الأعشاب، الزيوت الطبيعية، والملابس التقليدية، القبعات ذات الألوان الذاهية المختلفة الأشكال والاحجام، وعرائس الخشب، وغيرها من المنتجات والعروض الفنية التي انتشرت في مناطق متفرقة من معرض ديارنا للحرف التقليدية، كمشاركة من فنانين وصناع من النوبة التي تم اختيارها ضيف شرف للمعرض هذا العام في دورته 72 المقامة بكايروفيستيفال بالتجمع الخامس. شباب، فتيات، رجال ونساء قرروا المشاركة وإبراز الطراز النوبي بحرصهم على ارتداء الزي النوبي خلال أيام المعرض، فرغم اختلاف أعمارهم، والصعوبات التي تواجهه البعض منهم سواء في نقل المنتجات، أو في الإقامة، وغيرها إلا أن الجميع حرص على المشاركة بشكل فعال. ويعد «ديارنا» أقدم وأعرق المعارض في دعم مجال الحرف اليدوية والحفاظ على الفنون التراثية من الاندثار، وتمكن هذه النسخة أكثر من 350 عارضًا من جميع أنحاء الجمهورية للترويج لحرفهم اليدوية الأصيلة، مما يساهم في خلق فرص بيع مباشرة وفتح أسواق جديدة لهم، ويستمر المعرض في دعمه لمهارات الحرفيين من ذوي الإعاقة، من خلال تخصيص مساحات عرض لما يزيد على 40 عارضًا من منظمات غير حكومية ومؤسسات اجتماعية، مع عرض قصص نجاح العديد منهم. المصري اليوم رصدت مشاركات لصناع وفنانين من النوبة، جائوا من أسوان لعرض تراثهم والحرف التقليدية المختلفة لديهم. منتجات غذائية من قلب النوبة جاءها بها غاده حسن ابنه أسوان لعرضها بمعرض ديارنا، فمنذ سنتين أسست مشروعها لإعداد أطعمة ومخبوزات نوبية، التي اعتادت تقديمها في الافراح والمناسبات العامة هناك، بجانب إعداد المربات المختلفة. خلال السنوات الماضية حاولت غادة الترويج لمنتجاتها في أسوان، ولقت رواج ولكن ليس بالمطلوب نظرا لمعرفة مواطني أسوان بهذه المنتجات، فقررت أن تبيع منتجاتها خارج أسوان وبالفعل وجدت رواج جيد خارج أسوان، وساعدها المشاركة في معارض مثل معرض ديارنا ومعارض الأسر المنتجه. التمويل واحد من أصعب المشكلات التي واجهتها، بجانب جائحة كورونا التي خفضت من نسب المبيعات لديها، بالتالي لم يصبح المشروع هو مصدر دخلها الرئيسي، فحسب ما قالت للمصري اليوم، إنها اضطرت إلى العمل في مجال المحاسبة في إحدي الجمعيات الأهلية لكي تتمكن من الحصول على مصدر دخل ثابت. لم تكف غادة بطهي منتجاتها على الطريقة النوبية، ولكنها تعتمد غادة على أساليب تخزين الطعام وتجفيفة بالطرق التقليدية القديمة لكي تحافظ على مذاق المنتجات كما هي. روحيه يوسف سيدة ستينية من أسوان، تحرص على المشاركة بشكل دائم في معرض ديارنا، وذلك لعرض منتجاتها من القبعات الملونة الأسوانية المصنوعة من الكروشية، والمتعددة الألوان والأحجام. منذ أكثر أن كان عمرها 16 عام وهي تصنع هذه القبعات وتبيعها، كانت تبيه القبعات بقروش قليلة قديما على حد قولها، حيث كانت تقدم هدية للعرسان في أسوان. تبيع منتجاتها في البزارات السياحية في أسوان، وشاركت في العديد من المعارض الدولية التي مثلت فيها مصر، ونظرا لخبرتها الطويلة أصبحت روحية تعلم الشباب والشابات كيفية صناعة القباعات وبعض الحرف التقلدية الاخري. اعتادت المشاركة في المعارض التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، وتري أن معرض ديانا فرصة جيدة للتعارف على فنانين أخرين والتشبيك فيما بينهم، وتري أن المكان مجهز بشكل جيد. خلال الأشهر الماضية، تهدم منزل روحية في السيول التي حدثت في أسوان، ولكن سرعان ما عادت من جديد بعد أن حصلت على شقة بديلة عن منزلها. قال ايهاب سليمان أحد العارضين من أسوان ل «المصري اليوم» أن جميع المنتجات الموجودة في جناح النوبة من الزيوت والأعشاب التي تشتهر بها النوبه وتم عرضها بالتنسيق مع النادي النوبي العام، هو وبعض زملائه النوبيين. «احنا مبسوطين أن ديارنا بتهتم بينا، وأهل النوبة كلهم سعداء أن الدولة بتهتم بيهم». ويصف سليمان الأيام الاولي للمعرض أن الإقبال فيها «فوق المتوسط» ولكنه كان بحاجة لبعض الدعاية «احنا كنا محتاجين دعاية احسن لأن قبل كدة معرض ديارنا قبل كدة كانت دعايته أفضل وكان في شغل عالي» وعن أهم المشاكل التي واجهت العارضين النوبيين ضيوف الشرف في معرض ديارنا هذا العام، من عدم توفير سكن خاص لهمم خلال أيام العرض ال12، حسب قول على سليمان، «اللي بييجي بيقعد عند عمته مثلا أو خالته، وفي اللي بيقعد في أوتيل على حسابه» ويؤكد سليمان أن العارضين في قريته الذين تتم دعوتهم لعرض منتجاتهم في بعض الدول مثل بلچيكا وألمانيا وغيرهم، يتم توفير سكن لهم هناك. الجدير بالذكر انه يقام على هامش المعرض عددًا من الورش لتعليم الحرف اليدوية من خلال عدد من الجمعيات الأهلية وعلى رأسها «جمعية حرف أهل مصر»، وذلك لتعليم المشاركين مختلف الفنون من «الشموع، الزخرفة، التزيين، النحاس، مكرمية، الجلد، الفسيفساء، الإكسسوارات، الراتينج والتطريز»، كما سيتم تخصيص مكان لورش الأشغال اليدوية للأطفال، بالإضافة إلى وجود عدد من الخدمات الترفيهية والمصرفية المختلفة.