معبد الشمس.. أثر مفقود منذ 4500 عام فى صحراء أبوغراب

معبد الشمس واحد من أكبر الاكتشافات المصرية، تم العثور عليه فى صحراء أبوغراب جنوب القاهرة بين سقارة والجيزة، إذ دفن المعبد فى الصحراء منذ 4500 عام، أى يعود تاريخه إلى منتصف القرن الخامس والعشرين قبل الميلاد.
وتشير المصادر التاريخية إلى أن 6 معابد شمسية تم تشييدها إجمالًا، ولم يتم العثور إلا على 2 منها فقط، ليكون بذلك المعبد هو الثالث الذى جرى العثور عليه، إذ إن معابد الشمس أقيمت كلها فى صحراء أبوغراب.
فى عام 1898، اكتشف علماء الآثار معبد الشمس لنيوسيرا، المعروف أيضًا باسم نيوسير إينى أو نيوسيرا الملك السادس من الأسرة الخامسة، الذى حكم مصر 30 عامًا، أى بين 2400 و2370 قبل الميلاد، وأنه تم بناء المعبد فوق بقايا معبد آخر.
علماء الآثار فى القرن التاسع عشر حفروا جزءا صغيرا جدا من معبد الشمس، المصنوع من الطوب اللبن أسفل المعبد الحجرى لنيوسيرا، وأشاروا إلى أن هذه الرحلة كانت لبناء سابق لذات المعبد، إلا أنهم اكتشفوا أن معبد الشمس مختلف تماما عن سابقه، وتم تشييده قبل نيوسيرا.
رأى علماء الآثار بعد إزالة الحطام والأجزاء الصغيرة من المعبد مدخلا ضخما يشير إلى مبنى جديد له قواعد لعمودين من الحجر الجيرى الأبيض، وعتبة من الحجر الجيرى أيضًا. البناء الأصلى لمعبد الشمس كان مصنوعًا بالكامل من الطوب اللبن، وعُثر أيضًا على عشرات من جِرار (برطمانات) البيرة السليمة أثناء الحفر، بعض الجِرار مليئة بالطين الطقسى، والذى كان يستخدم فقط فى طقوس دينية محددة، كما أن الفخار يرجع تاريخه إلى منتصف القرن الخامس والعشرين قبل الميلاد، أى قبل جيل أو جيلين من حياة نيوسيرا.
تشمل الاكتشافات أختامًا منقوشة بأسماء الملوك الذين حكموا قبل نيوسيرا، والتى كانت تستخدم فى السابق كسدادات للجرار.
معبد الشمس الخاص بالملك نيوسيرا ذو تصميم مشابه جدًا لمبنى من الطوب الطينى، ولكنه أكبر حجمًا ومصنوع من الحجر. أما المعبد المبنى من الطوب اللبن فلم يكن ليُشيد من قبل نيوسيرا، لأن الملوك المصريين ليسوا معروفين ببناء المعابد بالطوب ثم أعادوا بناءها فيما بعد باستخدام الحجر.
حكم فراعنة الأسرة الخامسة ما يقرب من 150 عامًا، منذ أوائل القرن الخامس والعشرين قبل الميلاد، حتى منتصف القرن الرابع والعشرين قبل الميلاد (من عام 2494 إلى عام 2345 قبل الميلاد).