فى الدورة السابعة ب«شرم الشيخ للمسرح».. تكريم المخرج الأمريكى ريتشارد شيكنر لأول مرة فى مصر (ملف خاص)

يكرم مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى، برئاسة المخرج مازن الغرباوى، المخرج الأمريكى العالمى ريتشارد شيكنر، والذى يأتى إلى مصر للمرة الأولى، وذلك ضمن فعاليات الدورة السابعة، التى تنطلق من 25 حتى 30 نوفمبر المقبل فى مدينة شرم الشيخ، تحت رعاية وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة نيفين الكيلانى، ومحافظ جنوب سيناء اللواء أركان حرب خالد فودة.
كما يشهد أيضا حضور النجم الكبير محمد صبحى، رئيس اللجنة العليا للمهرجان، والفنانة القديرة سميحة أيوب، الرئيس الشرفى للمهرجان، وعدد كبير من النجوم والشخصيات الدولية والعربية.
وسبق أن أعلن المهرجان تفاصيل النسخة الثانية من مسابقة «أبوالحسن سلام» للبحث العلمى، ضمن فعاليات الدورة السابعة للمهرجان، والتى قيل إنها بهدف الارتقاء بالبحث العلمى فى المسرح، ومنح الفرصة للباحثين الشباب، وفتح فضاءات جديدة أمام أفكارهم ورؤاهم، واكتشاف الأصوات الجديدة فى البحث والدراسات المسرحية من الشباب.
حسب تصريحات المخرج مازن الغرباوى، رئيس المهرجان، الذى أكد أن المسابقة ستساعد فى إثراء المحتوى العلمى للمسرح العربى، حيث إن مسابقة هذا العام للباحثين المصريين والعرب فقط، بينما فى الدورات التالية ستكون لكل الباحثين فى العالم.
أما عن جائزة التأليف فمُهداة لروح الكاتب الكبير الراحل يسرى الجندى، وتُمنح للنص المسرحى الطويل والقصير والمونودراما، والتى تأتى تشجيعًا لحركة الكتابة المسرحية المصرية والعربية.
كواليس استقبال «شيكنر» دعوة المهرجان.. مازن الغرباوى: حضوره انتصار للثقافة المصرية والعربية
قال المخرج مازن الغرباوى، رئيس مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى، إن تكريم ريتشارد شيكنر واختياره الشخصية الدولية المكرمة بالمهرجان فى دورته السابعة يؤكد الحضور الدولى الكبير للمهرجان على أجندة أهم 10 مهرجانات بالعالم.
وأوضح رئيس المهرجان أن حضور ذلك المفكر والمخرج المسرحى الكبير لمصر ولمدينة السلام «شرم الشيخ» يُعد حدثًا مهمًا على المستوى الدولى، ويأتى فى إطار إثراء المهرجان والارتقاء بالفنون المسرحية وتبادل الخبرات الدولية، خاصة أنه أحد أعلام المسرح منذ ستينيات القرن الماضى وحتى الآن.
حيث يعد أهم المخرجين المعاصرين الذين فتحوا آفاقًا كبيرة نحو التجريب، وتغيير بعض مناهج ونظريات الإخراج فى العالم، فعلى مدار مسيرته الاستثنائية والرائدة استطاع أن يجمع بين الإخراج المسرحى والتأليف والبحث العلمى فى مجال المسرح.
واعتبر «رئيس المهرجان» أن حضور «شيكنر» يُعد انتصارًا كبيرًا للثقافة المصرية والعربية، خاصة أنها الزيارة الأولى له إلى مصر، مؤكدًا أن المهرجان منذ بداياته يهدف إلى تبادل الثقافات وخروج فعالياته بشكل متجدد ومختلف.
وعن كواليس استقبال دعوة حضوره المهرجان، أوضح «الغرباوى» قائلًا إن الرحلة بدأت منذ ستة أشهر، من خلال التواصل معه وفريق العمل الخاص به، والعمل على ترتيب قدومه إلى مصر والذى يعد مجهودا كبيرا من قِبل أعضاء اللجنة العليا للمهرجان، التى كانت تعمل على قدم وساق بهدف تطويل ملفات المهرجان والتى سيتم الكشف عنها قريبا.
وتابع: أن «ريتشارد» و«كارول» مُطلعان عن بُعد على كافة المتغيرات التى حدثت فى المشهد المسرحى المصرى والعربى، وقمنا بعمل خطوات كثيرة من خلال المراسلات والتعريف بالمهرجان والشخصيات الدولية التى سبق أن حضرت للمهرجان فى دوراته السابقة، مؤكدًا أن وجود شخصيات عالمية فى الدورات السابقة حمّسه لحضور الفعاليات، وكان إحدى الدعائم للتأكيد على قوة المهرجان.
جمع بين نظرية الأداء والمناهج الإبداعية.. «شيكنر».. مخرج ومؤلف ومفكر ورئيس تحرير ..وأحد واضعى نظريات الأداء
ريتشارد شيكنر
المخرج الأمريكى ريتشارد شيكنر يُعد أحد مؤسسى دراسات الأداء، وواضع نظريات الأداء، ومُخرجا مسرحيا، ومؤلفا، ورئيس تحرير مجلة (TDR) وسلسلة كتب (the Enactments)، وأستاذا جامعيا وأستاذ دراسات الأداء.
ويجمع المخرج العالمى بين عمله بنظرية الأداء والمناهج الإبداعية المختصة بجوانب عديدة للأداء، من بينها المسرح والشعائرية والرقص والموسيقى ووسائل الترفيه الشعبية والرياضات والسياسة والأداء فى شؤون الحياة اليومية، وغيرها، بغرض إدراك السلوك الأدائى، ليس فقط بوصفه موضوع الدراسة، ولكن أيضًا كعملية فنية وفكرية فعالة.
أسس «شيكنر» مجموعة الأداء وفنانى الساحل الشرقى. وتتضمن أعماله المسرحية الإنتاجية: «الأم شجاعة، ديونسيوس 69، الشقيقات الثلاث، فاوست، أوديب سينيكا، هاملت، أوريستيا، جوكاستا»، وغيرها من الأعمال المهمة فى مسيرة شيكنر.
واشتهر ريتشارد شيكنر بصفته مُخرجا مسرحيا بعروضه المسرحية الأسطورية للمواد الكلاسيكية، حيث يُعد عمله الجدلى (ديونسيوس ) 1969 - 1970 علامة فارقة فى تاريخ المسرح الأمريكى، حيث كان الممثلون يمازحون الحضور.
أما أحدث أعماله الإنتاجية، فهى «Yokastas Redux» (2005)، تتنافس جوكاستا - والدة أوديب - مع ميديا وفيدرا حول لقب «Baddest Mom» فى إطار محاكاة ساخرة لبرنامج «ذا جيرى سبرينغر».
تضم مؤلفات «شيكنر»: المجال العام والمسرح البيئى ونظرية الأداء وبين المسرح والأنثروبولوجيا، ودراسات الأداء: مقدمة وتخيلات أدائية، ومنذ 2018 وحتى الآن تُترجم مؤلفات شيكنر وكتبه إلى 18 لغة.
كما عُرضت أعماله المسرحية فى آسيا وإفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، علاوة على ذلك، أخرج شيكنر ورش عمل ذات صلة بالأداء، وحاضرَ فى كافة القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية.
وحصل شيكنر على العديد من الزمالات: جوجنهايم وNEH وACLS، بالإضافة إلى دارتموث وكورنيل وييل وبرينستون والمدرسة المركزية للخطابة والدراما- لندن.
وذكر كولين تورنبول فى «نيويورك تايمز» أن «بين المسرح والأنثروبولوجيا» رائع للغاية للأشخاص المهتمين بالسلوك البشرى، حيث يحتوى على معلومات عديدة تدفعنا نحو إعادة النظر فى فكرة العروض، من الأكثر درامية إلى الأكثر بساطة إذا كنا قد قرأنا بدأب، لافتا إلى أننا سنجد «شيكنر» أعطانا الأدوات الضرورية لتقدير المعنى الاجتماعى المفصل لما يحدث حولنا عوضًا عن قبوله كما يبدو.
وشغل المخرج الأمريكى وظيفة رئيس تحرير المجلة الأكاديمية «TDR: the Drama Review (1962-69، 1986)، وتعد المطبوعة الأكثر أهمية فى المجال.
وفى 1967، أسس الفرقة التجريبية الأشهر the Performance Group، ومن بين خريجيها: سبالدينج جراى وإليزابيث ليكومبت، وفى 1991، أسس شيكنر East Coast Artists Performance Exchange، التى يواصل قيادتها.
كما تضم مسرحياته، وتعديلاته، وترجماته، وعروضه المسرحية: «Yokastas» و«Yokastas Redux» (2003 و2005) و«الأخوات الثلاث» (1995-7) و«Faust/Gastronome» (1993-94)، وعرضا مسرحيا أسطوريا ل «الأم الشجاعة وأولادها» (1975-77، عقب بريشت). وفى الوقت الحالى، يُخرج شيكنر «تمبكتو» (2006) لبول أوستر وسافيانا ستانيسكو.
نموذج يحتذى به لكل الشباب فى العالم.. إنجى البستاوى: زيارته إلى سيناء رسالة عالمية بأيد مصرية
أعربت الدكتورة إنجى البستاوى، مديرة المهرجان، عن سعادتها الكبيرة باستقبال مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى، للمخرج العالمى «شيكنر»، لافتة إلى أنه نموذج يحتذى به لكل الشباب فى العالم.
وكشفت «البستاوى» أن المخرج ريتشارد شيكنر سيوجه كلمة أعدها وكتبها خصيصا للمهرجان وضيوفه، وذلك خلال فعاليات الافتتاح، مشيرة إلى أن حضوره إلى سيناء يُعد رسالة عالمية بأيادى شباب مصريين، وأن هذا حدث يؤكد ريادة مصر وعراقتها، ويعمل بشكل كبير على جذب السياحة.
وأشارت إلى أن المخرج العالمى مؤسس قسم دراسات الأداء بجامعة نيويورك، ولعبت أعماله - بصفته واضع نظريات - دورًا كبيرًا فى تغيير دراسة الإنتاج المسرحى وممارسته، موضحة أنه استطاع توفير معلومات عن الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع والشعائر الدينية والفولكلور.
بالإضافة إلى منظور واسع النطاق حول هدف الأداء فيما يخص دراساته العلمية وأعماله الإنتاجية، وقد أنشئت العشرات من أقسام دراسات الأداء فى العديد من الجامعات فى جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا تأثرًا بتجربة شيكنر، لافتة إلى أن الفعاليات تضم مفاجآت كثيرة سيتم الإعلان عنها تباعًا.
وتابعت، أن هناك برنامجا أعدته إدارة المهرجان لاستقبال المخرج العالمى، سيتم الإعلان عنه قريبًا، معرب] عن سعادتها بهذا الإنجاز الذى قام به المهرجان على أكمل وجه بهدف الخروج بالدورة بالشكل اللائق لقيمة وحجم مصر ومكانتها الثقافية والمسرحية والفنية.
وعن أبرز تعليقات «ريتشارد» و«كارول»، قالت إنه بعد علمهما بكافة المعلومات التى سألا عنها عن المهرجان، وبعدما أصبح لديهما تصور كامل، أعربا عن سعادتهما وترحابهما بقبول الدعوة وزيارة مصر وكذلك لقائهما الشباب المصرى والعربى.
مؤكدا أنهما استحسنا فكرة وجود مهرجان خاص بالشباب فى مصر والذى يعد شيئا جديدا بالنسبة لهما، خاصة أنه بقيادة شابة أيضًا، إلى جانب وجود أسماء لها قيمة كبيرة على مستوى الحركة المسرحية، مثل سيدة المسرح العربى، سميحة أيوب، والنجم الكبير محمد صبحى، ولفتا إلى سعادتهما بالحدث وحضورهما إلى مصر وسيناء بعد غياب طويل.