«رسائل الغريبة» يبحث معاني الحرية والألم والوطن في معرض الكتاب

صدر حديثًا عن دار الكتب خان للنشر، طبعة جديدة من كتاب «رسائل الغريبة» للكاتبة اللبنانية هدى بركات، والذي يشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وكان الكتاب قد صدر للمرة الأولى عام 2004 عن دار النهار في بيروت.
وتقول المؤلفة في المقدمة: «تبدو الكتابة، في أغلب الأحيان، محاولة لاستحضار الغائب ولملء النقصان، كأنها بحث عن غرض ما أو رغبة، ضاعا في طفولة بعيدة، وتمرين عبثي لاحتساب خسارة مبهمة. وقد تدور النصوص، بل والكتب، دوران الأحلام الليلية حول هذا النقصان دورانها حول البيت الأول، من بعيد، من بعيد جدًّا، كمركبة فضائية فقدت اتصالها بقاعدتها وراحت تحفر وحشتها في تكرار مدارها إلى ما لا نهاية.
وتضيف: منذ سنين، لا أحب تعداده، غادرت لبنان، وحتى الآن لم أصل إلى حيث حطت بي الطائرة. لم أستفد من تراكم الوقت، لا رحلت نهائيًّا ولا استقررت بالفعل في البلاد الثانية. ثم وجدت أني أكتب كما لو أني ما زلت "هناك". أفتح نافذتي صباحًا فأفاجأ أني في المكان الآخر دون رغبة حقيقية في العودة. أو في البقاء حيث أنا.
ثم تتساءل: هل يكون الشعور بالحرية مشوبًا هكذا دوما بالألم؟ لا يقول الأدب هذا، ولا غير الأدب بدون إجابات تستمر الكتابة، كأن من مكانها ..من لغتها الخاصة.. لا منفى، ولا هجرة، ولا صياح الديك الحنيني. ساعدني تعليم كتاب "رسائل الغريبة" في معاهد جامعية أجنبية –إيطالية في البداية– في القبول بتعريف الغربة الذي اعتمد بالحرف اللاتيني ليلائم تلك الكتابة… حيث لا حنين إلى الوطن، ولا معاناة من نفي قسري عن جباله أو شطآنه أو تراب أرض الأجداد ومراتع الطفولة.
وهدى بركات، روائية، ولدت في لبنان 1952، درست الأدب الفرنسي، وعملت في التدريس والترجمة والصحافة. تعمل حاليا أستاذة زائرة لكبرى الجامعات الأمريكية.
حصلت على وسام فارس من الحكومة الفرنسية في 2002، ووسام الاستحقاق في 2009، وجائزة العويس في 2018. كما حازت جائزة النقاد عن روايتها الأولى "حجر الضحك" في 1990 وجائزة نجيب محفوظ عن رواية "حارث المياه" في 2000 وجائزة البوكر العربية عن بريد الليل في 2019 والعديد من الإنجازات والتقديرات. وترجمت أعمالها إلى العديد من اللغات.