محطة قطارات برلين.. شريان حياة ألمانيا بتصميم مصرى

قلعة ألمانية رائعة من الحديد والزجاج، تبهر كل من يدخلها، فريدة من نوعها وتعد أضخم محطة للقطارات في قارة أوروبا، هي محطة برلين الرئيسية للقطارات Berlin Hauptbahnhof والذى شارك في تصميمها المهندس المصرى هانى عازر، وهى أهم وأكبر محطة في العاصمة الألمانية برلين، يقصدها 300 ألف مسافر في اليوم، وتحتل المرتبة الرابعة على مستوى ألمانيا بعد هامبورج، ميونخ وفرانكفورت ويعتمد جزء كبير منها على الطاقة الشمسية، ووصلت تكلفتها الشاملة لحوالى ال 800 مليون دولار.
«المصرى اليوم» كانت في زيارة للمحطة التي تقع وسط برلين ولها إطلالة مهمة على حديقة كبيرة وقبة البرلمان الألمانى وتمثل أهمية كبيرة لجميع المواطنين لارتباطها بالقطارات الداخلية والخارجية وفيها محطة للمترو أيضًا، وتعتبر البساطة في التصميم وسهولة روابط الحركة في الوصول والمغادرة رغم ضخامة المحطة من أهم ميزات التصميم المعمارى لمحطة برلين.
تبلغ مساحة المحطة 430 × 430 متراً مربعاً وتتكون من خمسة طوابق وتضم 6 مصاعد زجاجية، واستخدمت في بنائها تقنيات عدة، أهمها تقنية حديثة لتخفيف الموجات الصوتية الصادرة عن القطارات.
المحطة عبارة عن صالة كبيرة مغطاة ومحاطة بالزجاج من جميع الجهات، ويبلغ عدد ألواح الزجاج المستخدمة في بناء هذا الصرح ما يقرب من 10 آلاف لوح زجاجى، مما جعل الناس يطلقون عليه مداعبة تسمية «القصر الزجاجى».
تم افتتاح محطة الزجاج والفولاذ المثيرة للإعجاب رسميًا في عام 2006 وذلك لتيسير المواصلات قبل انطلاق كأس العالم الذي كان مقررا في نفس العام، وتحتوى على أحدث التقنيات التي تحمل عبارة «صنع في ألمانيا». فالقضبان الحديدية التي تشق المحطة المنتظرة مزودة بنظام إلكترونى خاص يجعل عبور القطارات من خلالها أكثر انسيابية، ويحول دون تصدع أو تأثر المبانى بحركة القطارات السريعة، خاصة أنها تقع بالقرب من حى الوزارات والدوائر الرسمية الألمانية العليا.
أما القطارات التي ترد على المحطة فتذود بالطاقة من خلال كوابل نحاس دقيقة لا تراها العين المجردة بسهولة. وتتم عملية تزويد المحطة بالكهرباء والطاقة بأسلوب لم يسبق له مثيل، إذ تنتشر هناك المصابيح بأنواعها المختلفة وأضوائها البراقة التي تسر الناظرين إليها، مما يجعل إضاءة محطة برلين عملا فنيا آخر.
وكثيراً ما يعبر المهندس هانى عازر عن نشوته أثناء حديثه مع الصحفيين بالقول: «انظروا جيداً أيها السيدات والسادة وأشبعوا أعينكم بكل شبر من المكان. فما ترونه الآن في محطة برلين الجديدة لن ترونه في أي مكان آخر في ألمانيا».
يتكون التصميم الهندسى العام للمشروع من مبنيين متقاطعين، بُنيت أسقفهما من الزجاج خفيف الوزن وتتصل خطوط القطارات السريعة تحت الأرض الممتدة من الشمال إلى الجنوب، مع خطوط السكك المنحنية الممتدة من الشرق إلى الغرب، كما تنتشر وفق ذات الجهات خطوط قطارات النقل المخصصة للمدينة S-Bahn، بالإضافة لذلك زُودت المحطة بخط مترو تحت الأرض U-Bahn رقم 55، الذي وُضع بشكل موازٍ للسكك الشرقية، بالإضافة إلى خط المترو الذي يمر عبر نفق يعبر أسفل نهر السبريه بعمق 15 مترا.
يعد بناء محطة برلين تحفة لوجستية أثناء إجراء الحفريات حيث تمت مراقبة مستويات المياه الجوفية باستمرار من قبل المراقبين لمعرفة البناء وتمت إزالة 1.5 مليون متر مكعب من التراب في المراكب، والتى لولاها كانت ستتطلب قافلة بطول 1300 ميل.
من الإنجازات الهندسية الأخرى التي حدثت في هذا البناء وضع جسر معدنى يمر عبر المحطة، نظرًا للمخاطر التي يمثلها بناؤها حيث كانت المحطة مزدحمة بالناس، فقد تقرر تشغيلها في عطلة نهاية الأسبوع حيث تم إغلاق المحطة للجمهور لمدة 54 ساعة، ثم تم بناء الهيكل من جزأين عموديًا و1200 طن لكل منهما، ثم تم ربطه كجسر متحرك، أما عن السقف فهو عبارة عن قبة عملاقة تبلغ مساحتها 20000 متر مربع تتكون من الآلاف من الألواح الزجاجية، لا تشبه بعضها البعض تم الانتهاء من السقف الزجاجى في وقت قياسى بلغ أربعة أشهر فقط، ودعم السقف بالألواح الشمسية. تتكون من 1250 وحدة.
وبحسب الموقع الرسمى للمحطة، الخرسانة المستخدمة في البناء 500 ألف متر مكعب والصلب المستخدم في البناء وصل إلى 85 ألف طن وعدد المصاعد 43 والمصاعد البانورامية 6.