تشهد العاصمة السودانية الخرطوم، الأسبوع الجارى، تحركات أمريكية وإفريقية لمحاولة التوصل إلى حل للأزمة السياسية، فيما دعت قوى سياسية ولجان المقاومة لمليونية جديدة اليوم فى ذكرى تظاهرات 16 يناير 2019. أعلنت الخارجية الأمريكية أن مساعدة وزير الخارجية الأمريكى للشؤون الإفريقية، مولى فيى، والمبعوث الخاص الجديد للقرن الإفريقى، ديفيد ساترفيلد، سيقومان بجولة تشكل 3 محطات تضم المملكة العربية السعودية والسودان وإثيوبيا بين 17 و20 يناير الجارى، وذلك فى أول جولة يقوم بها المبعوث الأمريكى الجديد للقرن الإفريقى عقب تعيينه فى المنصب. ومن المقرر أن تشارك مساعدة وزير الخارجية الأمريكى والمبعوث الخاص ساترفيلد أثناء تواجدهما فى الرياض فى اجتماع أصدقاء السودان، وذلك بهدف حشد الدعم الدولى لبعثة الأممالمتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية (يونيتامس) فى جهودها لتسهيل انتقال متجدد نحو الديمقراطية فى السودان بقيادة مدنية. وذكر بيان للخارجية الأمريكية أن مساعدة الوزير والمبعوث الخاص سيصلان إلى الخرطوم بعد اجتماع أصدقاء السودان، حيث سيلتقيان بالناشطين المؤيدين للديمقراطية ومجموعات النساء والشباب والمجتمع المدنى والقادة العسكريين والشخصيات السياسية، ستكون رسالتهما واضحة، ألا وهى أن الولاياتالمتحدة ملتزمة بتحقيق الحرية والسلام والعدالة للشعب السودانى، وأشار إلى أن مساعدة الوزير والمبعوث الخاص سيقومان بزيارة لإثيوبيا وذلك عقب الاتصال بين الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد فى 10 يناير، وسيشجعان المسؤولين الحكوميين على اغتنام الفرصة الحالية للسلام من خلال إنهاء الضربات الجوية والأعمال العدائية الأخرى، والتفاوض على وقف لإطلاق نار، والإفراج عن كافة السجناء السياسيين، واستعادة الوصول الإنسانى المستمر، وإرساء الأساس لحوار وطنى شامل. وعلى صعيد الجهود الإفريقية لحل الأزمة السياسية فى السودان، وصل مبعوث الاتحاد الإفريقى إلى السودان أمس للالتقاء برئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان والقوى السياسية ولجان المقاومة. وقال القيادى فى «قوى الحرية والتغيير - المجلس المركزى»، وجدى صالح، إنه تم الانخراط فى سلسلة من الاجتماعات تلبية لدعوة بعثة الأممالمتحدة للمشاركة فى المشاورات السياسية، وستصدر الموقف النهائى حول قبولها أو رفضها للمبادرة الأممية. وأضاف «صالح» أنه فى حال قبول قوى الحرية والتغيير المبادرة «لن نتفاوض على شراكة جديدة مع المكون العسكرى. بل على الجيش أن يضطلع بمهامه فى حفظ الأمن والبعد عن العملية السياسية فى البلاد». وأعلنت قوى الحرية والتغيير (الميثاق الوطنى) أنها ستشرع فى التشاور مع بقية المكونات لتعيين حكومة تصريف أعمال مؤقتة ريثما تتوافق الأطراف بنهاية الحوار. وعقد الخميس، اجتماع للهيئة القيادية لقوى الحرية والتغيير (الميثاق الوطنى)، بكامل عضويتها استمر حتى منتصف الليل. وترحمت الهيئة القيادية على أرواح الشهداء، وعلى أرواح شهداء الأجهزة الأمنية التى اغتيلت فى المظاهرات الأخيرة، وأدان الاجتماع حادثة الاغتيال واستخدام العنف، واستمعت الهيئة إلى التقرير المقدم من لجنة صياغة الميثاق السياسى للوفاق الوطنى الذى يشمل عددًا من القوى السياسية والمدنية والشعبية والمكون العسكرى والإدارة الأهلية، والطرق الصوفية ولجان المقاومة وغيرها. وعبرت الهيئة عن كامل دعمها وترحابها بمبادرة رئيس بعثة الأممالمتحدة للسودان، فولكر بيرتس، مؤكدة أن قضايا الوطن لا يمكن حلها والتعاطى معها إلا بالحوار عبر مائدة مستديرة، تتسم بالشمول وبإجراءات واضحة شفافة تضم كل الأطراف وتناقش كل المواضيع لتفضى فى نهاية الحوار إلى كيفية حكم السودان، وفى هذا الإطار شكلت الهيئة لجنة فنية للتعاطى مع تلك المبادرة وصياغة موقف التحالف. وأكد الاجتماع على ضرورة الإسراع للتوقيع على الاتفاق السياسى مع القوى الأخرى والمكون العسكرى، وكذلك ضرورة ملء الفراغ التنفيذى بالبلاد.