«البجا» يهدد بإغلاق موانئ وطرق شرق السودان بعد 4 ديسمبر

أكد الأمين السياسى لمجلس البجا، الناطق الرسمى باسم تنسيقية شرق السودان، سيد على أبو آمنة، أنه سيتم إغلاق موانئ شرق السودان والطرق الرئيسية فى الموعد المحدد، بعد 4 ديسمبر الجارى؛ حال عدم استجابة المجلس السيادى، لمطالب إلغاء مسار الشرق بجوبا، وإعلان المنبر التفاوضى الخاص بالقضية.
وقال «أبو آمنة»، ل«المصرى اليوم»: «رغم ذلك؛ فإننا نتوقع استجابة المجلس السيادى لمطالبنا قبل انتهاء المهلة، وإذا أصرّ على عدم إلغاء مسار الشرق بجوبا سيتم تنفيذ الإغلاق فى موعده، حيث تنتهى المهلة التى تم إعلانها وقت إنهاء إجراءات الغلق فى شرق السودان لمدة شهر».
وأضاف «أبو آمنة» أن رفع الإغلاق كان متوافقًا مع قرارات القائد العام للقوات المسلحة السودانية، الفريق أول عبدالفتاح البرهان فى 25 أكتوبر الماضى، حيث تم فض الاعتصام فى 1 نوفمبر الماضى، معلقًا: «وبالتالى نحن أعطينا المجلس السيادى والحكومة مهلة 4 أيام بعد انتهاء المهلة الأساسية لتنفيذ مطالبنا».
وبشأن الاجتماعات التى عقدها عدد من أعضاء المجلس والسيادى مع رئيس مجلس نظارات البجا والعموديات المستقلة، الناظر محمد الأمين ترك، ورئيس والأمين العام للجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة، لمناقشة قضية شرق السودان، أكد «أبو آمنة»، أن لقاء عضو مجلس السيادة، عبدالباقى عبدالقادر، مع «ترك»، ناقش مجمل الأوضاع الصحية بولايات الشرق ال3، والحاجة الماسة لمستشفياتها، وضرورة توفير المستلزمات الطبية لمكافحة كورونا، حيث تعهد بالعمل على توفير كل ما هو ضرورى وعاجل لمجابهة انتشار الفيروس بشرق البلاد، وبالتالى لم يتطرق إلى قضية شرق السودان، حسب البيان الذى صدر عن المجلس السيادى.
وفيما يتعلق بموقف «مجلس البجا» من الجهود التى يبذلها الجيش السودانى لتحرير الأراضى السودانية فى «الفشقة» بشرق السودان، شدد «أبو آمنة»، على أنهم يقفون مع الجيش السودانى فى خندق واحد وضد أى اعتداء يتم على الأراضى السودانية من قبل الميليشيات الإثيوبية، ويدعمون هذه القضية الوطنية لاسترداد هذه القطعة إلى السودان.
والتقى عضو مجلس السيادة الانتقالى، عضو اللجنة المكلفة بحل أزمة شرق السودان، الدكتور عبدالباقى عبدالقادر الزبير، بمكتبه بالقصر الجمهورى، أمس الأول، رئيس الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة، الأمين داؤود، وذكر بيان صادر عن المجلس السيادى أن اللقاء بحث السبل الكفيلة بمعالجة قضية وأزمة شرق السودان، فى إطار اللجنة التى تم تشكيلها برئاسة نائب رئيس مجلس السيادة، الفريق أول محمد حمدان دقلو، لإيجاد حل للمشكلة، منوهًا بأهمية أن تضع الدولة رؤية واضحة لهذه الأزمة للتعامل معها.
وأشار «داؤود» إلى أنهم قدموا لعضو مجلس السيادة رؤيتهم للمساهمة فى معالجة المشكلة، مؤكدًا أن الوفاق السياسى والاجتماعى يمثل أهم ركائز تحقيق الاستقرار والأمن والسلام فى السودان عمومًا وفى شرق السودان بصفة خاصة، وشدد على أهمية معالجة قضية أزمة شرق السودان عن طريق فصل الملفين السياسى والاجتماعى، منوهًا بضرورة أن يواجه أصحاب «مسار الشرق» هذه القضايا بكل شجاعة، والجلوس معًا للوصول لتوافق، ولتنسيق وتضافر الجهود بين أبناء الشرق والدولة، بهدف تجاوز الأزمة.
وأشاد «داؤود» بالجهود المقدرة التى بذلها «دقلو»، والتى تكللت بتوقيع «اتفاق جوبا» لسلام السودان، مجددًا ثقتهم فى قدراته كرئيس للجنة التى تم تكليفها بحل وطى ملف أزمة شرق السودان فى القريب العاجل.
وخلال لقاءٍ آخر مع عضو مجلس السيادة الانتقالى، الطاهر أبوبكر، بحث «داؤود» تطورات الأزمة، حيث ذكر بيان أن الأول أكد على ضرورة تجاوز خطاب الكراهية والاستعلاء السياسى وتعزيز قضية المواطنة من أجل الوحدة الوطنية.
بدوره، أوضح الأمين السياسى للجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة، جعفر محمد الحسن، أن اللقاء يأتى فى إطار سعى الجبهة الشعبية للتعرف على رؤية اللجنة التى شكلها مجلس السيادة، لمعالجة قضية شرق السودان، باعتبار أن «الطاهر» عضو بها، لافتًا إلى أنها قضية سياسية فى المقام الأول، ويجب أن تكون معالجتها عبر مسارين سياسى واجتماعى، لا سيما أن الجبهة مستعدة لطرق أى باب فى سبيل حل الأزمة، غير أنها لن تفرط فى مكتسبات وحقوق أهل الشرق.
فى سياق آخر، ذكرت تقارير إعلامية أن الاشتباكات تجددت أمس على الحدود السودانية الإثيوبية، بعد تعرّض مناطق حدودية إلى قصف مدفعى إثيوبى، ما دفع الجيش السودانى للرد عليه، وقال مراسل «روسيا اليوم» إن الاشتباك الذى وقع فجر أمس لم يسفر عن سقوط قتلى أو مصابين.
وتفقد «البرهان»، أمس الأول، القوات السودانية المتمركزة فى منطقة «بركة نورين» بمدينة الفشقة بولاية القضارف، وذلك فى أعقاب الاعتداءات الإثيوبية عليها، والتى أدت إلى استشهاد 6 من أبناء القوات المسلحة السودانية، وإصابة أكثر من 31 من الضباط والجنود.
ولفت «البرهان» إلى التزام السودان بعلاقات حسن الجوار مع إثيوبيا، حيث لا يوجد أى عداء بين البلدين، وجدد تأكيده بأن «الفشقة» أرض سودانية خالصة، متعهدًا بعدم التفريط فى أى شبر من أرض السودان، خاصة أن الشعب السودانى يقف بجانب قواته المسلحة، ويساندها لبسط سيطرتها على كامل التراب الوطنى.
ودعا «البرهان» إلى الانخراط فى أنشطتهم الزراعية والتفرّغ لشواغلهم الحياتية، مؤكدًا عزم القوات المسلحة على حمايتهم من أى مهددات، والتزامها بتأمين مزارعهم.
وشهدت «الخرطوم»، أمس، خروج مئات السودانيين فى تظاهرات دعت إليها بعض القوى السياسية والحزبية السودانية، رفضًا لقرارات «البرهان» فى 25 أكتوبر الماضى، مطالبين بدولة مدنية فى السودان، وأكد رئيس مجلس الوزراء السودانى، عبدالله حمدوك، أن أول بند فى الاتفاق الإطارى تحدث عن الوثيقة الدستورية، كما أتاح البند الثانى إمكانية تعديلها، ما يفتح الطريق لخارطة طريق لاستكمال ما تبقى من الفترة الانتقالية.
وقال «حمدوك»، فى صفحة مكتب رئيس الوزراء على «فيسبوك»، معلقًا على الاتفاق الإطارى: «نتجه إلى مناخ سياسى لا يسمح بضرب المتظاهرين، لأن حق التظاهر حق انتزعه السودانيون عبر عشرات السنين من النضال، وأدعو لجان المقاومة وكل القوى الحية لممارسة الديمقراطية».