عروض «أيام القاهرة للمونودراما» نحو اكتشاف الذات

قائمة من العروض المتنوعة، والورش التدريبية، يواصل مهرجان أيام القاهرة للمونودراما، تقديمها خلال دورته الخامسة، والمهداة لاسم الفنان الراحل خالد صالح، إذ شهد مسرح ساحة الهناجر العرض المصرى «ميتا» لصلاح مراد، وقدم في 10 دقائق، وبشكل حركى للباب كمكان المرور في حياتنا اليومية، مكان الاحتمالات والفرص التي يتم اغتنامها في بعض الأحيان، وفى أغلب الأحيان ما تضيع دوائر ودوائر من الأفكار أثناء انتظار فتح الباب الصحيح، نطرق ونطرق ونطرق، دون جدوى.
كما قدم على المسرح الصغير بدار الأوبرا العرض المسرحى «إديث بياف» لدولة رومانيا ويلتقط العرض لحظات في سيرة المغنية الفرنسية المحبوبة إديث بياف، عبر مجموعة من المشاعر من الظهور العام الأول إلى سنوات المجد ونهاية مشوارها الفنى.
وانطلقت بجاليرى الهناجر ورشة «التمثيل»، والتى يقدمها من كوسوفو الفنان Mentor Zymbyraj، بجاليرى الهناجر، واستهل «مينتور زامبيراج»، الأستاذ بكلية الفنون جامعة بريشتينا لقاءه في الورشة بالتعارف على المتدربين، وتابع متحدثا عن عنصر التمثيل وأهمية ومستويات طاقة الممثل، وكيفية التقديم في الورش وأهميته لتطوير مهارات الأداء في فن التمثيل والفروق بين الممثل على خشبة المسرح والسينما.
كما عقدت فعالية منصة «الحكواتي» والتى تزخر بعشرة حكائين مصريين أعقبها لقاء مع الفنان حسن الجريتلى للحديث عن فن الحكى وأدار اللقاء الفنان محمد عبدالفتاح.
وشهد جمهور المهرجان العرض الأمريكى «هيدى.. الحياة» تمثيل وإخراج هيزر ميسى عن الفنانة هيدى لامار واختراعاتها الهامة للبشرية، يعقبه العرض السعودى «ساكن متحرك»، المملكة العربية السعودية، تأليف فهد ردة الحارثى إخراج أحمد الأحمرى تمثيل بدر الغامدى.
وفى ختام أولى ورش المونودراما أكد الفنان «مينتور زامبيراج»، من كوسوفو والأستاذ بكلية الفنون جامعة بريشتينا ورشة «التمثيل» بجاليرى الهناجر، خلال لقائه في الورشة بالتعارف على المتدربين ببعض التدريبات الجسدية التي تساعد الممثل على التركيز والتى بدأت في تحريك أجزاء من الجسد بداية من الرقبة في حركات دائرية، وكذلك الذراع والأيدى وأجزاء من الذراع مرتكزا في الحركة على الرسغ والكوع وقدم بعض التمرينات مثل السير في دائرة للمتدربين وأن يحددوا هدفهم وتكون حركتهم واضحة، قادرين على التحكم في أجسادهم، وعدم الفصل، وهذه التدريبات التي تحاول أن تجعل الممثل في حالة تركيز كبيرة وفى انعزال تام عن العالم الخارجى وليصبح الممثل فقط داخل المشهد متوحدا مع شركائه من الممثلين، مع شخصيته داخل المشهد المسرحى، الذي يقدمه.
وأضاف المدرب في حديثه ومراجعته مع المتدربين نحو ما قدمه في الورشة معهم أنه استخدم القليل من التدريبات البدائية، لكنها مهمة جدا للممثل وتساعده على التركيز مع نفسه أو شريكه في التمثيل، الطاقة والتركيز الخاص والممثلة، وهذه أول خطوة بينما من المهم جدا أن يراعى التنسيق بين حركات جسده والتنسيق بين قدرته على التحكم في جسده وأدائه، وأشار المدرب إلى منهجه في التدريب والإخراج مع فرقته المسرحية، وتقديمه للكثير من الورش في مختلف دول العالم وأنه يستند على منهج رائد في فن تدريب الممثل ستلانيسلافيسكى، في التمثيل والإخراج أيضا، ويقوم بتطوير هذا المنهج من خلال التدريبات مع ما يناسب كل ورشة وكل عرض.
وأشاد المدرب بما نحظى به جميعا من حضارة مصرية قديمة، وأعرب عن سعادته لذلك، وأكد أنها بلا شك تؤثر علينا في مسار حياتنا الشخصية والحياتية، والعملية، والفنية خاصة على المبدعين ومنهم المسرحيون، وفى مقدمتهم الممثلون، ولحضارة المصرى القديم دور مهم كبير على المصرى، فعلينا أن ننظر إلى هذا التاريخ ونراجعه، وندركه جيدا نحو اكتشاف الممثل لنفسه وقدراته وموهبته ويتقدم نحو الأفضل ويكتسب طاقة كبيرة من خلال صدقه مع أصالته، وهويته وثقافته.
وكان مهرجان أيام القاهرة الدولى للمونودراما قد افتتح بالمسرح الصغير بدار الأوبرا، بحضور النجمة صفية العمرى والفنان القدير لطفى لبيب والمخرج د. أسامة رؤوف، مؤسس ورئيس المهرجان، ونخبة من المسرحيين المصريين والدوليين، وشهد تكريم نخبة من الفنانين، منهم الفنان الراحل خالد صالح، والمخرج الكبير خالد جلال والنجمة لقاء الخميسى، والمخرج الألمانى ماتياس جيرت، والفنانة الراحلة شمعة محمد من سلطنة عمان، والفنان الراحل محمود الألفى، وتختتم الفعاليات اليوم برعاية د. نيفين الكيلانى، وزيرة الثقافة، وبمشاركة 13 دولة.