بعد تضرر المحاصيل جراء الحر.. الهند تحظر تصدير القمح بأثر فوري

قررت الحكومة الهندية، السبت، حظر صادرات القمح بأثر فوري، وذلك بعد أيام من قولها إنها تستهدف شحنات قياسية هذا العام، فقبل الحظر، كانت الهند تستهدف شحن 10 ملايين طن هذا العام.
وأضافت الحكومة الهندية، أنها ستستمر في السماح بشحنات القمح بخطابات ائتمان صدرت بالفعل إلى تلك البلدان التي تطلب الإمدادات «لتلبية احتياجات أمنها الغذائي»، كما عزت الهند قرارها المفاجئ هذا إلى موجة حر، أدت إلى تقليص الإنتاج لترتفع الأسعار المحلية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.. بحسب ما ذكرته صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية.
الهند تمنع تصدير القمح
الهند توقف تصدير القمح
وكان المشترون العالميون يعتمدون على الهند في الحصول على إمدادات القمح بعد أن تراجعت الصادرات من منطقة البحر الأسود منذ غزو روسيا لأوكرانيا في أواخر فبراير.
يأتي القرار الهندي بعد أيام قليلة فقط من إعلان الحكومة أنها تستهدف شحنات قياسية هذا العام، حيث أدت موجة الحر القائظ إلى تقليص الإنتاج لترتفع الأسعار المحلية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.
وحددت الهند الأسبوع الماضي، هدفا قياسيا للتصدير للسنة المالية 2022-2023 التي بدأت في أول أبريل، مضيفة أنها سترسل وفودا تجارية إلى دول مثل تونس والمغرب، وإندونيسيا والفلبين لاستكشاف طرق زيادة الشحنات بصورة أكبر. ولكن الارتفاع المفاجئ في درجات الحرارة في منتصف مارس، أثر سلبًا على حجم المحصول، مما كان متوقعا عند حوالي 100 مليون طن أو أقل. بحسب ما ذكره موقع«CNBC».
وقدرت الحكومة في الهند، أن الإنتاج سيصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 111.32 مليون طن.
وتابع أيضًا: وزير التموين يصدر تعليمات بعمل الصوامع والمواقع التخزينية للأقماح ‏المحلية
من سيتأثر بقرار إيقاف تصدير الهند للقمح؟
بحسب التقرير، قد يؤدي الحظر إلى رفع الأسعار العالمية إلى مستويات قياسية جديدة ويؤثر على المستهلكين في آسيا وأفريقيا، لا سيما الفقراء منهم.
كما ارتفعت أسعار القمح في الهند إلى مستوى قياسي، إذ وصلت في بعض المعاملات الفورية إلى 25 ألف روبية (320 دولارا) للطن، وهو ما يزيد بفارق كبير على الحد الأدنى لسعر الدعم الحكومي الثابت البالغ 20150 روبية. كما أدى ارتفاع تكاليف الوقود والعمالة والنقل والتعبئة إلى ارتفاع سعر دقيق القمح في الهند.
كم تبلغ صادرات الهند من القمح؟
وأوضح التقرير، أن صادرات الهند من القمح، وصلت إلى رقم قياسي بلغ 7% ملايين طن في السنة المالية المنتهية في مارس 2022، بزيادة أكثر من 250% عن العام السابق، بعد أن استفادت من ارتفاع أسعار القمح العالمية في أعقاب غزو روسيا لأوكرانيا.
وفي أبريل الماضي صدرت الهند 1.4 مليون طن من القمح ووقعت صفقات بالفعل لتصدير حوالي 1.5 مليون طن في مايو.
أزمة تجارة الحبوب بسبب حرب أوكرانيا
وتسببت الحرب الروسية الأوكرانية، في اضطرابات تجارة الحبوب عالميًا، حيث تسببت في خنق معظم الصادرات من أوكرانيا، والتى كانت موردا مهما للسلع الأساسية مثل القمح والذرة وزيت عباد الشمس.
ورغم كونها إحدى سلال الغلال الكبرى في العالم، إلا أن الهند لم تكن تقليديًا مصدرًا رئيسيًا لأن أسعار المحاصيل الحكومية المرتفعة أبقت حبوبها داخل الهند، لضمان الاكتفاء الذاتى.
أزمة استيراد القمح ونقص الغذاء عالميا
وتؤدي اضطرابات تدفق الحبوب إلى جانب نقص الأسمدة وسوء الأحوال الجوية في مناطق المحاصيل الرئيسية، إلى زيادة خطر حدوث نقص حاد في الغذاء، حيث أدى ارتفاع أسعار المحاصيل بالفعل إلى ارتفاع تكاليف الغذاء العالمية إلى مستوى قياسي، مما زاد من الضغوط التضخمية ورفع مستويات الجوع في جميع أنحاء العالم.. بحسب تقرير نشره موقع «سكاي نيوز».
هل ستتأثر مصر بقرار إيقاف الهند تصدير القمح؟
ووافقت مصر مؤخرًا على وصول القمح الهندي كبديل للقمح الأوكراني العالق وسط الحرب. واشترطت مصر ممثلة في الحجر الزراعي المصري ضرورة استخدام مبيد فوسفيد الألومنيوم لتبخير شحنات القمح الواردة من دولة الهند بجرعات محددة.
وأكدت وزارة التموين المصرية أنها تدرس هذا الشهر إضافة الهند إلى 16 منشأ آخر لاستيراد القمح تقبلها الهيئة العامة للسلع التموينية، مشتري الحبوب الحكومي، في الوقت الذي تسعى فيه مصر لدعم مشترياتها التي تعطلت بسبب الاجتياح الروسي لأوكرانيا.
وتابع أيضًا: طفرة زراعية هائلة.. القمح يحقق معدلات إنتاجية غير مسبوقة هذا العام (فيديو)
وقالت وزارة التموين في إبريل الماضى، إن المشتريات المستقبلية من القمح الهندي ستعتمد على «مدى قدرة موردي القمح على تقديم عروض تنافسية تسهم في تمثيل القمح الهندي بأسعار متميزة في مناقصات الهيئة، وأيضا في حدود الكميات المتاحة للتصدير من القمح الهندي».
وتعمل مصر على تنويع مشترياتها من القمح وباقى الحبوب، حيث تُجري محادثات مع فرنسا والأرجنتين والولايات المتحدة. وتدرس الحكومة طرقا مختلفة لشراء القمح، وفقا للعديد من التجار، ومنها عن طريق طرح مناقصات تستهدف دولا محدودة أو عن طريق الشراء المباشر خارج إطار المناقصات.. بحسب ما أكدته الوزارة في بيان سابق لها.
وكشف الدكتور على المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية، في وقت سابق، عن إجراء مفاوضات مع الأرجنتين لاستيراد القمح في إطار خطة الوزارة لتنويع مصادرها من استيراد القمح، لافتا إلى أنه سيتم خلال الفترة المقبلة مفاوضات مع كل من فرنسا والولايات المتحدة.
ما هي أكبر الدول المصدرة للقمح في العالم؟
- وفق موقع SPGLBAL، تأتى روسيا في صدارة الدول المصدرة لمحصول القمح في العالم في 2020 -2022 ب 37.3 مليون طن.
- تليها الولايات المتحدة في المركز الثاني ب 26.1 مليون طن.
- وكندا تأتي في المركز الثالث.
- وجاءت فرنسا في المركز الرابع ب 19.8 مليون طن.
- وفي المركز الخامس حلت أوكرانيا ب 18.1 مليون طن.
- بينما المركز السادس كان من نصيب أستراليا ب 10.4 ملايين طن.
- فيما حلت الأرجنتين في المركز السابع ب 10.2 ملايين طن.
- واحتلت ألمانيا المركز الثامن في قائمة أكثر المصدرين لمحصول القمح ب 9.3 ملايين طن.
- وفي المركز التاسع حلت كازاخستان ب 5.1 ملايين طن.
- وكان المركز العاشر لأكبر مصدري القمح من نصيب بولندا ب4.6 ملايين طن.