السينما تنتعش بربع مليار جنيه فى 3 شهور

تواصل السينما المصرية صحوتها من الكبوة التى تعرضت لها خلال العامين الماضيين، وذلك بعدما أغلقت أبوابها بسبب جائحة كورونا منذ مارس 2020، حين أصدرت وقتها رئاسة الوزراء قراراتها بمنع التجمعات بما فيها دور العرض السينمائية والمسارح، فتعرض قطاع السينما ودور العرض لأكبر أزمة اقتصادية بوقف العديد من الأعمال الذى امتدت لسنوات وإغلاق شركات تأثرت بسبب قرارات مواجهة الجائحة، فى تأثيرات لقطاع السينما، ليس فى مصر فقط، بل كان عالميا أيضا.
القرار الذى امتد لأكثر من 6 مواسم سينمائية على مدار عامين كان كفيلا بأن يسبب معاناة للصناعة كاملة، والتى كانت خلال هذه الفترة تحاول جاهدة أن تخرج من عنق الزجاجة بعدة أعمال استطاعت أن تحقق إيرادات، ولكن كانت ضعيفة مقارنة بموسم ما قبل كورونا، فقد كان هناك أعمال استطاعت أن تحقق جوا من محاولة المغامرة لدى صناع السينما، منها فيلم «العارف» على سبيل المثال.
هذا العام، خاصة موسم عيد الفطر السينمائى، وتلاه موسم عيد الأضحى، استطاعا أن يجذبا الجماهير لدور العرض مرة أخرى، فكان عام «وش الخير» على الصناعة التى كادت تغلق أبوابها بشكل نهائى بعد إغلاق عدد من دور العرض بسبب جائحة كورونا.
وطرحت دور العرض فى موسم عيد الفطر الماضى فيلم «واحد تانى» بطولة أحمد حلمى، وفيلم «العنكبوت» بطولة أحمد السقا ومنى زكى، وفيلم «زومبى»، لينضم لها بعد ذلك فيلم «فارس» بطولة أحمد زاهر وحسين فهمى، لتحقق مجموع إيراد للموسم وصل ل 119 مليونا و259 ألفا و185 جنيها.
وتصدر إيراد موسم عيد الفطر فيلم «واحد تانى» لأحمد حلمى محققا 64 مليون جنيه، وجاء ثانيًا «العنكبوت» إذ حقق مجموع إيرادات وصل إلى 37 مليون جنيه، وحل فى المركز الثالث فيلم «زومبى» محققا إيرادات وصلت ل 20 مليون جنيه، وتم رفعها من دور العرض أول أيام عيد الأضحى السينمائى، حيث استمرت أكثر من 9 أسابيع، بينما حل رابعًا فيلم «فارس» الذى حقق مجموع إيراد وصل ل740 ألف جنيه وتم رفعه من دور العرض بعد 5 أسابيع.
هذا الموسم بعيد الأضحى، تم طرح 3 أفلام، وهى «كيرة والجن» بطولة كريم عبدالعزيز وأحمد عز، وفيلم «عمهم» بطولة محمد عادل إمام، وفيلم «بحبك» بطولة تامر حسنى وهنا الزاهد، واستطاعت أفلام عيد الأضحى السينمائى أن تجذب الجماهير للسينما مرة أخرى، مستكملة ما بدأه أحمد حلمى فى موسم عيد الفطر الماضى، إذ بدأت السينمات فى العودة لطوابير الجمهور أمام شباك التذاكر، وفتحت حفلات منتصف الليل والصباحية مرة أخرى بقوة، ورفعت لافتة «كامل العدد»، سواء فى سينمات «المولات» أو السينمات الشعبية أو سينمات وسط البلد.
وقال الموزع السينمائى محمود الدفراوى إن أفلام عيد الأضحى السينمائى استطاعت أن تحقق إيرادات فى أسبوعها الأول جيدة بشكل كبير، وأشار إلى أن السينمات عادت للعمل بكامل طاقتها واستيعابها، حيث إن كافة الحفلات كانت كامل العدد فى غالبية السينمات.
وأضاف «الدفراوى»، فى تصريحات ل«المصرى اليوم»: «أفلام عيد الأضحى حتى الآن حققت ما يقرب من 133 مليون جنيه فى 12 يوما من طرحها فى دور العرض السينمائية، واستطاع فيلم (كيرة والجن) أن يحقق منها 74 مليون جنيه فى 19 ليلة عرض، بينما حقق فيلم (بحبك) 33٫5 مليون جنيه فى فترة طرح 12 ليلة عرض، بينما حقق فيلم (عمهم) مجموع إيرادات منذ طرحه فى 12 ليلة عرض 25٫5 مليون جنيه».
وتابع: «بتلك الأرقام استطاعت السينما المصرية أن تخرج من كبوتها وتحقق فى أقل من أسبوعين 133 مليون جنيه، بجانب تحقيقها فى عيد الفطر 119 مليون جنيه، لتحقق فيما يقرب من 3 شهور 252 مليون جنيه، أى ربع مليار جنيه».
وقالت الناقدة ماجدة موريس: إن تحقيق مثل هذا الرقم، وهو 133 مليون جنيه، فى أقل من أسبوعين يكشف لنا مدى اشتياق الناس الشديد للسينما، فإذا انطبق 252 مليونا على 9 أسابيع نستطيع نقول بمنتهى الصدق إن جمهور العيد مازال موجودا وبقوة ولن يختفى، ولايزال الجمهور حريصا على دخول السينمات فى الأعياد لذلك على المنتجين أن يعوا ذلك جيدًا.
وأضافت «موريس»، فى تصريحات ل«المصرى اليوم»: الجمهور باق ولن يذهب وعلينا أن نعرف ذلك جيدًا أن جمهور «العيد والعيدية» مازال يحب السينما، فالأفلام الثلاثة التى طرحت فى عيد الفطر، وتلاها 3 أفلام فى عيد الأضحى تبين مدى التنوع، فمثلا هذا الموسم ستجد فيلم «كيرة والجن» قضية وطنية، ولكن عناصره الفنية جعلته على رأس قائمة الأفلام، وحقق إيرادات قياسية فى وقت قليل والسبب الرعاية التى قدمت فى الفيلم من قصة ومونتاج ومكساج وألوان وموسيقى تصويرية واختيار الممثلين بجانب توجيههم لتقديم عمل جيد، إضافة إلى وجود اختيار جيد لأماكن التصوير كل ذلك تم برعاية إعلامية صدرت للجمهور فذهب لهم.
إضافة إلى فيلم «بحبك» الذى قدم بشكل رومانسى كوميدى، ولكن أعتبر هذا العمل مغامرة كبيرة لبطله تامر حسنى، الذى قدم فى العمل كل شىء من غناء وتمثيل وتأليف وإخراج وموسيقى، فلو لم يكن لديه رصيد عند جمهوره كمطرب لن يقبل هذه الفكرة، ولكنها مخاطرة لتامر حسنى تقبلها الفيلم لأن جمهوره يحبه فقط دون النظر لمستوى الفيلم.
وتابعت «موريس»: السينما حاليًا أصبحت لديها عناصر جديدة فى صناعتها، والأهم هو اشتياق الجمهور للسينما دون الخوف من كورونا أو تبعاتها، لكن السينما معادلة صعبة جدًا، وعلى المنتجين أن ينتبهوا لذلك، وأن يعرفوا أن الجمهور عاد من الجديد ووجود 3 أفلام فى دور العرض هو عدد قليل للغاية، وعلينا أن نجد ضعف هذا الرقم فى موسم كبير ومهم مثل عيد الأضحى، وأعلم مدى تخوفهم، ولكن وجود رقم ربع مليار فى 9 أسابيع رقم مشجع للغاية.
وعن عامل النجومية فى جذب الجمهور للتوجه لدور العرض السينمائية قالت «موريس»: النجم عامل مهم جدًا ولكنه ليس الرقم الأول فى المعادلة، وأرى أن رقم واحد هو السيناريو والحوار والقصة، ثم الإخراج الجيد، ويأتى النجم بعد ذلك، وهناك دلائل على ذلك لو الرقمين الأولين (وحشين) فلن يدخل الفيلم الجمهور، والدليل مثلا أحمد حلمى عندما خانه حظه فى فيلمه السابق «خيال مآتة» ولم يحقق المطلوب، وأحمد زاهر حقق بفيلم «زنزانة 7» أكثر من 7 ملايين، ثم بفيلم «فارس» لم يستطع تحقيق مليون جنيه.
واختتمت الناقدة ماجدة موريس: لابد علينا أن نفتتح سينمات أكثر، ليس المقصود هنا سينما المول، ولكن القصد هو سينما الشارع، علينا أن نفكر فيها ونفتتح سينمات أكثر لكل الناس فلو حدث سنصل فى الموسم لضعف هذا الرقم بكثير، والدليل الإقبال الجماهيرى على سينمات قصور الثقافة التى افتتحتها وزيرة الثقافة بأسعار رمزية.
فيلم «كيرة والجن» بطولة أحمد عز وكريم عبد العزيز وهند صبرى، وتأليف أحمد مراد عن رواية 1919، وإخراج مروان حامد، وفيلم «عمهم» بطولة محمد عادل إمام ومحمد سلام وهدى المفتى، وتأليف وسام صبرى وإخراج حسين المنباوى، وفيلم «بحبك» بطولة تامر حسنى وهنا الزاهد وحمدى الميرغنى، وتأليف تامر حسنى وإخراج تامر حسنى.
إيرادات الأفلام
64 مليون جنيه تصدر بها فيلم «واحد تانى» لأحمد حلمى موسم عيد الفطر 2022.
37 مليون جنيه حققها فيلم «العنكبوت» لأحمد السقا.
740 ألف جنيه حققها فيلم «فارس» لأحمد زاهر، ليتم رفعه من دور العرض بعد 5 أسابيع.
119 مليونًا و259 ألف جنيه إيرادات 4 أفلام فى موسم عيد الفطر.
252 مليونًا حققتها الأفلام المعروضة خلال 9 أسابيع فقط.