محمد فؤاد ليس مجرد مطرب أو فنان مهم على الساحة الغنائية أو ممثل ساهم في تغيير شكل صناعة السينما بالكامل بفيلمه الأشهر «إسماعيلية رايح جاي» بل هو صوت مصري أصيل يحمل معاني الشجن والاصالة، وأغانيه ساهمت في تشكيل وجدان جيلي الثمانينات والتسعينات، لذلك جاء بكاءه في حفل بيروت الأخير تأثرًا بإحدى معجباته من ذوي الاحتياجات الخاصة مؤثراً وحظى باهتمام الكثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك قررنا أن نستعرض مشوار فؤاد وأبرز محطات ابن البلد صاحب القلب الطيب. صدفة مهدت الطريق إلى عزت أبوعوف وُلد في مدينة الإسماعيلية لأسرة مكونة من «3 أخوات و7 إخوة»، وتربى في حى عين شمس، وعاش فيه ما يقرب من 25 عاماً، وحتى الآن لا يزال مُحتفظًا بعلاقته مع أصدقائه في الحى. كان للفنان عزت أبوعوف دور في حياة محمد فؤاد، الذي حضر حفل فريق ال«فور إم» في نادى الشمس، وبعد انتهاء الحفل غادر فؤاد وشقيقه عبدالعزيز وأحد أصدقائه المكان، ليقف عزت أبوعوف بسيارته ليسألهم عن طريق بوابة الخروج من النادى، وما كان من شقيق محمد فؤاد وصديقه إلا أن قالا لعزت أبوعوف في نفس الوقت: «محمد صوته حلو أوى يا دكتور يا ريت تسمعه وتخليه يغنى معاكو»، وفوجئ محمد فؤاد بعزت أبوعوف يُخرج من حقيبته «كارت» عليه أرقامه الخاصة وعنوانه، ليعرض عليه أن يتواصل معه فيما بعد. وتواصل محمد فؤاد مع عزت أبوعوف هاتفيًا في اليوم التالى، وقال له الأخير خلال المكالمة: «يا رب صوتك يطلع حلو يا محمد».. وبعدها استمر محمد فؤاد مع فرقة ال«فور إم»، وقدّم الكثير من الأغانى مثل: (سلطان زمانى، متغربين)، وبعدها انفصل عنها واتجه للغناء مع شركات أخرى. ووقّع محمد فؤاد عقدًا لإنتاج ألبومات غنائية مع «صوت الحب»، وكانت من كبرى شركات الإنتاج الفنى في مصر والوطن العربى، وقدّم معها ألبومه الأول الذي حمل اسم «فى السكة»، وحقق انتشارا ونجاحا كبيرا. وقدم «فؤاد» التجربة في فيلمه «إسماعيلية رايح جاى»، إذ حكى حكايته مع عزت أبوعوف الذي ظهر بشخصيته الحقيقية خلال الفيلم. توهج في الثمانينات والتسعينات.. ومنافسة حامية مع عمرو دياب بدأ محمد فؤاد مشواره في الثمانينات بألبوم في السكة وقدم من خلال أغنيته الرئيسية التي حملت الاسم نفسه في منتصف الثمانينيات، ثم قدم أغنية حققت شهرة واسعة وقتها، موازية لما نعرفه اليوم من مصطلح «تريند»، وهى أغنية «يلا بينا يلا» التي حققت رواجًا واسعًا، واعتبرت مع أغنية «لولاكى» للفنان الراحل على حميدة من أشهر الأغانى وقتها، نظرًا لظهورهما في وقت متقارب وأصبح محمد فؤاد أحد أهم أضلاع جيل الأغنية الشبابية الذي ضم «عمرو دياب ومحمد فؤاد وعلاء عبدالخالق وعلى حميدة وحميد الشاعرى.. وغيرهم» وقدم العديد من الألبومات بعدها أشهرها «خفة دمه» 1986، «هاود» 1987، «يانى» 1988، «اسألى» 1990، «مشينا» 1992، «شيكا بيكا» 1993، «حبينا» 1994، «نحلم» 1995، «حيران» 1996، «كامننا» 1997، «الحب الحقيقى» 1998، «قلبى وروحى وعمرى» 1999، «القلب الطيب» 2000، ألبوم «كبر الغرام» 2001، «شارينى» 2003، «حبيبى يا» 2005، «ولا نص كلمة» 2007، «بين إيديك» 2010. وتعتبر المنافسة بينه وبين عمرو دياب في التسعينات من أشهر المنافسات التي شهدتها الساحة الغنائية، حيث حققت ألبوماتهما أعلى الايرادات بجانب عقد المقارنات بينهما باستمرار في البرامج التلفزيونية وعلى صفحات الجرائد، وكان الثنائي حريص باستمرار على تأكيد علاقتهما الطيبة ببعض، وحدث ذلك في حضور عمرو دياب لفرح فؤاد أو في اجتماع الثنائي في مناسبات عامة. «إسماعيلية رايح جاي».. نقطة التحول في تاريخ السينما بدأ محمد فؤاد مشواره في السينما بفيلم «القلب وما يعشق» مع سهير البابلى وصلاح قابيل، ثم تلاه تجارب سينمائية مختلفة مثل فيلم «أمريكا شيكا بيكا» مع المؤلف مدحت العدل والمخرج خيرى بشارة، و«يوم حار جدًا» مع المخرج محمد خان والمؤلفة زينب عزيز وبمشاركة النجمة شيريهان والنجم محمود حميدة، وفيلم «إشارة مرور» مع المخرج خيرى بشارة والمؤلف مدحت العدل، ثم تجربته الأبرز من الناحية الجماهيرية وتغيير خريطة السينما وتحولها بالكامل من سينما القضايا والهَمّ الاجتماعى إلى سينما المضحكين الجدد والشباب بفيلم «إسماعيلية رايح جاي»، الذي لم يكن على المستوى الفنى المأمول لكنه جاء في ظرف ووقت جعله ينجح أمام فيلم ضخم مثل فيلم «المصير» ليوسف شاهين، وحقق الفيلم حوالى 15 مليون جنيه. وأصبحت «كامننا» للشاعر عنتر هلال والتى جاءت بالفيلم من أشهر الأغانى وقتها، وتجاوز نجاحها السينما، واستخدمها كثير من النقاد للتعبير عن جيل محمد هنيدى وعلاء ولى الدين وتلقيبه بجيل «كامننا».. وانطلق من الفيلم «هنيدى» وبعده علاء ولى الدين وتلاهما أحمد السقا وكريم عبدالعزيز ومحمد سعد وأحمد حلمى، وتم إعطاء فرص سينمائية أكثر لأحمد آدم وأشرف عبدالباقى، وأصبح جيل المضحكين الجدد هو المسيطر على السينما من بعد فيلم «إسماعيلية رايح جاى». مواقف إنسانية في حياة «ابن البلد» زيارته لمعهد الأورام من المواقف الانسانية المهمة في حياة محمد فؤاد حرصه على زيارة معهد الاورام التابع لجامعة المنصورة عام 2018 وأَضفى جو من البهجة والسرور عليهم خصوصاً وحدة أورام الاطفال حيث حرص على التقاط الصور معهم ومحاولة إضفاء البهجة على وجوهم. إحياء حفل إفطار للأيتام وفي 2015، أحيا فؤاد حفلاً لإفطار رمضاني، حضره 600 طفل يتيم، بمنطقة العاشر من رمضان، وسط حضور مجموعة من الشخصيات العامة، وحرص الفنان على اللعب مع الأطفال. مقابلة شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة عقب تداول واسع لمنشور دونته شقيقة شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة عبر موقع «فيس بوك» يتضمن رغبة أخيها في مقابلة «فؤاد»، استجاب الفنان للأمر، في لفتة إنسانية ليست جديدة على صاحب القلب الطيب. بكائه في حفل لبنان الحفل بدأ بصعود محمد فؤاد على أنغام أغنيته الشهيرة ساعات بشتاق، وواصل فؤاد الغناء بتقديم مجموعة متنوعة من أشهر أغانيه القديمة والجديدة، بالإضافة إلى أغنية حبيبي يا، والتى تفاعلت معها فتاة من ذوى القدرات الخاصة، وقررت غنائها مع فؤاد الأمر الذي جعل فؤاد يتأثر بشدة ودخل في نوبة بكاء هستيري تسببت في ايقاف الحفل لبضع دقائق.
