سادت حالة من الارتباك في أسواق بيع السجائر قبل أيام من إجازة عيد الأضحى المبارك، وذلك بسبب ارتفاع الأسعار بشكل غير رسمي، واختفاء أنواع أخرى، وسط تبادل الاتهامات بين التجار وموزعي التجزئة، والشركة الشرقية للدخان، حيث تتهم الأخيرة التجار بتخزين السجائر قبل العيد، لبيعها بأسعار أغلى. وقال مصدر مطلع بالشركة إن الكيان يورد بكامل طاقته باستثناء بعض الأنواع التي تم تقليل كميتها بسبب مشاكل الاستيراد. في الوقت الذي يتهم فيه التجار الشركة بتخفيض حصص التوريد بنسب وصلت إلى 90٪ من الكمية التي يحصلون عليها. وسادت حالة من الغضب بين المواطنين بسبب ارتفاع أسعار السجائر المحلي، وعدم وجود رقابة على أصحاب الأكشاك، ما جعلهم عرضه لاستغلال التجار الذين يبيعون السجائر بأسعار متفاوتة، وفقًا لرغبتهم دون التزام بالأسعار الرسمية. «المصري اليوم» رصدت سوق السجائر بعد اختفاء بعض أنواع سجائر المواطن البسيط من منافذ البيع. وتعتبر أنواع البوكس وكليوباترا هي الأكثر طلبا في السوق المصرية بنسبة 70٪ حيث يتم بيعها بزيادة تتراوح ما بين 3 و4 جنيهات. وفي ظل هذه الأوضاع، بدأت السوق السوداء للسجائر تنتعش، حيث يتم بيع بعض الأنواع بزيادة 8 جنيهات على سعرها الرسمي، مثل ميريت وكليوباترا وإل إم ومارلبورو. واشتكي عدد من مستهلكي السجائر المحلية من نقص بعض الأنواع منها بوكس وكليوباترا، وذلك نتيجة لاستغلال بعض التجار والموزعين. وأوضح مدخنو «المعسل» أن سعره كما هو، لكن الكمية أصبحت أقل عن ذى قبل، وحسب ما أوضحه محمد عاشور 29 سنة، قائلًا: «بشرب معسل قص فقط، وبجيب العبوة الصغيرة ب15، والكبيرة ب35، فالمعسل ما زودوش في سعره، لكنهم قللوا الكمية بعد ما كنت بجيب العبوة 800 جرام ب35 جنيه بقيت دلوقتى بشترى ال300 جرام ب15 جنيه، وفى بعض المقاهى الحجر ب 3 و5 جنيه». وقال عمرو سليم 25 سنة، «بشرب معسل سلوم دايماً على القهوة ب3 جنيه للحجر، ولو المسؤولين غلوه علينا مش هتفرق، لكن المهم الأكل والشرب ما يغلاش علينا، لأنهم من أساسيات الحياة». وأوضح عدد من أصحاب المحال بشارع باب البحر تراجع حصتهم من السجائر التي يتم الحصول عليها من المخازن التابعة لشركة الشرقية للدخان، بالتزامن مع قرب تطبيق زيادات جديدة في أسعار البيع للمستهلك تتراوح بين 1 - 2 جنيه في العلبة. وقال موزع في باب البحر- رفض ذكر اسمه - عن سبب ارتفاع أسعار السجائر المستوردة والمحلي، نتيجة أن الشركة تفرض بعض أنواع المعسل السجائر غير المرغوبة للشراء، فبالتالي نلجأ إلى تعويض الخسائر في ارتفاع سعر الأصناف المستوردة والبوكس وكليوباترا وبحساب العرض والطلب. فيما قال هاني عوض صاحب عدد من المحال بالبدرشين والحوامدية إن الأمر يتعلق بجشع التجار وضعف الرقابة عليهم، ويتحكمون في حركة البيع، مشيرًا إلى أنه بمجرد تردد أنباء عن رفع الأسعار، يبدأون في عمليات التخزين وتعطيش السوق لإجبار المستهلك على الشراء بأسعار السوق السوداء قبل صدور أي قرار رسمى بالزيادة.
