ناسا تتسبب في الاصطدام بكويكب في الفضاء.. ما القصة وراء المسبار «دارت»

لأول مرة في التاريخ أجرت وكالة «ناسا» تجربة لتغيير مسار كويكب، في محاولة لدراسة مدى فعالية تغيير مسار الكويكبات قبل أن تصطدم بالأرض وتشكل خطرا. فأطلقت مسبارًا فضائياً باسم «دارت» وذلك اختصاراً لجملة تجربة إعادة توجيه كويكب ثنائي، ليصطدم في الساعات المقبلة مسبار تابع لوكالة الفضاء الأمريكية «ناسا«بكويكب، ومن خلاله تهدف الوكالة لمعرفة مدى صعوبة منع صخرة كبيرة في الفضاء من الاصطدام بالأرض.
وتُختبر هذه التجربة على بعد حوالي 11 مليون كيلومتر على هدف يسمى ديمورفوس. وبحسب الوكالة فإن «الصخرة ليست في الوقت الحالي في الطريق للاصطدام بالأرض، ولن يجعلها الاختبار تغير اتجاهها عن طريق الخطأ لتتجه إلى الأرض».
سيتم الاصطدام في الساعة 23:14 بتوقيت غرينتش اليوم الاثنين. بما يوازي الواحدة فجراً بتوقيت القاهرة، وخلالها تراقب التلسكوبات الاصطدام من بعيد، بما في ذلك مرصد الفضاء الفائق الجديد المعروف باسم «جيمس ويب».
وفي محاولة لحماية الأرض من أي صدام مع الكويكبات، اهتدت وكالة ناسا لفكرة اصطدام مركبة فضائية بأحد الكويكبات، من قبل الوصول إلى الأرض، من خلال
تغيير سرعة الصخرة بمقدار ضئيل لتغيير مسارها، حتى تتخطى الأرض ولكن شرط نجاح التجربة أن تكون على بعد ووقت كافيين مقدما.
وبسرعة تزيد على 20000 كيلومتر في الساعة، ستتحقق مهمة اختبار إعادة توجيه الكويكب المزدوج التي ينفذها «دارت»، من خلال اصطدام شبه مباشر بديمورفوس الذي يبلغ عرضه 160 متراً، فيتغير مداره حول كويكب أكبر منه بكثير، يسمى ديديموس، ببضع دقائق فقط كل يوم. ومن المتوقع أن يغير الاصطدام زخم الجسم الأصغر بحيث تقل الفترة المدارية إلى نحو 11 ساعة و45 دقيقة. وستؤكد قياسات التلسكوب هذا الأمر في الأسابيع والأشهر القادمة.كذلك يستغرق دوران ديمورفوس حاليا حول ديديموس ما يقرب من 11 ساعة و55 دقيقة.
أما في حالة اصطدام جسم مثل ديمورفوس بالأرض، قد تنتج حفرة ربما يبلغ قطرها كيلومترا واحدا وعمقها بضع مئات من الأمتار. وبالطبع سيكون الضرر شديدا في المنطقة المجاورة للارتطام. ولكن ذلك التخمين جاء مع إشارة الوكالة أن هذا لن يحدث واحتمال بعيد.