عاطل ينهى حياة «عجوز» ب14 طعنة في الوراق: بيصورنى بالتليفون (بث مباشر)

«هنا الحزن ممتد والبكاء لا ينقطع، والدهشة تعلو الوجوه، ولا تفارق صورة سيد»، فيد زوجته تطالعها، بعد أن سدد المتهم ل«السيدة العجوز» 14 طعنة: «ضربنى ب(المطواة) وقاللى: هخليكِ تحصليه.. إمشى من هنا روحى انصبى العزاء قتلتلك جوزك».
(كيمو) ترصد لزوجى أثناء شرائه العيش والفطار، وقدام الأهالى استل سكينًا من محل الفرارجى وتوجه ناحية (سيد) وسدد له طعنتين إحداهما في رقبته والثانية بصدره و12 طعنة ببطنه»، بهذه الكلمات تروي «أم هانى»، زوجة المجنى عليه، وتتذكر تفاصيل الجريمة التي وقعت على مقربة من منزلها بالوراق في الجيزة، وحينها سألت المتهم «بتضربه ليه؟»، فقال لها غير مكترث وهو ينفث دخان سجائره: «كان بيصورنى بتليفونه».
الزوجة لا تكف عن الدهشة، حين تحكى أن «علاقتهم كويسة مع عائلة (كيمو)، ومفيش أي مشاكل بينا من 40 سنة، ولا ندرى سبب الجريمة، لأن (سيد) تليفونه من غير كاميرا أساسًا»، تستطرد: «زوجى مات ضحية غدر بلطجى، ما عملوش حاجة حرام، ويوم الواقعة صلى الفجر وفطرنى لأنى مريضة بالسٌكرى، وقاللى: هروح أجيب لكِ العيش، ثم خلدت إلى النوم وفزعت على تليفون يبلغنى: (إلحقى جوزك سايح في دمه)».
بخطواتِ وطئيدة، توجهت ناحية زوجها «كنت فاكراه متعور»، ونظرت ناحية «كيمو» تعاتبه لما «عرفت إن (سيد) بيموت خلاص»، ولم تواصل كلامها مع المتهم وهرولت من مكانها، حين قال لها: «لو وقفتِ هجيب لكِ رقبتك قدامك»، تقول: «الناس خلتنى أرجع تانى لحد بيتى، وحملوا زوجى للمستشفى».
«كيمو»، مشى وراء «العجوز» وهو ممسك ب«قفص العيش»، وما أن وطأت قدماه ناحية الفرن، استغل الجانى الزحام «هجم عليه بالسكينة، والناس كلها خافت وجريت، لأنه قعد يضربه كتير قوى والدم بينزل منه بغزارة».. تحكى الزوجة عن شهود عيان.
الزوجة توجهت إلى المستشفى، أخبرها الأطباء: «فى طعنة بالرقبة بالقرب من الأذن وقطعت الشريان الواصل بين السمع والكلام، ولو عاش مش هيعرف يتكلم تانى»، وهى تدعو أن «يقوم بالسلامة»، بعد عملية جراحية «كان أمر الله قد نفذ».
الرعب ارتسم على وجه «جهاد» زوجة نجل «سيد»، ولا تبارح ذاكرتها لحظة وقوف شقيق المتهم بالشارع، معاتبًا إياه: «ليه قتلته عمل لك إيه؟»، وبينما يحاول وقف نزيف العجوز بقطعة قماش، رد عليه: «قتلته وخلاص، كده يعنى، ولو أنقذته هموتك»، ليلوح بسلاحه الأبيض للأهالى «اللى هيقرب هخلص عليه»، وخلال دقائق «راح سلم نفسه لقسم الشرطة».
المتهم يزعم «الجنون»، ورصدته كاميرات المراقبة يستل السكين من محل فرارجى بمكان الواقعة، بعد أن برر له: «عاوزها هدبح بيها»، شهود العيان يقولون: «خاف منه وأعطاها له على طول».
الابنة الكبرى ل«سيد»، تبكى بحرقةِ وهى تذكر «كنت رايحة اليوم دا، أفطر مع والدى، وشاهدت المتهم جالس على الناصية من غير ما أعرف إنه ضرب بابا، وكان لا يبالى ويدخن سجائره، ولما عرفت باللى حصل وبرجوعى للمكان تانى لقيت الجانى راح القسم»، تلفت إلى «إحنا مش بتوع مشاكل، أبويا كان بيساعد أمى لأنها مريضة، وهو كمان مريض قلب، ومفيش مشكلة بينه وبين المتهم، ودا كان دائمًا بيقعد معاه، وأبويا دايمًا بينصحه عشان زعلان مع أبوه».
ابن «سيد»، قال: «شوفت المتهم بيسلم على أبويا ومفيش حاجة، ويوم الواقعة كان قاعد جنبه على القهوة، وفوجئت باتصال يتضمن أن والدى بحالة حرجة ودخلت عمليات 4 ساعات ولفظ أنفاسه، لأن قلبه لم يتحمل».