باتت التنمية الزراعية وتحقيق الاكتفاء الغذائي محور اهتمام قادة عواصم القارة الإفريقية التي تستحوذ على 60% من الأراضي الصالحة للزراعة المتبقية في العالم؛ إذ أعلنت زيمبابوي، نجاحها في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأقماح للمرة الأولى منذ نحو عقدين، في وقت أكد فيه بنك التنمية الإفريقي، أن الناتج الزراعي الإفريقي سيقفز من280 مليار دولار لترليون دولار سنويًا بحلول عام2030. واحتفت وزيرة الإعلام، في زيمبابوي، مونيكا موتسفانجوا، في تصريحات صحفية أمس، بتحقيق بلادها اكتفاء ذاتي من من القمح للمرة منذ العام 2004، وذلك بفضل بلوغ النسبة المنزرعة من الأقماح 13 % وحصاد نحو 375 ألف طن في العام السابق 2022. وباتت الدولة غير الساحلية الواقعة في جنوب إفريقيا قوة زراعية مكتفية ذاتيًا، بعدما وضعت سياسة وطنية لتوزيع الأسمدة وشراء المحاصيل عبر «هيئة عامة»_ هي «مجلس تسويق الحبوب»، مما وفر نحو 300 مليون دولار من تكاليف استيراد الأقماح. وفقًا لموقع«نورث أفريكا توداي»، تمر زيمبابوي بتحديات اقتصادية كبيرة، إذ يعاني مجلس تسويق الحبوب صعوبات عديدة، لدفع رواتب المزارعين، نظرًا للأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد. لكن وزيرة الإعلام، مونيكا موتسفانجوا، شكرت المزارعين، لافتة إلى فخرها بتجربة بلادها التي :«تتطلع لحصد عائدات عالية من النقد الأجنبي عبر تصدير الأقماح في الأعوام القلقية المقبلة، مما سيسهم في إنهاء الأزمة الاقتصادية» يُزرع القمح تحت رقابة ومتابعة وزارة الري في زيمبابوي؛ ووفي عام2022 خصصت الحكوم أكثر 80 ألف هكتار من الأراضي الزراعية لزراعة الأقماح لبلوغ الاكتفاء الذاتي. ويأتي هذا الإنجاز بينما تعد تنتج زيمبابوي أقل من المتوسط الإفريقي من الانتاج الزراعي. ومؤخرًا، ولتلافي الصدمات الخارجية، تسعى عواصم القارة السمراء لبلوغ الاكتفاء الذاتي عبر قطاع الزراعة؛ إذ دعا رئيس الاتحاد الإفريقي، الرئيس السنغالي، ماكي سال، في ختام فعاليات مؤتمر القمة الإفريقية للأغذية «داكار 2» السبت، قادة العوام الإفريقية لوضع استراتيجية قارية، لتعزيز الإنتاج الزراعى وتحقيق الاكتفاء الذاتى،عبر استغلال إمكانيات إفريقيا المُهدرة، التي تُمكنها من أن تصبح سلة غذاء للعالم. وأكد سال أن إفريقيا التي تعانى بعض بلدانها نقصًا حادًّا في الأمن الغذائى يمكنها أن تُطعم جِيَاع العالم، حال خصصت سياسات تمكينية لتعزيز سلسلة القيمة الزراعية، لافتًا إلى أن ما يبنقص القارة لتحقيق الاكتفاء الذاتي هو تخصيص 10% من ميزانياتها الوطنية للزراعة. من جهته، أكد، رئيس بنك التنمية الإفريقي (AfDB)، أكينوومي أديسينا، خلال «داكار2» أن الناتج الزراعي في أفريقيا سيقفز من 280 مليار دولار سنويًا إلى 1 تريليون دولار بحلول عام 2030، حال ذُللت عوائق التنمية. وأضاف أديسينا أن إفريقيا التي تمتلك أكثر من 60 % من الأراضي الصالحة للزراعة المتبقية في العالم، لا ينقصها سوى تعبئة الالتزام السياسي، وشركاء التنمية للاستثمارات بالقطاع الزراعي. وأكدت رئيسة قسم الزراعة في البنك الأفريقي للتنمية، بيث دانفورد، إن البنك الإفريقي للتنمية سيقدم خرائط طريق مستهدفة لتحقيق الاكتفاء الذاتي بالقارة، وسيوفر التدخلات اللازمة للقطاع الزراعي في إفريقيا. وأوضحت دانفورد أن البنك يتيح منصة لخدمات تكنولوجيا التحول الزراعي الأفريقي (TAAT) مما وفر حلولًا لنحو 11 مليون مزارع أفريقي في 21 دولة؛ إضافة لتوفير البذور الأقماح المواكبة لارتفاع درجات لحرارة والذرة المقاومة للجفاف، وبذور الأرز عالية الإنتاجية.
