استراتيجية جديدة للسياحة المصرية

على مدار ثلاثة أيام تستعرض ورشة العمل التى تنظمها وزارة السياحة، بالتعاون مع الاتحاد المصرى للغرف السياحية، الاستراتيجية الوطنية للسياحة المستدامة فى مصر، وخلال الجلسة الأولى التى ترأسها الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، ولفيف من قيادات قطاعى السياحة العام والخاص، تم التطرق لملامح هذه الاستراتيجية التى يعمل على تحديثها حالياً أحد بيوت الخبرة الإيطالية والذى كان سبق أن أعدها فى عام 2009.
وفى كلمته بالجلسة الأولى شدد وزير السياحة على ضرورة أن تكون نتائج هذه الورشة بمثابة المظلة والوثيقة والخارطة التى على ضوئها يتم تحدد الإطار الاستراتيجى للعمل فى صناعة السياحة المصرية بقطاعيها العام والخاص، خاصة أن الوزارة خلال الفترة المقبلة ستكون حريصة على إظهار المقصد السياحى المصرى بشكل مختلف عن الصورة النمطية له، من خلال إعداد استراتيجية إعلامية جديدة للترويج للمقصد المصرى وإبرازه كمقصد متنوع ومختلف ونابض بالحياة، مشيراً إلى أن هذا يتطلب التصدى لكافة التحديات والتى يجب أن تأخذها الاستراتيجية بعين الاعتبار، ومنها ضرورة إيجاد بنية قانونية جديدة، وذلك من خلال تعديل وتحديث البعض منها، كقانون الاتحاد المصرى للغرف السياحية الذى لم يتم تحديثه منذ 1968، وقانون الشركات الذى يتم العمل به منذ عام 1977، وقانون المنشآت السياحية والفندقية والذى لم يتم تحديثه منذ السبعينايت، موضحاً أن هذه القوانين تتم الآن مناقشتها فى مجلس النواب.
وأوضح أن هناك تحديات أخرى تواجهها صناعة السياحة، منها المنافسة الموجودة عالمياً والقيمة التنافسية التى تشمل الأسعار والخدمات المقدمة، وتحديات الاستثمار السياحى، والموارد البشرية والاجتماعية، والتحول الرقمى، وتعظيم الاستفادة من الوسائل التكنولوجية الحديثة، بإطلاق بعض المواقع الإلكترونية الترويجية والخدمية، وكذلك إطلاق تطبيق إلكترونى على الهواتف المحمولة «موبايل أبلكيشن» للترويج السياحى لمصر محلياً ودولياً، إضافة إلى ضرورة الاهتمام بالسياحة الخضراء، فى ظل وجود مبادرات ميسرة لتحويل الأتوبيسات ووسائل النقل إلى التشغيل بمواد صديقة للبيئة مثل الكهرباء والغاز، وذلك فى إطار تحويل مدينة شرم الشيخ إلى مدينة صديقة للبيئة.
وأشار الوزير إلى جهود الدولة الآن لبناء بنية تحتية قوية وإنشاء مقاصد ومدن سياحية جديدة، مثل العلمين والجلالة والعاصمة الجديدة، وكذلك العمل على إنشاء شبكة طرق ضخمة وقطارات سريعة تربط بين المدن والمحافظات المصرية المختلفة وتجعل المسافة بينهما أقل، وكذلك التفكير دائما فى خلق منتجات سياحية جديدة تجذب مزيدا من الشرائح المختلفة من السائحين، مثل سياحة اليخوت والسياحة البحرية، ودمج منتج السياحة الشاطئية والترفيهية بالسياحة الثقافية عن طريق ربط البحر الأحمر بوادى النيل على كافة محاوره، منوهاً بإطلاق خط طيران جديد بداية من 27 أكتوبر الماضى من مدينة شرم الشيخ إلى مدينة الأقصر.
وخلال الورشة، أشاد Peter Ni-zette، أحد مسؤولى بيت الخبرة الإيطالى المكلف بتحديث الاستراتيجية، بالتعاون القائم بين قطاعى السياحة العام والخاص فى مصر، مشيراً إلى أن هذا التلاقى سيعود بالنفع على صناعة السياحة فى مصر، موضحاً أن الهدف الرئيسى من هذه الاستراتيجية هو أن يتم النهوض بهذه الصناعة وجعل المقصد السياحى المصرى أحد أهم 20 مقصدا سياحيا فى العالم.
وأضاف أن هذه الاستراتيجية تختلف عن الاستراتيجية الإعلامية الترويجية التى انتهت من إعدادها وزارة السياحة والآثار، مؤخراً، للترويج السياحى لمصر، تمهيداً لإطلاق حملة دولية للترويج السياحى لمصر لمدة 3 سنوات، حيث تهدف الاستراتيجية المتكاملة للسياحة فى مصر إلى وضع أسس علمية للسياحة فى مصر بمختلف مكوناتها من بنية تحتية وخدمية وبشرية ومقوماتها السياحية المتميزة تكون قادرة على المنافسة بما يضمن تعظيم دور السياحة ومساهماتها المنشودة فى انتعاش الاقتصاد المصرى.
وفى السياق ذاته، ترأس «العنانى» اجتماع مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحى، والذى أسفر عن اتخاذ عدد من القرارات التى لا تقل أهمية عما تتم مناقشته خلال ورشة عمل الاستراتيجية الوطنية للسياحة، وكان فى مقدمة هذه القرارات أن تكون «فعالية الأقصر.. طريق الكباش» فعالية سنوية يتم تنظيمها فى الأقصر كل عام لتكون بذلك أول فعالية سنوية تتم إقامتها بشكل منتظم، على أن يتم الإعلان قبل موعدها بوقت كاف وبحث إمكانية تمكين السائحين من حضورها والاستمتاع بها والتجول بطريق المواكب الملكية المعروف إعلامياً باسم طريق الكباش، وذلك فى إطار استراتيجية الوزارة لتنظيم أحداث وفعاليات سياحية متنوعة منتظمة على مدار العام. وكذلك رعاية الأحداث الداخلية التى يتم تنظيمها من ديسمبر وحتى مارس المقبل، وخطة مشاركة مصر كضيف شرف فى المعرض السياحى الدولى HUNGEXPO والذى من المقرر انعقاده فى بودابست بالمجر فى مارس المقبل، ومناقشة مقترح تنظيم احتفالية كبرى بمناسبة العام الجديد.
وكذلك إعداد حملة ترويجية لعام 2022 والذى سيكون عاماً استثنائياً ومميزاً بالنسبة لمصر والعالم خاصة على مستوى السياحة المصرية، حيث سيشهد العديد من الأحداث والفعاليات الهامة منها مرور 100 عام على اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون، وهو أهم كشف أثرى فى العالم، وكذلك مرور 200 عام على فك رموز الكتابة المصرية القديمة ونشأة علم المصريات، إلى جانب افتتاح المتحف المصرى الكبير، واحتفالية بمناسبة تعامد الشمس على معبد أبوسمبل بأسوان.