خاض حرب أكتوبر أبطالًا لكل منهم قصة وبطولة سجلوها بتضحية ودماء وفداء لوطنهم، ورغم مرور 49 عامًا على معركة التحرير يظل هناك أبطالا مجهولون في المعركة، منهم النقيب محمد عبدالمنعم زايد، الذي بدأ نجله أحمد زايد توثيق قصص بطولات أبطال حرب أكتوبر في المجموعة 73 مؤرخين. انضم النقيب محمد عبدالمنعم للقوات المسلحة حينما عمره 16 عامًا، وتخرج في الدفعة 53 حربية وقت حرب الاستنزاف وتنقل في عدة مهام منها مهمة العمل على سطح جبل الجلالة في حياة صعبة لأن المنطقة كانت مليئة بالعقارب والثعابين وغير آدمية لكن متطلبات المرحلة كانت الدفاع عن كل المناطق لكبح جماح الطيران الإسرائيلي، حسبما أكد أحمد زايد نجل النقيب الراحل في حديثه ل«المصري اليوم». ويضيف: «قضى والدي حسبما حكاه لنا فترة عصيبة على جبل الجلالة مع عدد قليل من الجنود في عملية هدفها اصطياد الطائرات الإسرائيلية إذا حاولت اختراق الوديان قرب منطقة جبل الجلالة، وكان مشهودا له بالكفاءة العالية لذلك تم ضمه لقوات المظلات وهي قوات النخبة لكي يساعد في العمليات الخاصة». تخصص النقيب زايد في الدفاع الجوي بالصواريخ سام 7 «الاستريلا» المحمولة على الكتف والتي كان يطلق عليها «الحية» وحينها لم يكن أنشئت كلية الدفاع الجوي، ويوضح نجله أن والده كان ضمن مجموعة مخططا أن يتم إنزالهم بالمظلات خلف خطوط العدو في اتجاه واحد بلا عودة لتعطيل الاحتياطيات الإسرائيلية عند تطوير الهجوم لكن ذلك لم يتم وتم دفعهم للثغرة بعد ذلك عندما وقعت. وأضاف: «انضم والدي لقوات المظلات التي شاركت في القتال في ثغرة الدفرسوار في الدفاع عن الإسماعيلية في الكتيبة 85 مظلات وكان مسئولا عن حماية سماء الكتيبة خلال القتال، حيث شارك في معركة سرابيوم يوم 18 أكتوبر والدفاع عن الإسماعيلية يوم 22 أكتوبر». حماية الإسماعيلية ويضيف أن والده شارك في معركة تبة الشيخ حنيدق في منطقة جبل مريم جنوبالإسماعيلية حيث كانت القوات المصرية متشتبكة مع القوات الإسرائيلية بقيادة آرئيل شارون القائد العسكري في الحرب آنذاك والتي حاولت التوغل في الإسماعيلية، موضحا: «والدي بتصرف فردي استخدم الصواريخ المحمولة على الكتف والمضادة للطائرات ونجح في إصابة 3 دبابات في الجنزير مما أدى لتعطيلها ونجحت قوات الكتيبة 85 مظلات في حماية الإسماعيلية مع قوات الصاعقة التي كانت متواجدة.». وأشار إلى أن الرئيس الراحل أنور السادات تحدث هاتفيا مع قائد الكتيبة مقدم عاطف منصف وأبلغه بالدفاع عن الإسماعيلية لآخر طلقة وآخر رجل مما كان له دورا كبيرا في رفع معنويات أبطال القوات المسلحة أن رئيس الجمهورية يتحدث مع قائد الكتيبة شخصيا ويتابع معهم العملية«. وساهمت تلك المعركة مع معارك أخرى في أبوعطوة بالإسماعيلية في حماية المدينة وصد التوغل الإسرائيلي لها. وأضاف زايد أن والده تدرج في المناصب حتى وصل لمنصب قائد دفاع جوي قوات المظلات، وتوفي عام 1988. تشكيل مجموعة 73 مؤرخين وأكد أحمد زايد أن المجموعة 73 منذ عام 2008 نشأت وبدأت التواصل والتسجيل مع 700 بطل أبطال حرب أكتوبر وتوثيق قصصهم لتعريف الناس بالبطولات وزرع قدوة لدى المواطنين وأن من حارب في 1973 هم شباب ضحوا بكل شيء ولم يفكروا في أنفسهم بل في وطنهم والتحقوا بالقوات المسلحة لتحرير أرض مصر وحمايتها من العدوان والاحتلال. وأوضح أن حرب أكتوبر شارك فيها مليون ومائتي ألف جندي وضابط في حماية الحدود والمناطق الحيوية والجبهة والرقم كبير للغاية مما جعل بعض البطولات تظل غير معلومة للجميع، مضيفا: «نحن نبحث عن البطولات ب»الإبرة«ولا يزال الكثيرين منهم يعيشون حتى اليوم ويحتاجون التكريم المعنوي وهو الدور الذي نقوم به ونعرف الناس بالبطولات التي قام بها محاربو أكتوبر وهم في سن الشباب».
