بحثت الهيئة العامة للمنطقة للاقتصادية لقناة السويس، ووزارة قطاع الأعمال العام، عددًا من فرص التعاون والشراكة الممكنة مع بلغاريا على المستويات كافة، بينها مشروعات التربية الحيوانية والزراعة المرتبطة بها، ومرحلتا الصباغة والتجهيز فى صناعة الغزل والنسيج، بالإضافة إلى إدارة وتشغيل بعض القطاعات. وخلال لقاءٍ أمس، مع وزيرة الاقتصاد البلغارية، دانيلا فيزيفا، والوفد المرافق لها، بحضور السفير البلغارى لدى القاهرة، ديان أنجليوف كاتراتشيف، ناقش هشام توفيق، وزير قطاع الأعمال، أوجه وفرص التعاون المشترك بين البلدين، معربًا عن تطلع الجانب المصرى لتوطيد العلاقات المصرية- البلغارية على الأصعدة كافة، خاصة فى ضوء العلاقات المتميزة التى تجمعهما. واستعرض الوزير، خلال اللقاء، ملامح جهود الإصلاح والتطوير التى نفذتها الوزارة فى الشركات التابعة لها، وبينها تعديلات القانون المنظم لعمل الشركات، وميكنة نظم العمل بتطبيق برنامج ERP، والتسويق المركزى ولجان الاستثمار بالشركات القابضة، وتطوير دليل الحسابات، وحصر الأصول غير المستغلة وتغيير استخدامها لتعظيم قيمتها. وأشار «توفيق» إلى بعض المشروعات الصناعية الذى يجرى تنفيذها بالشركات، وأبرزها تنفيذ خطة إصلاح وتطوير شامل لشركات القطن والغزل والنسيج، بتكلفة استثمارية تتجاوز 21 مليار جنيه، والتجربة الناجحة لزراعة أقطان قصيرة التيلة بمنطقة شرق العوينات لإحلال الواردات، وصناعة المركبات، ومنها «السيارات الكهربائية»، حيث يجرى بواسطة استشارى عالمى اختيار شريك لإنتاج هذه النوعية بشركة النصر للسيارات، إلى جانب مشروع إنتاج أتوبيسات للعمل بالغاز وأخرى بالكهرباء بالشركة الهندسية للسيارات، وكذلك مشروع إنتاج الإطارات، خاصة ل«الجرارات الزراعية»، إلى جانب توسعات شركة مصر للألومنيوم لزيادة الطاقة الإنتاجية وتوفير استهلاك الكهرباء، بالإضافة إلى تطوير شركة الصناعات الكيماوية المصرية وإنشاء مصنع كيما 2 بأسوان لإنتاج الأسمدة (أمونيا/ يوريا) باستثمارات 11.6 مليار جنيه. وقدّم «توفيق» هدية تذكارية إلى الوزيرة البلغارية- عبارة عن إحدى المنتجات الجديدة لشركات الغزل والنسيج التابعة للوزارة تحت العلامة التجارية الجديدة «nit»، فى المقابل أهدته «فيزيفا» تذكارًا من بلغاريا. ورحبت «فيزيفا» بالتعاون مع الجانب المصرى، مشيدة باهتمام الحكومة المصرية بتعميق التصنيع المحلى وإحلال الواردات من الخارج، وفندت فرص التعاون ومجالات الخبرة لدى الجانب البلغارى، خاصة فى مجالات تكنولوجيا المعلومات والزراعة والتصنيع الزراعى وإنتاج المركبات الكهربائية، ونقل البضائع وصناعة المنتجات الكيماوية، إلى جانب إدارة المشروعات والمبانى والتنمية البشرية. وشمل لقاء وليد جمال الدين، المدير التنفيذى للهيئة العامة للمنطقة للاقتصادية لقناة السويس، مع «فيزيفا»، بحث سبل التعاون المشترك مع الهيئة، وفرص الاستثمار بالمنطقة، والتعرف على الصناعات الموجودة والمستهدفة للمنطقة فى مجالات متنوعة. وقدّم «جمال الدين» عرضاً وافياً عن المنطقة وأهميتها كمركز اقتصادى متكامل على المستويين الإقليمى والعالمى، والتطورات التى تشهدها، وكذلك ما تتمتع به من مميزات، سواء بالموقع الجغرافى أو الحوافز الضريبية والجمركية، وما تتمتع به المنطقة من وجود 6 موانئ بحرية ملاصقة للمناطق الصناعية التابعة، تخدم على مشروعاتها القائمة، وأيضاً مدى استفادة المستثمرين والشركات العاملة من متاخمة الموانئ لمشروعاتهم الذى يسهل من حركة الاستيراد والتصدير للأسواق العالمية، نظراً لإطلالتها على البحرين الأحمر والمتوسط، مروراً بأهم مجرى ملاحى عالمى «قناة السويس». من جانبها، أبدت الوزيرة البلغارية تطلع بلادها إلى التعاون مع الهيئة، خاصة أن فرص الاستثمار بالمنطقة للجانب البلغارى واعدة، وكذلك التطلع لإنشاء منطقة اقتصادية داخل اقتصادية قناة السويس على غرار المناطق الاقتصادية التى وقعت دولها اتفاقيات مع المنطقة، وآليات إنشاء هذه المنطقة والحوافز التى ستتمتع بها والفرص أمام الشركات البلغارية. وأكدت «فيزيفا» أن بلغاريا تدرس أفضل طرق التعاون مع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وأشادت بما تشهده مصر من مشروعات تنموية ضخمة وتطورات هامة على مختلف الأصعدة، وبالنشاط الملحوظ فى تعميق وتوطين الصناعات التى يتجه العالم نحوها، قائلة: «أنتم على الطريق الصحيح».
