاج الكيميائي في مستشفى «أساف هروفيه» بعد ما يزيد عن 6 أشهر على اعتقاله وهو مقيد اليدين في السرير.
وبين الحين والأخر، ينتظر الأسرى الفلسطينيين، خاصة المرضى منهم، صفقة تبادل للأسرى مع الإحتلال الإسرائيلي، فيما لاتزال معطلة ومتعثرة وفقا لشروط كل من تل أبيب وحركة «حماس»، التي كشفت عن أحد الأسرى الإسرائيليين لديها، ويأمل الفلسطينيون الإفراج عن كافة الأسرى ومنهم أسرى سجن جلبوع، خاصة في ظل حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلي، على الرغم من أن الإسرى الإسرائيليين تم أسرهم في حكومة نيتنياهو السابقة، فيما يأمل الفلسطينيون أيضا أن يكون الإفراج سريعا عن الأسرى المرضى وكبار السن.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن هناك اكتظاظا بأعداد الأسرى والمعتقلين داخل مركز توقيف «عصيون»، والبالغ عددهم 33 معتقلا، في ظروف احتجاز قاسية للغاية.
وأوضحت الهيئة، في بيان، اليوم الأحد، أن معظم الأسرى الشبان الذين تم اعتقالهم قضوا في معسكرات الجيش ومراكز الشرطة يومين وأكثر قبل أن يتم اقتيادهم إلى مركز توقيف «عصيون»، ويتعرضون لأقسى أنواع الضغوط النفسية والجسدية، ويحاول الاحتلال النيل من عزيمتهم بحرمانهم من حقوقهم الحياتية
وأشارت إلى أن بعض الأسرى تعرضوا للضرب أثناء الاعتقال بشكل وحشي وهمجي، وتحطيم وتخريب مقتنيات منازلهم خلال عمليات الاقتحام، وترويع ذويهم بالكلاب البوليسية.
وفى وقت سابق نقلت وكالة «سوا» الفلسطينية عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن إدارة السجون الإسرائيلية تمعن في انتهاكاتها بحق الأسرى المرضى طبياً، تستهدف الأسرى بشكل واضح وصريح وذلك متجاهلة أوضاعهم الصحية وتواصل المماطلة في تقديم العلاج اللازم لهم الأمر الذي أدى إلى تفاقم الأمراض داخل أجسادهم .