«الأخدود العلوى»: ثلوج ب«سانت كاترين».. وغرق منازل ومحاصيل فى بنى سويف

تأثرت عدة محافظات بموجة الطقس التى أطلق عليها «الأخدود العلوى»، مؤخرا، إذ تساقطت الثلوج، وامتلأت السدود والبحيرات بمياه السيول والأمطار، فيما خرجت المياه عن المخرات وأغرقت أراضى زراعية ومنازل.
فى جنوب سيناء، غطت الثلوج مدينة سانت كاترين ومناطق من مدينتى نويبع ودهب، واكتست سانت كاترين باللون الأبيض، وذلك خلال الموجة التى تأثرت بها معظم مدن المحافظة.
بينما سقطت أمطار غزيرة على مدينة طور سيناء وتعرضت مدينتا أبورديس وأبوزنيمة لسيول متوسطة، أدت لقطع الطريق بمنطقتى مفارق كاترين على الطريق القديم، وتمت إعادة فتحه مرة أخرى، بالإضافة لقطع طريق وادى فيران.
وعمت الفرحة سكان سانت كاترين بسقوط الثلج وخرج السكان يحتفلون ويلتقطون الصور مع الثلوج.
وقال حميد أبوغلبة، من مشايخ سانت كاترين، إن موسم تساقط الثلوج، خاصة مع اقتراب الربيع، يمثل فرحة لبدو سانت كاترين، لأنه يبدأ معه الدفء والانطلاق فى السفارى والوديان.
وأكد خالد سلامة، نائب رئيس مدينة سانت كاترين، أنه مازال الثلج موجودًا على قمم الجبال والمرتفعات وغطى أجزاء من المدينة دون أن يمثل إعاقة لحركة المرور فى الشوارع.
وأعلن مركز عمليات جنوب سيناء أن جميع الطرق مفتوحة ما عدا «وادى فيران»، المؤدى لسانت كاترين عن طريق المفارق، ويجرى العمل على فتح الطريق خلال ساعات بعد رفع آثار السيل، مشيرا إلى أن السيول سارت فى مجراها الطبيعى ولا توجد خسائر من موجة «الأخدود العلوى».
وامتلأت البحيرات والسدود بمياه الأمطار التى تستخدم فى الزراعة، علاوة على امتلاء الخزان الجوفى من الآبار التى تستخدم فى الزراعة وارتوت جميع المزارع فى الجبال والوديان.
وفى المنيا، وصلت المياه مخر سيل أولاد الشيخ وأولاد يونس، حيث مرت بشكل طبيعى دون وجود معوقات، وصولا إلى نهر النيل، فى أعقاب القيام بأعمال تطهير المخرات، ضمن خطة المحافظة، للاستعداد لموسم السيول.
وأعلن المهندس عبدالحميد البركاوى، وكيل وزارة الرى بالمحافظة، حالة الطوارئ بمناطق الخطورة، التى تضم 34 مخر سيل، منها 22 مخرًا صناعيًا، بينها 2 مخر بنطاق محافظة أسيوط، و20 مخرًا بنطاق محافظة المنيا- تبدأ من غرب الطريق الصحراوى القديم إلى مصبها على نهر النيل-، وتختص الإدارة العامة لشرق المنيا بأعمال الصيانة الدورية لها والإشراف عليها.
ووجه المحافظ، اللواء أسامة القاضى، برفع درجة الاستعداد القصوى بجميع المديريات الخدمية والوحدات المحلية، لمواجهة تداعيات موجة الطقس، والعمل على سحب تجمعات مياه الأمطار.
كما وجه «المحافظ»، وكيل وزارة الرى بالمتابعة المستمرة على مدار الساعة والتواصل مع غرفة العمليات الرئيسية بالمحافظة والعمل على إزالة أى عوائق والاهتمام بتطهير ونظافة كافة مخرات السيول، لضمان سريان المياه من بدايتها وحتى مكان الصرف النهائى.
وفى بنى سويف، شهدت المحافظة غرق المئات من المحاصيل الزراعية بقرية سنور التابعة لمركز بنى سويف وتصدع منازل وإغلاق طريق بنى سويف- المنيا الصحراوى القديم، بسبب سيول قادمة من البحر الأحمر، مما أدى إلى انهيار جسور 6 بحيرات مخصصة لتجميع مياه السيول القادمة من سلاسل جبال البحر الأحمر وانهيار جسر مجرى مخر السيل، وأدى إلى غرق شوارع قرية سنور القديمة.
وقال سعيد عودة، من أهالى قرية سنور القديمة: «فوجئنا بمياه سيول قادمة من مخر سيل وادى سنور تقطع الطريق الصحراوى القديم، كما أتلفت محاصيل الطماطم والقمح والفول البلدى والبرسيم فى الأراضى الزراعية والبالغة أكثر من 400 فدان، وتسببت مياه السيول فى غرق شوارع قرية سنور القديمة بأكملها وتصدع عدد من منازل القرية».
وأضاف أنها ليست المرة الأولى التى يتسبب فيها مخر سيل وادى سنور فى إتلاف المحاصيل والمنازل، فالسيول العام قبل الماضى تسببت فى تلك الخسائر.
وقال منصور على، من أهالى القرية، إن هناك العديد من أهالى «سنور القديمة» تركوا منازلهم الغارقة وذهبوا إلى أقاربهم فى القرى المجاورة بسبب السيل.
وكانت الوحدة المحلية لمركز ومدينة بنى سويف أرسلت لودرات إلى القرية لمحاصرة المياه على الطريق الصحراوى وعمل رمال لصد المياه ومحاصرتها حتى لا تتسرب إلى قرية سنور الجديدة المتاخمة للقرية القديمة.
وتبين من المعاينة تصدع وانهيار جسر مجرى مخر سيل سنور تجاه «الهدار» الخرسانى، ترتب على ذلك غرق قرية سنور القديمة وتصدع وانهيار العديد من منازلها وإخلاء السكان المضارين إلى أماكن لدى ذويهم وأقاربهم بالقرى المجاورة، مما أدى إلى تضرر بعض المساحات من الزراعات القريبة من المخر، وغلق الطريق الصحراوى القديم (كإجراء احترازى)، ولم تكن هناك أى خسائر فى الماشية لدى الأهالى.
وتفقد الدكتور محمد هانى غنيم، محافظ بنى سويف، الوضع ميدانيًا، وطمأن الأهالى بأن الموقف لا يستدعى القلق، وأن مستوى منسوب المياه المتدفقة بدأ فى الانخفاض، واتخاذ المياه لخط سيرها الطبيعى بمجرى المخر، مشيرًا إلى أنه يتواصل بشكل دائم مع وزير الرى لمتابعة الموقف أولًا بأول.
وأكد المحافظ بشأن الزراعات التى تضررت أنه سيتم حصر تلك المساحات بعد انحسار المياه، بالتنسيق مع وزارة الزراعة ولتقييم التلفيات لاتخاذ اللازم عن طريق وزارتى الزارعة والتضامن الاجتماعى، مطمئنًا الأهالى بأنه لن يدخر جهدًا مع الجهات والوزارات المعنية لتعويض المتضررين.