أعرب الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، عن ترحيب الحكومة بالتعاون مع عدد من الشركات العالمية لتنفيذ عدد من المشروعات في مصر في مجالى تحلية مياه البحر وإنتاج الطاقة المتجددة، لافتًا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يتابع بشكل دورى كل ما تتم مناقشته من مجالات تعاون مع الشركات الجادة الراغبة في الاستثمار في مصر، ولاسيما في القطاعات التي تمثل أولوية للدولة المصرية. واجتمع «مدبولى»، أمس، مع ريموند كارلسن، الرئيس التنفيذى لشركة «سكاتك» النرويجية للطاقة المتجددة، وهيلدا كليمتسدال، سفيرة النرويج لدى القاهرة، وناصف ساويرس، الرئيس التنفيذى لشركة «فيرتيجلوب» المملوكة لشركتى «أوراسكوم الهولندية OCI N.V»، و«أدنوك» الإماراتية، وممثلى شركتى «أوراسكوم» للإنشاءات، و«ماتيتو» لإدارة ومعالجة المياه؛ وذلك لمتابعة ما سبق طرحه من فرص للتعاون في مجال تحلية مياه البحر باستخدام الطاقة المتجددة، ومجال إنتاج الهيدروجين الأخضر. وأشار رئيس الوزراء إلى أن الدولة تولى اهتمامًا خاصًا لزيادة كميات المياه المُحلاة بوتيرة متسارعة، ولاسيما في ضوء الفقر المائى الذي تعانى منه مصر منذ فترة ومحدودية موارد المياه العذبة، لافتًا في هذا الصدد إلى أن مصر تمكنت خلال أربع سنوات من مضاعفة إنتاجيتها عشر مرات، حيث كان معدل الإنتاج 80 ألف متر مكعب من المياه المحلاة يوميًا، وأصبح اليوم 800 ألف متر مكعب، مضيفًا أن الحكومة تهدف إلى إحداث زيادة نوعية في هذه النسب لتصل إلى 3.5 مليون متر مكعب من المياه يوميًا خلال السنوات الخمس القادمة، ثم 6.5 مليون متر مكعب خلال عشر سنوات. وقال «مدبولى» إن الدولة تسعى إلى إنشاء محطة تحلية كبيرة في منطقة قناة السويس، في بورسعيد أو الإسماعيلية، بطاقة 1.4 مليون متر مكعب يوميا، مضيفًا أن صيانة واستدامة هذا المشروع يعد بمثابة قضية أمن قومى لمصر، لذا فإن نقل التكنولوجيا وتوطين الصناعة هما جزء لا يتجزأ من أي تعاون مطروح. وناقش الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء، والدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط، مع ممثلى الشركات الحاضرة، جوانب التعاون المقترح في مجال تحلية مياه البحر، وأكدوا ضرورة أن يتضمن مقترح التعاون تقديم أسعار تنافسية وفى ذات الوقت جودة عالية، وأن يضمن توطين الصناعة ونقل التكنولوجيا، وتدريب الكوادر الفنية المصرية، فضلًا عن توفير استثمار أجنبى مباشر. وأكد ريموند كارلسن، الرئيس التنفيذى لشركة «سكاتك» النرويجية، أهمية أن يضمن المشروع لمصر توطين الصناعة ونقل التكنولوجيا، وأن يتم إشراك الأكاديميين والكوادر من الشباب في هذه العملية، لافتًا في هذا الصدد إلى أنهم يبحثون مقترح إنشاء خط تجميع محلى للأغشية المستخدمة في تحلية المياه. في سياق موازٍ، شهد رئيس مجلس الوزراء مراسم توقيع اتفاقية إنتاج الهيدروجين الأخضر بكميات تتراوح بين 50 و100 ميجاوات كمادة وسيطة لإنتاج الأمونيا الخضراء، بين صندوق مصر السيادى وشركتى «سكاتك» النرويجية للطاقة المتجددة، و«فيرتيجلوب». وبموجب الاتفاقية، تتولى «سكاتك» إقامة وتشغيل منشأة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بكميات تتراوح بين 50 و100 ميجاوات، سيتم توريدها للشركة المصرية للصناعات الأساسية «EBIC» المملوكة لشركة «فيرتيجلوب»، الرائدة في مجال إنتاج الأمونيا، والتى ستستخدم الهيدروجين الأخضر كمادة وسيطة تكميلية لإنتاج أكثر من 45 طنًا متريًا من الأمونيا الخضراء سنويًا بموجب عقد شراء طويل الأجل، وسيقام المشروع بالقرب من منشآت «EBIC» في المنطقة الصناعية الواقعة بالعين السخنة. وقال «مدبولى» إن المشروع الذي سيتم تنفيذه بموجب هذا الاتفاق يعد الأول من نوعه في مصر والمنطقة، قائلًا: «إن ما نشهده اليوم يعد الخطوة الأولى نحو تطوير مشروعات الهيدروجين الأخضر في مصر، ويترجم استراتيجية الدولة للتوسع في مجالات الطاقة النظيفة والخضراء، وزيادة مساهمة نسبة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الكهربائية». وأكد أيمن سليمان، رئيس صندوق مصر السيادى، أن «سكاتك» و«فيرتيجلوب» شركتان رائدتان في إنتاج الهيدروجين الأخضر، لتوفير منتج استثمارى فريد من نوعه يحقق عوائد مالية ويدعم تنمية الاقتصاد الأخضر بشكل عام. وأضاف أن الصندوق تجسيد لرؤية مصر 2030، إذ تم إنشاؤه لتحقيق التنمية المستدامة والاستثمار في المجالات ذات الأثر التنموى، ويمثل هذا المشروع نقطة انطلاق الصندوق نحو بناء محفظته الاستثمارية الخضراء، وبداية للعديد من الاستثمارات المستقبلية المماثلة. ولفت «كارلسن» إلى أن تطوير مشروع الهيدروجين الأخضر سيتم إنجازه بالاعتماد على خبرة «سكاتك» الطويلة في تطوير المشاريع وتمويلها، وإقامة مشروعات الطاقة المتجددة في الأسواق الناشئة. وعبّر أحمد الحوشى، الرئيس التنفيذى لشركة أوراسكوم الهولندية، عن سعادته للتعاون مع «سكاتك»، قائلًا: «سننشر معًا تقنية رائدة على مستوى العالم لتكثيف محفظة إنتاج الأمونيا الخضراء لدينا، وزيادة استثماراتنا منخفضة الكربون»، مضيفا أن مشاركة الصندوق في المشروع يؤكد التزام مصر بأن تصبح رائدة عالميًا في مجال الطاقة المتجددة، مؤكدًا أن شركة «فيرتيجلوب» أصبحت على نحو متزايد نقطة انطلاق مثالية لاقتناص فرص النمو الهائلة التي يوفرها اقتصاد الهيدروجين الأخضر. وشهد رئيس الوزراء، أيضًا، توقيع اتفاقيتين بشأن مشروع محطة توليد الكهرباء من طاقة الرياح بقدرة 500 ميجاوات بمنطقة خليج السويس، بين وزارة الكهرباء وتحالف شركات «أوراسكوم، وإنجى للطاقة، وتويوتا تسوشو»، واختصت الاتفاقية الأولى بالانتفاع بالأرض لصالح مشروع إنشاء محطة توليد الكهرباء من طاقة الرياح بقناة السويس، فيما جاءت الثانية بخصوص شراء الطاقة من مشروع محطة توليد الكهرباء من طاقة الرياح بقناة السويس. وأشاد الدكتور محمد شاكر بالجهود التي تبذلها وزارة الكهرباء بالتعاون مع القطاع الخاص لتنفيذ مشروعات إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، لافتًا إلى أن تلك الجهود تأتى في إطار تنفيذ استراتيجية الوزارة للوصول إلى نسبة 42% من إجمالى التوليد من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2035. وأوضح أن الشركة المصرية لنقل الكهرباء وقعت أكتوبر الماضى اتفاقية شراء الطاقة واتفاقية الربط بالشبكة مع شركة البحر الأحمر لطاقة الرياح التابعة لاتحاد الشركات المذكور لمشروع إنشاء محطة طاقة رياح بقدرة 500 ميجاوات بنظام BOO (البناء والتملك والتشغيل) بمنطقة خليج السويس لمدة 20 عاما. وأضاف وزير الكهرباء أن التكلفة الاستثمارية للمشروع تبلغ 600 مليون دولار أمريكى، لافتًا إلى أنه من المتوقع تحقيق التشغيل التجارى للمشروع في 2024، مؤكدًا أن هذا المشروع من شأنه تحقيق وفر في انبعاثات غاز ثانى أكسيد الكربون قدره مليون طن سنويًا تقريبًا في العام. وأشار إلى أن هذا المشروع سيوفر أيضًا 1100 فرصة عمل مباشرة أثناء فترة الإنشاء، فضلًا عن عدد كبير من الوظائف ذات الصلة بخدمات المساعدة من توريدات ونقل وخلافه، بالإضافة إلى التصنيع المحلى لبعض معدات المشروع.
