بعد تأجيل 36 عامًا.. الجزء الثانى من «Top Gun» يرى النور

الجزء الأول من «Top Gun»، أخرجه تونى سكوت الذى قدم عددا من أنجح أفلام التسعينيات وبداية الألفية مثل Spy Game وEnemy of the State، وكان الفيلم وقتها الحصان الرابح فى السينما، ويمكن القول إنه كان السبب فى نجومية توم كروز الذى كان نموذجا للممثل صاحب الوجه الوسيم والابتسامة الجذابة، واستطاع الفيلم الذى بلغت ميزانيته 15 مليون دولار أن يحصد جائزة أوسكار أفضل أغنية Take My Breath Away والترشح ل3 جوائز أوسكار أخرى، منها أفضل مونتاج، وبجانب النجاح الفنى والإيرادات التى بلغت 357 مليون دولار، أحدث الفيلم تأثيرا ثقافيا فى زيادة الاهتمام ببرنامج دراسة طيران البحرية الأمريكى، وأيضا زيادة مبيعات النظارات الشمسية التى ارتداها توم كروز وفال كيلمر فى الفيلم، وكذلك الدراجات النارية.
الحالة التى خلقها فيلم Top Gun: Maverick عام 1986 كانت سببا فى التساؤل الدائم حول سبب عدم إنتاج جزء ثان، لكن كان من الواضح أن توم كروز يريد التركيز على تقديم مجموعة من الأفلام التى يثبت بها قدرته الفنية بشكل أكبر لذلك اتجه إلى أفلام مثل Rain Man وThe Color of Money وفى عام 2010 مع بداية سلسلة Mission Impossible توارت فكرة تقديم جزء ثان ل Top Gun، خاصة بعد وفاة المخرج تونى سكوت عام 2012.
وعلى عكس الأجزاء الجديدة من أفلام السلاسل التى ظهرت مؤخرا بعد سنوات من التوقف مثل The Matrix»: Resurrections and Ghostbusters وStar Wars: The Force Awakens، التى كانت مختلفة عن الأجزاء السابقة، فإن المخرج جوزيف كوسينسكى استدعى عددا من تفاصيل الجزء الأول مثل التعريف فى بداية الفيلم ب top gun بنفس الطريقة التى بدأ بها الجزء الأول، ووجود فال كيلمر، والجاكيت الجلد المميز الذى كان توم كروز يرتديه أثناء قيادته للدراجة البخارية، ثم الإهداء إلى المخرج توم سكوت، وهو ما جعل بعض النقاد يرون فى نسخة 2022 تكريما للجزء الأول من Top Gun.
وعلى الرغم من أن الجزء الأول انتهى بأن مافريك «توم كروز» سيصبح مدربا للطيارين لكن ذلك لم يحدث، ليظهر الجزء الثانى، وقد انتهى به الأمر بعد أكثر من 30 عاما كطيار اختبار للطائرات فائقة السرعة، خاصة أن النظرة السائدة لدى البعض كما عبر عنها «إد هاريس» فى الفيلم بأن الطيارين المقاتلين لن يكون لهم مكان فى المستقبل بسبب انتشار الدرونز «الطائرات بدون طيار»، لكن الفيلم يثبت عكس ذلك، حيث تلتقط الأقمار الصناعية الأمريكية صورا لمنشأة لتخصيب اليورانيوم يجرى بناؤها على أرض العدو، والذى لم تتم تسميته مثل الجزء الأول، وهذه المنشأة تقع فى واد بين عدة جبال وهى منطقة مراقبة بأنظمة صواريخ أرض - جو وطائرات مقاتلة، وفى سبيل تفجير المكان تجمع «Top Gun» اثنى عشر من أفضل خريجيها ويتولى مافريك تدريبهم بدعم من غريمه السابق «أيس مان».
استطاع «Top Gun: Maverick» أن يحصد العديد من ردود الفعل الإيجابية فور عرضه، فبجانب القصة التى تبدو فيها الحبكة محكمة مقارنة بالجزء الأول الذى ركز على التنافس بين الطلاب فى التدريب، فتركيبة شخصية مافريك «توم كروز» كانت أكثر ذكاء وجاذبية وظهر كشخص بالغ ومسؤول لكنه فى نفس الوقت لايزال يحمل روح التمرد، أما العنصر الأكثر جذبا فكان درجة محاكاة الحقيقة أو ما وصفه بعض النقاد بأن «مستوى الحقيقة فى الفيلم كان مرتفعا جدا».
ولأن النجم توم كروز شارك أيضا فى الإنتاج، فقد حرص على أن يظهر الفيلم الذى صنع نجوميته على الوجه الأمثل، فعقد اتفاقا مع Top Gun الحقيقية لتنفيذ برنامج تدريبى للممثلين ليستطيعوا أداء أدوارهم لأن التصوير سيتم بالفعل فى طائرات F-18، وبالفعل خضع طاقم الممثلين ل3 أشهر من التدريب الشاق بدأت بالطائرات الفردية، ثم انتقلوا إلى «L-39 ثم F-18» الحقيقية والتابعة للقوات البحرية الأمريكية، كما كان على الممثلين أيضا تعلم كيفية تشغيل الكاميرات وزاويا الإضاءة أثناء تواجدهم فى الطائرات حيث استخدم المخرج جوزيف كوسينسكى ما يقرب من 6 كاميرات صغيرة فى المشاهد التى تتم فى قمرة القيادة.
فيلم «Top Gun: Maverick» كان من المفترض أن يعرض فى مايو 2020، لكن ظروف الإغلاق التى صاحبت فيروس كورونا تسببت فى تأجيل العرض لمدة عامين رفض خلالهما توزم كروز مناقشة عرض الفيلم على المنصات الرقمية، أو كما صرح خلال مهرجان كان بأنه يصنع أفلاما لتعرض على الشاشات الكبيرة، وهو يعشق السينما والجلوس وسط الجمهور لمشاهدة الفيلم وخلال فترة كورونا كان يرسل رسائل لأصحاب دور العرض قائلا لهم: «أعرف ما تمرون به لكن أريد أن تعرفوا أننا نصنع أجزاء أخرى من أفلام فيلم «Mission: Impossible» «Top Gun».
أما اللمسة الأخيرة للفيلم الذى وصلت ميزانيته ل 152 مليون دولار، ويبدأ عرضه فى مصر 25 مايو الجارى، فهى أغنية ليدى جاجا Hold My Hand، التى وصلت مشاهداتها إلى 14 مليونا خلال أسبوع من طرحها.