أوكرانيا تتهم روسيا بالتسبب فى تسرب «الأمونيا السامة».. وموسكو: لا يوجد خطر

اتهمت القوات المسلحة الأوكرانية الجيش الروسى بالتسبب فى تسرب مادة الأمونيا «السامة» فى مصنع كيماويات فى سومى المحاصرة، مضيفة أن 4 أشخاص قتلوا إثر قصف للقوات الروسية على منطقة بوديلسكى فى العاصمة كييف، التى هزتها عدة انفجارات أمس، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الأوكرانية، عن حاكم منطقة «سومى».
وردت وزارة الدفاع الروسية بأن «سومى» شهدت تنفيذ «استفزاز مخطط له من قبل القوميين الأوكرانيين»، حذرت منه منذ أيام، ووفقًا لرئيس الإدارة الإقليمية فى سومى، حدث تسرب للأمونيا فى مصنع سوميكيمبروم، وذكر أنه لا يوجد خطر على سكان المدينة، لأن الكتل الجوية كانت تتحرك «ليس باتجاه سومى».
وقالت القوات المسلحة الروسية إنها لم تخطط ولا تقوم بأى ضربات على المنشآت الأوكرانية لتخزين أو إنتاج مواد سامة، وتم الحصول على إحداثيات جميع هذه المرافق والبيانات الخاصة بالمواد السامة المخزنة هناك على أراضى أوكرانيا من خلال التقاط الوثائق القتالية للواء الرابع من الحرس الوطنى الأوكرانى.
وقال رئيس بلدية العاصمة الأوكرانية كييف، فيتالى كليتشكو، إن قصفا أصاب منازل فى حى بوديلسكى التاريخى، وقد تضررت واندلعت بها النيران، مشيرا إلى أن مركزا تجاريا كان من بين الأماكن التى تعرضت أيضا للاستهداف، وذكرت خدمات الطوارئ الأوكرانية، إن رجال الدفاع المدنى تمكنوا من إخراج رجل من بين أنقاض المبنى، وقال سكّان يعيشون فى مبنى مجاور تحطّمت نوافذه بسبب الانفجار، إنّهم شاهدوا قبل أيّام عدّة قاذفة صواريخ متحرّكة قرب المركز التجارى.
من جانبه قال الجيش الأوكرانى إن القوات الجوية الروسية غيرت استراتيجيتها الهجومية فى أعقاب ما اعتبرته «خسائر أولية تكبدتها»، ونقلت صحيفة «أوكراينسكا برافدا» عن المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، يورى إجنات، خلال 25 يوما، تكبد الروس خسائر فادحة فى القوات البرية والجوية - 96 طائرة و118 مروحية والعشرات من صواريخ كروز والطائرات المسيرة.
وأوضح المسؤول العسكرى الأوكرانى أنه «فى استجابة لهذه الخسائر، ظهرت استراتيجية جديدة وعلى مدار يومين يوجد هناك استخدام متزايد لطائرات الاستطلاع بدون طيار لرصد نتائج الهجمات الصاروخية».
وذكرت هيئة الأركان الأوكرانية إسقاط طائرة مقاتلة و4 مسيرات تابعة للجيش الروسى واعتراض صاروخين مجنحين، فيما ذكرت أن الجيش الروسى تكبد خسائر منذ العملية العسكرية التى انطلقت فى 24 فبراير الماضى، نحو 14400 قتيل، و466 دبابة، و1470 مركبة قتال مصفحة، و213 أنظمة مدفعية وآليات عسكرية أخرى.
من جانبها أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير عدد من المنشآت العسكرية، وتسديد ضربات عالية الدقة بصواريخ مجنحة عالية الدقة شملت مواقع ومخازن ومعسكرات لتدريب «المرتزقة والقوميين»، مشيرة إلى أن وحدات من القوات المسلحة الروسية تقدمت 4 كيلومترات لتسيطر على مستوطنة «سلادكويه»، وكشفت عن مقتل أكثر من 50 مسلحا، وتدمير 3 دبابات و4 عربات قتال مشاة وقطعتى مدفعية ميدانيتين و4 مركبات مدرعة، مشيرة إلى مقتل أكثر من 11 ألفا وإصابة 11 ألفا آخرين من القوات الأوكرانية، معلنة تكبيد خسائر للجيش الأوكرانى متمثلة فى تدمير 133 رادارا، و474 دبابة، و26 مضادات للدفاع الجوى.
وأعلنت الوزارة أن قواتها سيطرت على مركز قيادة تحت الأرض تابع للقوات المسلحة الأوكرانية فى قرية «نيكولايفكا» بضواحى كييف، معلنة استسلام 61 جنديا أوكرانيا بشكل طوعى، أكثر من نصفهم من كبار الضباط فى القوات المسلحة الأوكرانية، لافتة إلى أن الصواريخ المجنحة الروسية عالية الدقة، هاجمت مركزا لتدريب المرتزقة الأجانب والتشكيلات القومية الأوكرانية فى معسكر «نوفايا ليوبوميركا»، وأسقطت أنظمة الدفاع الجوى الروسية طائرتين أوكرانيتين من دون طيار فوق قريتى «تشيرنوبايفكا» و«تسيركونى»، أمس. وذكرت الوزارة أنه منذ بداية العملية العسكرية الخاصة فقد تم تدمير 216 طائرة من دون طيار، و180 منظومة صواريخ مضادة للطائرات، 1506 دبابات ومركبات قتالية ومصفحة 152 قاذفة صواريخ متعددة، 592 قطعة مدفعية ميدانية وهاون، 1284 وحدة من المركبات العسكرية الخاصة.
وأعلن المركز الوطنى لإدارة الدفاع الروسى السماح للقوات الأوكرانية والمرتزقة الأجانب بمغادرة مدينة «ماريوبول» بدون أسلحة، وقال رئيس المركز ميخائيل ميزينتسيف، إنه بحسب القوات المسلحة الروسية، فإن «ما يصل إلى 130 ألف مدنى و184 أجنبيا من 6 دول محتجزون حاليا كرهائن فى المدينة».
ووصف الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، روسيا ب «ألمانيا النازية»، وذلك فى رسالة فيديو إلى إسرائيل، متهما روسيا بالدفع بخطة للقضاء على أوكرانيا، مطالبا تل أبيب، بدعم بلاده لمواجهة ما وصفه ب«الغزو الروسى».
وطالب زيلينسكى، فى كلمة له خلال خطاب وجهه للبرلمان الإسرائيلى (الكنيست) أن تتخذ إسرائيل «خيارها» وتتخلى عن الحياد وتدعم أوكرانيا فى مواجهة روسيا.
وقال زيلينسكى الذى شدد على انتمائه إلى الديانة اليهودية «لقد اتخذت أوكرانيا خيارها قبل 80 عاما بإنقاذ اليهود»، مشبّهًا «الغزو الروسى» لبلاده بالمحرقة النازية، وتابع: حان الوقت الآن لتتخذ إسرائيل خيارها، معتبرًا أن «اللامبالاة تقتل».
وأكد أنه لم يتوان عن استخدام إيمانه اليهودى لحشد الدعم لبلاده بين اليهود وداخل إسرائيل حتى إنه استخدم اللغة العبرية فى بعض منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعى. ولم تنضم إسرائيل إلى العقوبات الغربية ضد موسكو.
وقال المتحدث الرسمى باسم الكرملين، دميترى بيسكوف، إن روسيا ستتعامل مع قرار أى من دول «الناتو» التدخل فى أوكرانيا بوصفه تطورا سلبيا للأمور، معلنا عن اعتقاد الكرملين أن مهمة الجميع حول العالم الآن الضغط على أوكرانيا، حتى تصبح أكثر قابلية للتفاوض، بغرض أن تكون المحادثات بناءة.
وأوضح أن موسكو لا تنظر فى موضوع وقف إطلاق النار أثناء المفاوضات بينها وبين كييف، واصفا ما يتردد عن «عدم وجود ممرات إنسانية» بأنه «كذب وافتراء»، وحول المفاوضات الجارية مع الجانب الأوكرانى، قال بيسكوف، ربما تكون «دون المستوى المطلوب، ودون ما يتطلبه الوضع بالنسبة للجانب الأوكرانى»، حيث يظهر الجانب الروسى رغبة فى العمل بسرعة وعلى نحو بناء أكبر بكثير من الجانب الأوكرانى.
وقال رئيس وكالة الفضاء الروسية «روسكوسموس» دميترى روجوزين، إن ما تم إعداده من السلاح البيولوجى الذى أعد فى أوكرانيا، بأنه يؤثر على الجهاز التناسلى للمرأة، وعلى مناعة «مجموعات عرقية محددة».
وكتب روجوزين على حسابه فى «تليجرام» يقول بهذا الشأن: «يؤثر هذا السلاح على الوظيفة الإنجابية للمرأة من جنسية محددة، وعلى الجهاز المناعى لمجموعة عرقية محددة بشكل عام، ما يسبب حساسية، تدفع إلى عدم تحمّل الطعام التقليدى، ويسبب التعرض للأمراض التى تؤدى إلى إضعاف مناعة الأمة وانقراضها، من دون تأثير الحروب».
ولفت المسؤول الروسى إلى أنه ترأس فى الفترة من مارس 2017 إلى إبريل 2018، اللجنة الحكومية للسلامة البيولوجية والكيميائية، حيث تم النظر مرارا فى قضايا تطويق روسيا بالمختبرات البيولوجية الأمريكية.
وتابع: لا يعد سرا بالنسبة لقيادة بلدنا أن الغرض من هذه التجارب البيولوجية التى أجراها البنتاجون باستخدام مواد حيوية تم الحصول عليها من التجارب على (العرقية) السلافية فى أوكرانيا والدول الأخرى المجاورة لروسيا، هو تطوير «سلاح عرقى ضد سكان روسيا»، وفقا لوكالة «نوفوستى».