يُعد الربو من أكثر الأمراض التنفسية المزمنة انتشارًا على مستوى العالم، ويُلقى المرض بأعباء صحية واقتصادية كبيرة على المرضى الذى يعانون منه، حيث يعانى من الربو حوالى 358 مليون شخص حول العالم طبقًا لإحصاءات عام 2015، كما يتسبب المرض فى 400 ألف حالة وفاة فى العام، وهذا ما أكده الدكتور عوض تاج الدين، أستاذ الأمراض الصدرية، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية. ولتحجيم انتشار هذا المرض فى مصر، اجتمع كبار خبراء أمراض الصدر والجهاز التنفسى بالجامعات المصرية، بينهم مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية، وأعضاء اللجنة العليا للفيروسات التنفسية، لمناقشة المسيرة العلاجية لمرضى الربو فى مصر وآخر التطورات الطبية لعلاج حالات الربو التى يصعب التحكم فيها ومزايا أجهزة الاستنشاق الحديثة وقدرتها على زيادة التزام المرضى بالعلاج. ويقول الدكتور حسام حسنى، أستاذ الأمراض الصدرية والحساسية بكلية الطب جامعة القاهرة، ورئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، إنّ أهم عوامل خطر الإصابة بالربو تتمثل فى العمر والجنس والبلد، بالإضافة لبعض الأمراض المصاحبة للربو مثل الأمراض التنفسية وأمراض القلب والجهاز الهضمى والأمراض العصبية. وأكد «حسنى»- خلال الإعلان عن طرح جهاز يتضمن علاجا ثلاثيا متآلفا بجرعة يومية ثابتة للتحكم فى الربو فى السوق المصرية، ويمنح الجهاز الجديد مرضى الربو درجة أكبر من التحكم فى المرض وتحسين جودة حياتهم- أنّ أكثر من ثلث المصابين بالربو حاليًا لا يتحكمون فى المرض عندما يتم علاجهم بأجهزة الاستنشاق الحالية. بالإضافة لذلك هناك نسبة كبيرة من مرضى الربو (26-28%) لا يستخدمون أجهزة الاستنشاق بالشكل الصحيح، وهو ما يقلل الفوائد العلاجية التى يتحصلون عليها. فيما قال الدكتور طارق صفوت، أستاذ الأمراض الصدرية بطب عين شمس، إن قليلا من مرضى الربو (حساسية الصدر) يصفون مرضهم بالصورة الصحيحة من حيث حالة السيطرة والتحكم. نصف مرضى الربو غير ملتزمين بالنصائح العلاجية من الطبيب مما قد يؤدى إلى تدهور فى حالتهم ودخول المستشفى. وتابع: أظهرت دراسة أقيمت 2020 فى مصر حول تأثير عدم التزام المرضى بالعلاج الاستنشاقى (البخاخات) بأن من بين 110 مرضى هناك 42.2% لديهم مستوى عال من الالتزام بأدويتهم و22.9% متوسطو الالتزام و34.9% قليلو الالتزام. وتحدث الدكتور عادل خطاب أستاذ الأمراض الصدرية بطب عين شمس وعضو اللجنة العليا للفيروسات التنفسية، عن الجرعة اليومية الثابتة لعلاج الربو بقوله: «تُعد الجرعة اليومية الثابتة من العلاج الثلاثى المتآلف للتحكم فى الربو من أكثر الأخبار السارة لمرضى الربو فى مصر، خاصة أنّ هذه الفئة الجديدة من المنتجات أثبتت قدرتها وكفاءتها فى تحسين جودة حياة المرضى والحد من تفاقم حالات الربو مقارنة بالعلاجات القياسية المعتادة. لقد تمكن العلاج الثنائى من تحقيق تحسن فى علاج حالات الربو بنسبة 19%، بينما حقق العلاج الثلاثى تحسنًا بنسبة 43% خاصة بعد طرح أجهزة الاستنشاق الجديدة التى تتضمن الجزيئات العلاجية المبتكرة فى السوق المصرية، سواء أجهزة الاستنشاق التى تحتوى على العلاج الثنائى أو الثلاثى. لقد أظهرت مركبات موميتازون فروات أعلى قابلية للارتباط وأفضل مستوى للتحكم فى الربو. وأضاف »خطاب» أن استخدام المرضى لجهاز واحد سيخدم كل من المرضى والبيئة، لأن المرضى لن يحتاجوا إلى أن يلجأوا لاستخدام بخاخات إضافية، مما يؤدى لتقليل الانبعاثات والأثر الكربونى. من جانبه، قال الدكتور عصام جودة، أستاذ الأمراض الصدرية بطب الإسكندرية، إنّ الالتزام الكبير بتناول عقاقير علاج الربو يتطلب القيام ببحوث طبية متخصصة للوقوف على نقاط الضعف وتحديدها والتغلب عليها من أجل دعم ومساعدة مرضى الربو. وتابع: تم تصميم برنامج بلاتينيوم PLATINUM من أجل تحقيق أهداف محددة، وقد شارك فى البرنامج أكثر من 7500 مريض ربو حول العالم، وأظهرت 4 دراسات تضمنها البرنامج أنّ عدم التزام مرضى الربو الشُعبى بتلقى العلاج عبر البخاخة يمثل مشكلة رئيسية فى علاج الربو، كما يؤدى لزيادة حالات الوفاة وحدّة المرض وارتفاع عدد الزيارات الدورية التى يقوم بها المريض للمستشفى، وهو ما يؤدى أيضًا لزيادة تكاليف الرعاية الصحية للمرضى.
