«تجليات العشق».. تراث يسرده أشرف رضا

عبر استلهام التكوينات الفنية المبنية على تنوع التراث المصرى، ومزج رموز الهوية المصرية بين فرعونى ونوبى بالحروف العربية الإسلامية، يحول الفنان التشكيلى أشرف رضا التراث المصرى إلى سردية تجريدية.
عكس الفنان التشكيلى أشرف رضا قدرته على نظم المصفوفات الأيقونية للموروثات الشعبية المصرية، واستحضارها فى تجريدات هندسية ونباتية، وهو ما بدا جليًا فى أحدث معارضه الذى أعاره عنوان «تجليات العشق» واستقبله جاليرى «أوديسى» فى الفترة ما بين 11 يناير وحتى 2 فبراير.
ضم المعرض 80 عملًا، متأثرًا بالموتيفات التراثية المصرية على مر العصور، مشبعة بكل ملامح التراث المصرى تاريخياً وجغرافياً وعقائدياً؛ إذ تمزج أعماله بين الخطوط العربية الإسلامية والوجوه الفرعونية، والتربيعات والموتيفات النوبية لتبدو كسردية بصرية متنوعة تعكس كوزموبوليتينية الحضارة المصرية وموروثاتها الشعبية.
تٌظهر تكوينات أعمال «رضا» قدرته على استحضار تراكيب بينية تجسد السمات التراثية التى تميز مصر عبر العصور، ففى أعماله تجد تلك النجمة التى يحتضنها الهلال وإلى يسارها العين المتوجة زخرفياً كرمز للحسد فى الموروث الشعبى بينما نتأت زهرة اللوتس المصرية القديمة من الجزء الأوسط فى البناء التصويرى، فى حين تنطلق نخلة من أرض الصورة كرمز لخيرات سيوة، كذلك يمكن أن تتوسط أعماله حروف الخط العربى المشبعة بالتراث الإسلامى.
اتبع «رضا» أسلوب التجريد الهندسى والعضوى والزخرفى معاً فى مجموعته الحالية «تجليات عشق» ثلاثة مستويات من المعالجة الفنية؛ إذ تبدو مجموعته الأولى التى أعارها اسم «تجريدية مصرية»، والتى تتشكل من 20 عملًا نفذها بالأكريليك على الكانفاس، كبانوراما مصورة تجمع بين العناصر الزخرفية والموروثات الثقافية، حيث إلتقاء التربيعات السيناوية والمثلثات النوبية، مع الخط العربى الإسلامى.
أما المجموعة الثانية والتى أعارها أشرف رضا عنوان «رباعيات صلاح جاهين» فحاول فيها نظم لوحات تجريدية تحاكى كل منها إحدى الرباعيات؛ عبر شخصية المهرج، حاول رضا محاكاة رباعية البهلوان، وفى أحد أعمال هذه المجموعة رمز إلى رباعية «غمض عينيك» عبر مزج حرف الغين بالتجريدات الهندسية، وكذلك فعل فى رباعيات «صندوق الدنيا» و«عروس النيل» وغيرها.
فيما تأتى المجموعة الثالثة التى أعارها عنوان «الكاهن» فى بورتريهات تقترب من الأقنعة الإفريقية، أحادية التعبير لكنها مستلهمة من رمزية حارس المعبد المصرى القديم؛ إذ أعارها ملامح أخناتونية صوفية.
حصل أشرف رضا على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة قسم ديكور شعبة العمارة الداخلية عام 1982، ثم نال درجة الماجستير فى الفنون الجميلة تخصص ديكور عام 1993، قبل أن ينال الدكتوراه فى الفلسفة فى الفنون الجميلة بقسم الديكور شعبة عمارة داخلية عن أطروحته «القصور التاريخية بمصر وتوظيفها للمنشآت السياحية» عام 2000.
شارك أشرف رضا فى العديد من المعارض الفردية على المستوى المحلى، فضلًا عن مشاركته فى العديد من المعارض الجماعية على المستوى الدولى بمصر والخارج، وآخرها معرض مصر الدولى للفنون عام 2022، كما تقلد عدة مناصب فى إدارة الفنون كمدير الأكاديمية المصرية للفنون بروما والمستشار الثقافى المصرى فى إيطاليا فى 2007، ورئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة فى 2011، ورئيس مجلس أمناء المجلس المصرى للفنون التشكيلية، ثم الرئيس التنفيذى لمجمع الفنون والثقافة فى 2020 حتى الآن، وله مقتنيات فنية بالمتاحف والمؤسسات ولدى الأفراد بمصر وروما ودبى ولندن.