تجددت الاشتباكات المسلحة العنيفة بين أذربيجانوأرمينيا، في وقت متأخر من مساء أمس وفجر اليوم الثلاثاء، خرقا لاتفاقات الهدنة، وذلك بعد نحو عامين من الاشتباكات المسلحة بين الطرفين، في 27 سبتمبر 2020 وتوقفت بفضل التدخل الروسي، من خلال نشر قوات حفظ سلام روسية لنحو 1960 جنديا، وفق اتفاق تم توقيعه في 9 نوفمبر من العام نفسه. وسرعان ما هدأت الأوضاع اليوم، في ظل التخوفات من تدهور الأمور، لما كانت عليه من حرب ال 44 يوما بين أذربيجان وأرمنيان، حيث دأب كلا الطرفين على توجيه الاتهام للأخر بخرق اتفاق الهدنة أو القيام باستفزازات عسكرية. وقالت وزارة خارجية أذربيجان في بيان لها، اليوم الثلاثاء، إن مجموعات تخريب تابعة للقوات المسلحة لأرمينيا ارتكبت استفزازا مسلحا واسع النطاق بزرع ألغام في طرق التموين والأراضي الموجودة بين مواقع الجيش الاذربيجاني في الاتجاهات المختلفة.،ووقعت اشتباكات مسلحة بين الطرفين نتيجة اتخاذ الجيش الاذربيجاني التدابير العاجلة لوقف الاستفزازات الارمينية. وذكرت الوزارة أنه يوجد قتلى وجرحى وخسائر للبنية التحتية نتيجة تعرض بعض مواقع ومخابئ الجيش الاذربيجاني في محافظات داشكسان وكلبجار ولاتشين للقصف المدفعي وإطلاق النار بالأسلحة المختلفة العيار من قبل مواقع القوات المسلحة لأرمينيا في مناطق باساركيتشار وايستيسو وقاراكيلسا وكوروس. وذكرت أن وحدات الجيش الاذربيجاني قامت بالرد بشدة على القوات المسلحة لأرمينيا لوقف استفزازاتها المسلحة واعتدائها على أراضي أذربيجان وسيادتها، ولتوفير سلامة جنوده والاشخاص المدنيين الذين يعملون في إعادة الإعمار في البنى التحتية في أراضي محافظتي كلبجار ولاتشين. من جانبه، قال المتحدث بإسم وزارة الدفاع الأرمينية آرام توروسيان أنه نتيجة للأعمال الهجومية لأذربيجان في اتجاهات مختلفة من الحدود الأرمينية الأذربيجانية تكبد الجانب الأرميني خسائر بشرية وأضاف أنه يتم التحقق من عدد الشهداء والجرحى. وتابع: فتحت القوات المسلحة الأذربيجانية نيرانًا كثيفة على المواقع الأرمنية الواقعة في عدة أجزاء من الحدود الأرمينية الأذربيجانية باستخدام المدفعية والطائرات بدون طيار. على وجه الخصوص تم قصف المواقع الواقعة في اتجاهات سوتك وفاردينيس وكوريس وكابان وأرتانيش وإيشخاناسار. وترأس رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان جلسة لمجلس الأمن الأرميني بمشاركة رئيس الجمهورية فاهاكن خاتشاتوريان ورئيس البرلمان آلان سيمونيان بالإضافة إلى أعضاء مجلس الأمن وناقش الاجتماع خطوات أخرى تهدف إلى التصدي للإجراءات الأذربيجانيةالتي بدأت في منتصف الليل من قبل أذربيجان ضد الأراضي السيادية لأرمينيا. وصدر قرار بالتقدم بطلب رسمي إلى الاتحاد الروسي لتنفيذ أحكام معاهدة الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فيما يتعلق بالعدوان على أراضي جمهورية أرمينيا ذات السيادة. وعودة لبيان وزارة الخارجية الأذربيجانية، حيث قالت إن تأخير عملية التطبيع من قبل أرمينيا بذرائع مختلفة واتخاذها موقفا غير بناء في المفاوضات الجارية بجهود دولية، وعدم سحب القوات المسلحة الأرمينية من أراضي أذربيجان على خلاف الالتزامات في إطار البيانات والاتفاقات الثلاثية واستمرارها زرع الألغام الأرضية، بما في ذلك زرع الألغام التي صنعت مؤخرًا في أرمينيا في أراضي محافظة لاتشين، وتقدم أرمينيا بشروط جديدة في عملية فتح المواصلات وطرق النقل وإجهاضها هذه العملية، فضلًا عن عدم الاستجابة لأجندة السلام، كانت تظهر أن أرمينيا غير مهتمة بعملية السلام وتهدف إلى تقويض العملية. كما قالت وزارة الخارجية أن العدوان التالي للجانب الأرميني على أذربيجان انتهاك صارخ لقواعد ومبادئ القانون الدولي الأساسية، فضلا عن أحكام البيانات الثلاثية الموقعة بين قادة أذربيجانوأرمينيا والاتحاد الروسي، والاتفاقات التي تم التوصل إليها بين البلدين أذربيجانوأرمينيا. إن خطوات أرمينيا هذه تتعارض تمامًا مع عملية التطبيع والسلام الجارية. في الوقت الذي تقوم فيه أذربيجان بأعمال الترميم وإعادة الاعمار على نطاق واسع في هذه الأراضي المحررة من الاحتلال، تثبت أرمينيا من خلال عدوانها مرة أخرى أنها تعرقل هذه العملية بكل الوسائل. من جانبه قال رئيس الوزراء نيكول باشينيان في البرلمان الأرميني إن أذربيجان تشوه البيان الثلاثي لعام 2020 الصادر في 9 نوفمبر وتتحدث عن وجود ممر عبر أراضي أرمينيا. وتابع: كان موقفنا ولا يزال كما يلي: نحن لا نزرع لإعطاء ممر لأي شخص عبر أراضي جمهورية أرمينيا، ولكننا نقبل بل ونهتم بفتح الطرق وإلغاء حظرها عبر أراضي جمهورية أرمينيا،حيث أن منطقها أن كل دول المنطقة يمكنها استخدام هذا الطريق بما في ذلك أرمينياوأذربيجان. من جانبها قالت الأمانة العامة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، إنها تعتبر استخدام القوة غير مقبول لتسوية النزاعات ،و يجب استخدام الأساليب والاتفاقيات السياسية الدبلوماسية فقط، المحددة في تصريحات قادة أرمينياوأذربيجانوروسيا في 9 نوفمبر 2020 و11 يناير 2021 و26 نوفمبر 2021. وفى إطار التدخل الدولي، قالت فرنسا إنها ستتجه إلى مجلس الأمن الدولي لمناقشة التصعيد الحدودي بين أرمينياوأذربيجان. وذكرت الوكالة أن «فرنسا ستناشد مجلس الأمن الدولي بشأن الاشتباكات على الحدود الأرمنية الأذربيجانية، والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 49 جنديًا أرمنيًا». وفى المقابل، أعربت روسيا عن قلقها إزاء الأوضاع الناجمة عن تجدد الاشتباكات بين كل من أذربيجانوأرمينيا في ظل التوترات وانشغال روسيا بالحرب الأوكرانية.