امتحانات كى جى وان!

سؤال بسيط يراودنى مع نهاية التيرم الأول: إذا كانت الدولة جادة فى تطوير التعليم، فهل المواطنون جادون فى تطوير التعليم فعلًا؟.. وهل لديهم رغبة فى معرفة مخرجات العملية التعليمية؟ وهل يرغبون فى ترك المجال لمَن يفهمون فيه؟.. هل تتخيل حجم الشائعات التى واجهت العملية التعليمية منذ بدايتها؟.. وهل تتصور أن الوزارة التى منعت الامتحانات إلى الفصل الرابع الابتدائى، تواجَه بشائعات أن هناك امتحانات عشوائية للتقييم؟.. وهل لديك تفسير لذلك؟!
مرة واحدة ادخل على «جروبات الماميز» من تليفون زوجتك ستكتشف العجب.. إنهم يريدون امتحان تحديد مستوى لطلاب أولى ابتدائى.. يعنى الوزارة قالت إنها سنوات لعب ومرح لتحبيب التلاميذ فى المدرسة، وليس فيها ضرب ولا امتحانات أسوة بالدول المتقدمة، فإذا بأولياء الأمور يطالبون بالامتحانات وبوضع نماذج أسئلة، والمدرسون لا يردون ولا يقولون ممنوع.. لأنهم إذا تكلموا فقد صنعوا لأنفسهم مشكلة مع الوزارة، وإذا سكتوا صنعوا لأنفسهم مشكلتين مع أولياء الأمور!.
فمنذ ساعات خرجت الوزارة وهى ترد على شائعات امتحانات الصف الرابع، وقالت: لا توجد امتحانات عشوائية، والامتحان سيكون بنهاية التيرم فى 15 يناير، وبعدها إجازة منتصف العام.. ويبدو أن الوزارة لم تسمع طلب أولياء الأمور عن امتحانات الصف الأول الابتدائى لتقييم المستوى، أو أنها سمعت ولم ترد، بما يعنى أنها لا تقيم وزنًا لهذا الكلام!.
وكان الدكتور طارق شوقى قد كتب مقدمة عن «المهام الأدائية» لطلاب نظام التعليم الجديد، قائلًا: لقد أعلنّا سابقًا عن نظام التقييم الجديد فى الصف الرابع الابتدائى، والذى يتضمن ما يسمى «المهام الأدائية»، وسوف ترسل الوزارة هذه التعليمات إلى الإدارات التعليمية، ولذلك أحببت أن أشارككم بعض الشرح هنا حتى لا يسبقنا إلى ذلك مروجو الشائعات ودعاة الهلع والخوف!.
فعلًا هناك دعاة الهلع والخوف، وهؤلاء يُنصبون من أنفسهم خبراء ويدَّعون دائمًا أنهم يفهمون فى النظم التعليمية، ونحن لا نفهم.. وقد سمعت من هؤلاء ضرورة إجراء اختبارات تقويم لتلاميذ كى جى تو، قبل الالتحاق بالصف الأول الابتدائى كأن هؤلاء الأطفال فى ثانوية عامة.. وهؤلاء الأطفال فى الغالب لأمهات لم يتحققن تعليميًا ووظيفيًا.. فأصبح هؤلاء الأطفال مشروعهن للأسف الشديد، فأصبحن بزعمهن خبراء!.
أظن أنه تم استنزاف طاقة الوزير والوزارة فى الرد على أسئلة كثيرة بلا معنى، واستنزفوا الإدارات والمدرسين فى كلام فارغ وأسئلة تتم إعادتها عشرات المرات، طب ممكن أسئلة لتقييم الأطفال؟.. طب ممكن نماذج للأسئلة، وكلام من هذا القبيل.. حاجة تجنِّن!.
المهم أن الوزارة الحريصة على نتيجة التجربة ترد، وتتعامل مع الأسئلة باعتبارها إجبارية، ولابد من الرد عليها، وكل هذا استنزاف للوقت والطاقة، ونسوا أن المرحلة التمهيدية مهمتها أن يتكيف الأطفال مع التعليم والانتظام فى المدرسة وليس الامتحانات وغيرها!.
mm1aa4@gmail.com