قبل 4 أيام، كانت نانيس الجمال، يابانية، تحمل الجنسية المصرية، تعيش لحظات رعب، بعد محاولة مندوب شحن لتوصيل «أوردر» من شركة «أون لاين»، شهيرة التعدى عليها، عقب استعانته بنحو 15 من عناصر البلطجية للتعدى على حارس العقار الذي تسكنه في الدقى وابنه، وفق ما وثّقته كاميرات المراقبة، «دلوقتى أنا مبسوطة، وحاسّة بأمان لما الشرطة ضبطت المتهم، أنا ماكنتش عارفة أنزل من بيتى»، قالتها المجنى عليها، وهى تتنفس الصُعداء. «نانيس»، طلبت فازة ديكور للمناديل من شركة (أون لاين)، ودفعت حسابها قبل وصول الطلب: ومع وصول مندوب الشحن، لقيت الفازة مكسورة خالص، رفضت تسلمها، وطلبت من المندوب إرجاعها مرة ثانية، لكنه رفض، وعملت في أبليكيشن الشركة طلب إرجاع المنتج لوجود عيوب وكسور به، وهو ما وافقت عليه، وظل المنتج معى لحين رجوع المندوب نفسه بعد 3 أيام لتسلم الفازة». الشابة الثلاثينية اضطرت إلى إعادة طلب شراء المنتج ذاته مرة ثانية: «ماكنتش لاقية زيه في أي حتة، وقلت أكيد مش هييجى تانى فيه عيوب وكسور، وكمان كنت مجبرة على شراء أي شىء من الشركة بفلوسى اللى مارجعتش بحافظة نقودى»، حسب «نانيس»، وكانت الصدمة: «لما جه مندوب الشركة، وطلبت منه فتح المنتج أمامى، وصُعقت أنه مكسور تمامًا أكتر من الأول». «نانيس» طلبت من المندوب: «لو سمحت كلم الشركة، مش هشترى المنتج ده خلاص، وعاوزة فلوسى»، وتابعت: «اتخانق معايا بصوت عالى، وخفت جدًا، كنت مرعوبة وهو بيتطاول علىَّ بالشتائم، في وجود اتنين ستات بيساعدونى في أعمال المنزل، ولما قفلت باب الشقة واصل المندوب طَرْق الباب، ما زاد رعبى أكثر، وفتحت له مرة ثانية، وقلت له: مش هستلم الأوردر.. وخلاص هنكلم الشركة، وفلوسى عندهم». المجنى عليها زاد قلقها، ولاسيما أنها ترعى والدها، رجل الأعمال، البالغ من العمر 98 عامًا: «كان بينادى علينا، عاوز يفهم في إيه، وهو بيعانى ضعف البصر يكاد لا يرى، وحالته الصحية بتحتاج رعاية ممرضة بالمنزل، والمندوب استغل ضعفى، وواصل طَرْق الباب، ولما شاف فزعى فضل يضحك». الشابة «نانيس» استعانت بحارس العقار وابنه، وكانت تظن بانصراف مندوب الشحن من أمام شقتها أن «الحكاية خلاص خلصت»، لكنها بمطالعتها كاميرات المراقبة أمام العقار، تنامَت إلى مسامعها أصوات مشاجرة: «لقيت المندوب جايب ناس بلطجية وبيضربوا الحارس وابنه، وبيحدفوا طوب ومعاهم عصيان»، وتابعت: «الشرطة ضبطت المندوب، وبشكرهم، لكنى مش عاوزة الحكاية تتكرر مع أي مواطن لأن مصر بلد أمان، والشركة تقع على عاتقها مسؤولية ما حدث، ولما اتصلوا بىّ اكتفوا بالاعتذار دون حتى الإفصاح عن هوية المندوب قبل ضبطه من قِبَل الأمن». جهات التحقيق أمرت بحبس مندوب الشركة احتياطيًّا، وطلبت استدعاء شهود العيان، كما استمعت إلى أقوال «نانيس»، وتحفظت على كاميرات المراقبة.
