الموسيقار البحرينى وحيد الخان: الفن إبداع وليس ترفيهاً.. ولابد أن يحاكى الحياة دون أن ينعزل عنها (حوار)

يتواجد الموسيقار البحرينى، وحيد الخان، فى مصر حالياً لتسجيل مقطوعات ألبوم جديد بعنوان «العودة إلى الحياة»، الذى يهدف خلاله إلى عودة الإنتاج الموسيقى، وكسر حالة الإحباط، كمشروع موسيقى متكامل يضم فيديوهات وحفلات، وليس ألبومًا فقط.
وتحدث «الخان» خلال زيارته لمصر، إلى «المصرى اليوم»، عن تفاصيل ألبومه الجديد ومشروعاته الموسيقية، كما تحدث عن رؤيته للفن بأنه إبداع وليس ترفيهًا، ولابد أن يحاكى أحداث الحياة دون أن ينعزل عنها.
واعتبر «الخان» أن الأغانى الخليجية الحالية بها عشوائية، ولا علاقة لها بما يجرى، فى حين أن الفنان مطالب بمحاكاة الواقع أو استشراف المستقبل.
وأكد، ل«المصرى اليوم»، أن جائحة كورونا تسببت لكثير من الفنانين فى إحباط، وأنه عانى ذلك أيضًا لقلة الحفلات والمشاركات الفنية، لافتًا إلى ضرورة تطبيق «صحة المجتمع النفسية» بعد سنوات الجائحة.
وأوضح «الخان» أنهم فى البحرين ينتظرون دعم الدولة كما عوّدتهم، وتحدث أيضًا عن رؤيته لأغانى المهرجانات والراب.. وإلى نص الحوار:
■ لنبدأ من ألبومك الجديد «العودة إلى الحياة».
- أتواجد فى مصر حاليًا لتسجيل مقطوعات ألبوم جديد تحت عنوان «العودة إلى الحياة»، أنا مؤمن بأن الفن إبداع وليس ترفيها، ولابد أن يحاكى أحداث الحياة دون أن ينعزل عنها.. وللأسف، الأغانى الخليجية فيها عشوائية لا علاقة لها بما يجرى.. لها نفس الإطار والرتم، وكأن الزمن توقف من حولها، والفنان مطالب بمحاكاة الواقع أو ربما فى بعض الأحيان يستشرف المستقبل.
سنوات كورونا تسببت لكثير من الفنانين فى حالة من الإحباط، وأنا كنت أعيش تلك الحالة نتيجة قلة الحفلات والمشاركات الفنية، هناك ما يسمى «صحة المجتمع النفسية» وهو أمر يحظى باهتمام الدول الراقية، لأن المجتمع فى النهاية المنتج اقتصاديًا وفنيًا وثقافيًا. ولاشك أن كورونا أصابت المجتمعات بأمراض نفسية من إحباط، ووقف للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وبات الكثيرون مثلًا فى البحرين ينتظرون دعم الدولة كما عودتهم الأخيرة وقرروا وقف مشاريعهم والاعتماد على الدعم.. فكرتى فى الألبوم هى عن كيفية عودة المجتمع للإنتاج وعجلة الإنتاج العادية، وكسر حالة الإحباط، وترك اللحية مثلما أنا الآن حاليًا، وبدأت فكرة العودة إلى الحياة من خلال مشروع متكامل وليس ألبوما فقط، ولكن فيديوهات وحفلات.. الموسيقى صاحبة تأثير كبير على الإنسان، و«العودة إلى الحياة» يدعو للفرح والبهجة والنشاط، يضم مجموعة مقطوعات موسيقية تختلف عن كل ما قدمت، تعتمد على أوركسترا قليل، مزيج من الموسيقى الخليجية والعربية والآلات الشرقية والغربية، لإرضاء كل الأذواق فى الوطن العربى والعالم كله: «موسيقى حلوة وفيها سعادة، خفيفة ولكنها ليست ساذجة، متجددة».
■ ما تفاصيل ألبوم «العودة إلى الحياة»؟
- الألبوم يضم 10 مقطوعات، مدة كل واحدة لا تتجاوز ال 4 دقائق، منها على سبيل المثال «سعادة»، وابنى الصغير عيسى أوحى لى بأغنية سميتها على اسمه، كنت أغنى لها أغنية بحرينية تقول كلماتها «صباحك الصباحى والورد والتفاحى»، وأوحى لى بلحن مميز، بمشاركة قرابة 20 عازفا من المجر، والآلات الشرقية سجلتها فى مصر «القانون، الناى، العود»، مع استخدام إيقاعات خليجية ثرية ومتعددة.
■ لماذا توقف حفلك الذى كان مقررًا بمكتبة الإسكندرية؟
- بسبب دواعى كورونا للأسف.. وكنت قد انتهيت من كافة التحضيرات الخاصة به، والبروفات كذلك، لكنه تأجل منذ عامين تقريبًا، لكنه سوف ينظم بدون شك، ولا شك أن تكرار تأجيل حفلاتى الأخيرة أصابنى بحالة من الإحباط، منها حفل ضخم فى بلجيكا، وآخر فى روسيا.. وصراحة، مصر استثناء عن العالم كله، لم تتوقف فيها أى من الأنشطة الثقافية والفنية، وهو أمر يحسب للمسؤولين.
■ ما حقيقة تنظيمك حفلا بالتعاون مع وزيرة الثقافة د.إيناس عبدالدايم؟
- بالفعل، تواصلت معى معالى الوزيرة للتنسيق وترتيب حفلين، بعد مشاركتى فى مهرجان الموسيقى العربية قبل 3 سنوات، وقتها شاركت فى إحدى الحفلات وقدمت عددا محدودا جدًا من المقطوعات، نظرًا لضغط البرنامج اليومى، وطلبت منى د.إيناس أن أحيى حفلا كاملا بمفردى مع بروفات كافية، وتكرر ذلك مرة أخرى، ثم توقف التواصل فيما بيننا.
■ فكرة إنتاج ألبوم موسيقى قد تكون صعبة ومكلفة.. لماذا أقدمت على تلك الخطوة؟
- لا أفكر بشكل تجارى من الموسيقى، العائد لا يشغلنى على الإطلاق، يهمنى فقط توفير تكاليف الموسيقيين وطاقم العمل المساعد لى.. أقدم الموسيقى التى أقتنع بها، وهو أمر فى النهاية يسعدنى، والمقطوعات «هاتخليك عاوز ترقص» وهو ما أهدف له.
■ هل سيتم طرح المقطوعات فى ألبوم متكامل؟
- لا، ستطرح بطريقة السنجل وبتقنية الفيديو، سيتم تصوير كل أغنية بشكل منفرد، بفكرة إخراجية تم تحديدها بالفعل فى عدة معالم حيوية، بمشاركة الفرق الشعبية للطبول فى البحرين، بهدف الترويج للحياة فى البحرين بالتعاون مع وزارة السياحة برئاسة فاطمة بنت جعفر الصيرفى، وزيرة السياحة البحرينية، التى تم استحداثها لأول مرة فى الحكومة قبل أسبوعين للترويج للبلد والسياحة بعيدًا عن التركيز على المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية.
■ متى سيتم طرح الألبوم؟
- بعد شهر على الأكثر، ننتظر الانتهاء من تصوير الفيديوهات، لدى ماجستير فى موسيقى الشعر ب (التراث)، استخدمت عدة إيقاعات تراثية فى الألبوم، منها الإماراتى والسعودى والعراقى والمصرى.. وأتعمد الابتعاد عن «الفذلكة» فى تأليف الموسيقى.. أحرص على وضع مسارات لحنية معروفة للناس، وأن يشعر المتلقى بالانبساط مع أول مرة يستمع فيها للموسيقى، وليس بعد 50 مرة، «المزيكا فى العودة للحياة.. السهل الممتنع»، وأقدم مقام الحجاز من مصر فى إطار مألوف.
■ ماذا عن أجندة وحيد الخان فى الفترة المقبلة؟
- كورونا ضربت مرة أخرى البحرين والإمارات، وعادت الإجراءات الاحترازية مرة أخرى بشكل مشدد، ولهذا كل المشاريع مؤجلة، وهذه الظروف لا تشجع حتى منظمى الحفلات، وغبت عن مصر رغم أنها كانت مفتوحة لكل المبدعين نظرًا لتشديد إجراءات السفر ولم تكن هناك حرية حركة، وللأسف مؤخرًا انقطع الاتصال بينى وبين د.إيناس عبدالدايم بعدما عرضت علىّ مرتين تنظيم حفل.
■ ما سبب تأجيل مشروعك «ألف صلاة»؟ وماذا عن تفاصيله؟
- طرحت مشروعا على رئيس البرلمان العربى، عادل بن عبد الرحمن العسومى، لتأليف مقطوعات وعرضها بالشراكة مع وزارة الثقافة المصرية ودار الأوبرا بمشاركة مطربين من كل الدول العربية تم اختيارهم بالفعل، ما نحتاجه مجرد مظلة فقط لاسترجاع أمجاد العرب الموسيقية فى مصر والعراق وفلسطين بأوركسترا وكورال كبير، لعودة الحس العربى مرة أخرى، وجهزت الخطوط العريضة للمشروع.. كان تحت عنوان «مسحراتى العرب»، و«ألف صلاة»، أيضًا عرض على وزيرة الثقافة د. إيناس عبدالدايم وأرسل لها السفير المصرى فى البحرين خطابا رسميا، وطالبت بأن تكون الرسالة من السفارة أو هيئة الثقافة فى البحرين، وهو عبارة عن حفل يشهد تقديم أعمال مكتوبة موسيقيًا للكورال والاوركسترا مأخوذة من التراث أيضًا، منها «طلع البدر علينا»، تقدم فى دول العالم الإسلامى بمشاركة أوركسترا وكورال ضخم، ويتم توزيعها ك«نوتة» لأى جهة تريدها.
■ لماذا لم يشارك وحيد الخان فى موسم الرياض أو جدة؟
- أحد التابعين لوزارة الثقافة البحرينية عرض على مهرجان العلا فى السعودية أعمالى، ورد عليه المسؤول هناك بأن منهجهم فى اختيار المشاركين فى الحفلات أنهم من يختارون وليس من يعرض عليهم.
■ لماذا لم تقدم على التلحين لبعض المطربين؟
- أنا مؤلف موسيقى ولست ملحنا، والملحنون الموجودون على الساحة ليسوا بالقليل على الإطلاق، وأسماء كبيرة، لماذا أدخل فى أماكن مزدحمة يصعب تميزى فيها؟!، ومشروعات مثل «مسحراتى العرب» و«ألف صلاة» بهما تلحين.
■ أين أنت من تأليف الموسيقى التصويرية؟
- هى سوق، عرض وطلب، وأقدمت على ذلك بتنفيذ موسيقى مسلسلات، وكان آخرها منتج إماراتى عرض على ّتأليف موسيقى مسلسل، ولم أتحمس.. إذا عرض على فيلم سينمائى فسوف أفكر فى الأمر.
■ ما رأيك فى موسيقى المهرجانات؟
- للترفيه، ولكنى ضد محاربتها، وهى نمط مثل الراب ليس فيها إبداع، لا يصنف صناعه كمبدعين، يبسطون الناس، ولكنهم أى شىء بعيدًا عن الأعمال الموسيقية والفن.
■ لماذا لم تقدم على تنفيذ حفل موسيقى بنفسك ولجمهورك؟
- تلك ليست وظيفة الفنان، تجربتى فى أوروبا حينما قدمت حفلات هناك، كان الجمهور لا يعرفوننى ولا يعلمون أين هى البحرين أو سمعوا عنها، وهو ما أبحث عنه «جمهور يستمع للموسيقى دون جنسية»، بعيدًا عن بيع التذاكر وتقديم أعمال ومؤلفات بشكل استهلاكى دون تجديد.
■ كيف ترى مستقبل التأليف الموسيقى فى الوطن العربى؟
- يشهد تطورا كبيرا، وكم كبير من المؤلفين الكبار موجودون على الساحة، الموسيقار راجح داوود وهشام نزيه وعمرو إسماعيل وغيرهم، أصحاب العلامات المهمة فى تأليف الموسيقى التصويرية للأفلام والمسلسلات، وأطالب بتأسيس مهرجان لموسيقى العرب.