«بنات الجيران عايروها بفقرنا».. والدة فتاة أوسيم تكشف أسباب انتحار ابنتها (فيديو وصور)

لم تتحمل ألم التنمر عليها، ومعايرة «بنات الجيران» لها بأن ملابسها متواضعة وظروف أسرتها المعيشية، حبست دموعها وصعدت الطابق الخامس بعقار في أوسيم بالجيزة، وقفزت وتخلصت من حياتها، وسط ذهول النّاس وحزنهم على الفتاة صاحبة ال17 ربيعًا، وصدمة والديها وهما يريان «فلذة كبدهما» غارقة في دمائها.
الأم جرجرت قدميها، وبالكاد استقلت سيارة إسعاف رفقة ابنتها الضحية «هاجر» بعد قفزها من أعلى العقار، إلى مستشفى قصر العينى.. ذكريات حياة الابنة دارت في ذهن الأم: «يا أول فرحتى.. قومى نفسى أشوفك عروسة».
السر الإلهي طلع
رتبت الأم على شعر ابنتها، صنعت ابتسامة: «هتقومى بالسلامة ونجيب لك حقك»، تحولت الأمنية لكابوس بعد دقائق، فقد أعلنها الأطباء باستقبال المستشفى: «السر الإلهى طلع».
والدة الفتاة وأفراد أسرتها لم يستوعبوا أن المتاعب النفسية التي ألمت بابنتهم تسببت في انتحارها، يؤكدون أن يوم الواقعة: «4 بنات من ولاد الجيران وقفوا هاجر واتهموها بأنها بتخبث عليهم وتقول إنهم بنات بتوع مشاكل».
البنات ال4 من «ولاد الجيران»، لم يرحموا «هاجر»، تنمروا عليها «يا بنت أهلك ناس فقيرة»، وذكروها بأن «أبوك وأمك مسألوش في أخوك لما لقتوه مقتول».
الأم شافت «الخناقة»
أم «هاجر» كانت في منزلها وقت تشاجر الفتيات مع ابنتها، وطلت من شرفة البيت على أصوات «الخناقة»، وشهدت شتيمة آباء الفتيات لنجلتها، حزنت كثيرًا أنّها لم تستطع الدفاع عن «فلذة كبدها».
الفتاة ابنة ال17 عامًا، صعبت عليها نفسها، وأنها «معرفتش تاخد حقها»، وفقًا لأمها: «فوجئنا بسقوطها من الدور الخامس».
شاهد الأهالى «هاجر» وهى تتقدم نحو العقار محل الواقعة، لكنهم لم يضعوا في حسبانهم إقدامها على الانتحار: «قولنا ممكن تطلع عند حد من جيرانها».
بنتي معرفتش ترد كرامتها
والدة الضحية تروى أن ابنتها لم تكن تضع في تفكيرها كلام بنات الجيران ومعايرتها بملابسها، لأن «بنتى شكلها حلو» لكنّ شعورها بأنها «معرفتش ترد كرامتها سبب الواقعة».
أم «هاجر»، يسبق كلامها الدموع، وهى تسرد مأساتها: «دا إحنا من 2014 لقينا ابنى (إسلام)- كان عمره وقتها 15 سنة، مشنوق وجثته ملقاه بأرض زراعية، وال(توك توك) اللى كان شغال عليه مسروق، ولحد دلوقتى منعرفش مين قتله؟.. والشرطة لم تتوصل للجانى.. وزاد الطين بلة انتحار بنتى العروسة بعد معايرتها بأنها بنت ناس فقراء ولبسها وحش».
اتهام بنات الجيران ل«هاجر»، ترد عليه والدة الأخيرة: «بنتى خرجت من المدرسة وهى في إعدادى، والبنات دول في ثانوى تجارى يعنى مش أصحاب، بس هما دايمًا حاطينها في دماغهم واتهموها بالباطل إنها بتنقل كلام أنهن يتشاجرن في المدرسة!!».
الضحية لأبوها: مش عاوزة أخرج الشارع تاني
قبل إقدام «هاجر» على الانتحار، طلبت من والدها الرجل البسيط والذى يعمل بمقهى: «عاوزة أشترى تليفون علشان ألعب عليه وأقعد في البيت»، مبررةً طلبها: «مش عاوزة أخرج الشارع تانى».
لم يستطع والد الفتاة تلبية طلبها في الحال، فاضطرت للخروج للشارع، وتنمر عليها الفتيات ال4، وانتهت الواقعة بانتحار الفتاة.
يقتلوا القتيل ويمشوا في جنازته
والدة «هاجر»، قالت: «إحنا ظروفنا على قدنا، وزوجى يعمل باليومية بمقهى صغير ويتقاضى 40 جنيه في اليوم، وابنى الكبير بيساعدنا بمصاريف البيت، وهو شغال بمحل مأكولات، وعندى بنتين صغيرين».
تتمنى الأم المكلومة، الرحيل عن المنطقة: «مش عاوزة أشوف اللى تسببوا في موت بنتى تانى»، فلم تقبل تقديمهم العزاء لها: «يقتلوا القتيل ويمشوا في جنازته».
أسر الفتيات ال4 لم يعلقوا على الواقعة.