الأهالى يودعون أبناءهم: «يوميتهم 60 جنيه.. والحوجة وحشة»

أدى الأهالى صلاة الجنازة، أمس، على روح آخر الجثامين المستخرجة وهى هاجر هانى السيد أحمد، بعد صلاة العصر داخل وأمام مسجد على بن أبى طالب فى قرية الغنامية فى مركز أشمون.
ارتفعت أصوات النساء بالصراخ والنحيب أثناء الجنازة، فيما اتشحت المنطقة تمامًا بالسواد، وأكد الأهالى أن «هاجر» و«محمد صبرى» اللذين تم استخراج جثمانيهما، الثلاثاء هم أبناء عمومة.
وسقط الحاج «صبرى»، والد «محمد»، على الأرض مغشيًا عليه أثناء تشييع جنازة نجله، وحاول الأهالى تهدئته ليؤدى الصلاة على روح نجله.
واحتشد أهالى قرية طاليا بمركز أشمون فى المنوفية، أمام مرسى معدية القطا فى مركز شبين القناطر، انتظارًا لاستخراج باقى الجثامين، وتواصل قوات الإنقاذ البحث عن باقى الجثامين، فيما طالب الأهالى المحتشدون على شاطئ النيل، بإنشاء كوبرى فى المنطقة. وقالت الحاجة «سعاد» من أهالى القرية: «جميع الضحايا ولادنا، وكلنا أهالى القرية قرايب، وكلهم كانوا طالعين لأكل العيش يساعدوا أهاليهم على المعيشة»، مضيفة أنها متواجدة قرب المعدية منذ أن سمعت الخبر بعد صلاة العصر من يوم الإثنين، وأن الأهالى قضوا ليلتهم فى البرد الشديد على شاطئ النيل انتظارًا لاستخراج الجثامين.
وأضافت أن «ندى أحمد حسن جاد، إحدى المفقودات فى الحادث والتى لم يتم العثور على جثمانها بعد، ذهبت لتساعد والدها، اللى عنده 5 بنات وهى السادسة، أبوها غلبان وهى الكبيرة، والمطرة وقعت البيت عليهم، وطلعت تشتغل رغم إن اليوم امتحانها فى مدرسة الثانوى التجارى، عشان ما يتحوجوش لحد، الحوجة وحشة، والذل وحش والقهرة كاسرة ضهرهم، مفيش هتعمل إيه؟».
وأضافت: «أغلب اللى اتوفوا طلبة مدارس، اللى عندها درس بتقعد يوم الدرس، واليوم التانى تروح تشتغل باليومية، واليومية 60 جنيه، هيعملوا إيه؟، وندى أبوها بيشتغل ب80 جنيه هتفتح بيت؟!، ولو فيه راجل لاقى شغل عمره ما هيطلع بنته لحمه تشتغل، بس الحوجة وحشة». وتؤكد الحاجة فاطمة أن زينب عبد العزيز: «إحدى المتوفات عروسة وفرحها الأسبوع الجاى، وطالعة تشتغل لتساعد أبوها على جهازها». وتقول زوجة عم شروق ياسر إنها ما زالت مفقودة، وهى فى سنة أولى إعدادى، وكانت طالعة تجيب مصاريفها عشان تعيش.
أما أميرة شحات عبد ربه، فقالت: معايا سعيد (13 سنة) طلعته عشان مفيش، بيتشغل وأنا وأبوه مرضى، ومفيش حيلتى أى حاجة، هو وبنت خالته زينب طلعوا يشتغلوا مع بعض.. الحوجة هى اللى خلتنى طلعت ابنى للشغل».