قال المتحدث باسم حركة «حماس»، حازم قاسم، اليوم الثلاثاء، إن الاحتلال الإسرائيلي لن يرى جنوده الأسرى لدى «كتائب القسام» إلا بصفقة تبادل مشرفة. وأضاف أن المقاومة قادرة على الإفراج عن الأسرى، وأثبتت في كل المحطات قدرتها على الإبداع في الوسائل والأدوات، مشيرا إلى أن ما نشرته كتائب القسام من تسجيل مصور لأحد الجنود الأسرى الإسرائيليين لديها يؤكد جدية القسام في التعامل مع ملف الأسرى وقضية صفقة التبادل. وأشار إلى أن حالة من المماطلة والتسويف تمارسها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، والتضليل المتعمد من قادة الاحتلال للجمهور الصهيوني حول وضع الأسرى لدى القسام وصحتهم. ونشرت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة «حماس»، مقطع فيديو قصير للأسير الإسرائيلي لديها من أصول اثيوبية أفراهام منغستو الذي تسلل من حدود شمال قطاع غزة، إلى داخله وأسرته المقاومة في عام 2014، وظهر منغستو في مقطع الفيديو وهو يوجه رسالة لحكومته الإسرائيلية، ويقول: «إلى متى سأظل هنا في الأسر أنا ورفاقي، بعد هذه السنوات الطويلة من المعاناة والألم.. اين شعب ودولة إسرائيل من مصيرنا؟». من جانبها قالت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الثلاثاء، إن حركة حماس تفضل نشر مقاطع الفيديو للأسرى الإسرائيليين لديها على أن تقوم بإطلاق الصواريخ للضغط على دولة الاحتلال لإتمام صفقة تبادل أسرى، وزعمت الصحيفة، أن حركة حماس لا تريد أن تخسر تحسن الظروف الاقتصادية بدخول 17 ألف عامل إلى داخل الخط الأخضر، وكذلك الهدوء النسبي السائد منذ عملية سيف القدس، والتي أدت لتجنبها المشاركة في الجولة التي وقعت في أغسطس الماضي مع الجهاد الإسلامي. وأشارت إلى أن حماس تخوض حربًا نفسية ضد دولة الاحتلال، فيما تحاول الأخيرة عدم الانجرار خلفها. وأوضحت الصحيفة العبرية، أن «حماس» حاولت زعزعة قناة التفاوض من خلال حرب نفسية تقودها، فيما تحاول إسرائيل ألا تخضع لإملاءاتها، مشيرًا إلى أن كبار المسؤولين طالبوا وسائل الإعلام العبرية بتحمل المسؤولية وعدم الانجرار خلف تلك الحرب، واعتبرت أن حركة «حماس» من خلال هذا الفيديو انحرفت للمرة الثانية عن مبدأ طويل الأمد تحاول المنظمات التي تأسر إسرائيليين الالتزام به، ويتمثل في عدم تقديم هدايا مجانية بدون الحصول على ثمن، وهذه هي الرسائل التي نقلتها حماس لإسرائيل في السنوات الأولى من المفاوضات خلال فترات التوصل لاتفاق «هدنة». ولفتت إلى أن حماس قد تكون أقدمت على هذه الخطوة بعد أن توصلت إلى نتيجة مفادها أن إسرائيل تعرف بالفعل أن الأسير على قيد الحياة، واستطردت أن الحركة ترى أن هذه الفترة مهمة لإعادة بناء قوتها في ظل دخول 17 ألف عامل إلى إسرائيل وهو ما يساعد على انعاش الاقتصاد، وهذه أشياء لا يمكن المساومة عليها بسهولة، حتى ولو كان بالنسبة للهدف المهم المتمثل في إطلاق سراح الأسرى، وأن وسيلة الضغط المفضلة للتنظيم نشر المقاطع وليس إطلاق الصواريخ. ولقى عرض كتائب القسام رسالة مصورة للجندي الإسرائيلي الأسير لديها «أفرها منغستو»، اهتمام واسع لدى وسائل الإعلام العبرية والساسة الإسرائيليين وأعضاء الكنيست الإسرائيلي، وذكر موقع خدشوت هشيتخ: «بعد حوالي 9 سنوات في الأسر:»كتائب القسام تنشر مقطع فيديو للأسير لأفرا منغستو. ونقلت قناة «كان» العبرية أنه سيتعيّن على نتنياهو قريبًا تعيين منسق جديد لشؤون الأسرى والمفقودين، وستكون هويته مؤشرًا على جدية رئيس الوزراء بشأن الصفقة. وقال موقع يديعوت أحرونوت العبري: «في إسرائيل يقومون بفحص الفيديو وغير متأكدين من صحته.، ونقلت قناة 12 العبرية عن شقيق الأسير افسرائيلي أفرا منغيستو، انه ليس متأكدا من أنه هو»، فيما ذكرت صحيفة معاريف على عرض كتائب القسام: قائلة: أين الدولة؟، حماس تنشر توثيق جديد عن الجندي أفرا منغيستو من داخل الأسر، فيما كشفت قناة 12 العبرية، تفاصيل الاتصالات التي جرت قبل الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة في شهر نوفمبر، مع حركة «حماس» في محاولة للتوصل لصفقة تبادل أسرى. وأوضحت أن هذا الحراك بدأ مع دخول يائير لابيد إلى رئاسة الوزراء، والذي أبدى مرونة أكبر من نفتالي بينيت للتوصل لحل وسط مع حماس في هذا الملف، ونقلت القناة عن مصدر سياسي كبير مطلع على التفاصيل، أن الصفقة كانت قريبة جدًا من المواقف الإسرائيلية وأن الجمهور كان سيقبل بها لأنها أقل بكثير من المطالب التي كانت تطالب بها حماس من قبل، وفقا لمزاعمه، وأشارت إلى أن الصفقة كانت ستتم بالإفراج عن النساء والمرضى من كبار السن وحتى من أصحاب الأحكام بالسجن لمدد طويلة، وممن يعانون من أمراض خطيرة تهدد حياتهم. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية«سما»، أن رئيس بلدية عسقلان، تومر جلام، التقى والدة الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حماس أفرا منغستو، بعد الفيديو الذي بثته كتائب القسام، والذي يظهر فيه أفرا يطالب فيه «إسرائيل» بالإفراج عنه. وقالت والدة أفيرا منغسيتو قولها: «لقد تأكدت منه (أفيرا مغنيستو)، يبدو أنه هو، فيما رد إيلان، شقيق أفيرا منغيستو على فيديو القسام قائلا»: إنه فرح ممزوج بالحزن، بعد 8 سنوات ونصف من عدم معرفة مصيره، بالأسر لدى حركة «حماس». وقال مكتب نتنياهو، أن الفيديو عبارة عن حيلة إعلامية ساخرة حول حالة إنسانية لمواطن إسرائيلي مصاب، وهذا يثبت أكثر من أي شيء أن حماس «محبطة» وتتعرض للضغط، زاعما أن حماس تؤخر أي فرصة للتوصل إلى صفقة تبادل، وفق قول البيان، وزعم مكتب نتنياهو أن الأسير يعاني من مرض نفسي وبذلك حماس تخالف القانون الدولي، بدلا من الاهتمام بسكان قطاع غزة. وفى سياق متصل، قالت صحيفة «هآرتس» العبرية، اليوم الثلاثاء، إن إسرائيل تحاول ألا تخضع لإملاءات حركة حماس في غزة، عقب نشر كتائب القسام مقطع فيديو للجندي الإسرائيلي الأسير لديها أفيرا منغيستو. ولا تزال صفقات الأسرى معطلة خاصة في ظل حالة إصرار كل من إسرائيل وحماس على شروط معينة، حيث يسعى كلا الطرفين لتحقيق مكاسب داخلية، فحكومة نيتنياهو في اختبار مع ظهور فيديو الأسير، وكذلك حركة «حماس»، التي ذكرت أنها حريصة على الإفراج عن الأسري بما فيها الأسرى الذين تم إعادة أسرهم بعد فراراهم من سجن جلبوع.