انطلاق أول رحلة «سياحية» إلى الفضاء بركاب عاديين

فى تحول تاريخى نحو تعزيز سفر المواطنين والرحلات التجارية حول الأرض، انطلق 4 أمريكيين، مساء أمس الأول، بنجاح إلى الفضاء على متن مركبة فضائية يحملها صاروخ تابع لشركة «سبيس إكس» الأمريكية، فى أول رحلة فى تاريخ البشرية تقتصر على ركاب عاديين، ليس من بينهم أى رائد فضاء محترف، ضمن مهمة «إنسبيريشن 4» التى تستمر 3 أيام فى مدار الكوكب.
وتدور المركبة الفضائية «فالكون 9»، التابعة لشركة «سبيس إكس» بالأمريكيين ال4 حول الأرض لمدة 3 أيام، وانطلقت من منصة الإطلاق الأسطورية «39- أ» فى مركز كينيدى الفضائى التابع لوكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، فى كيب كنافيرال بولاية فلوريدا الأمريكية.
ووسط كرة ضخمة من اللهب، ارتفعت المحركات التسعة بالمركبة الفضائية، فى مهمة أُطلق عليها اسم «إنسبيريشن 4»، التى تستهدف الوصول إلى ارتفاع 575 كيلومترًا فوق سطح الأرض، وهى نقطة أعلى من مدار محطة الفضاء الدولية، وعند هذا الارتفاع تدور الكبسولة كرو دراجون حول الكرة الأرضية دورة كاملة كل 90 دقيقة بسرعة تبلغ نحو 27360 كيلومترًا فى الساعة، أى ما يقترب من 22 ضعف سرعة الصوت.
وبعد دقائق من انطلاقها، انفصلت الطبقة الأولى من المركبة الفضائية وعادت دون مشكلات إلى الأرض، إذ سيُعاد استخدامها، وبعد 12 دقيقة من إقلاع المركبة انفصلت الطبقة الثانية عن الكبسولة «دراجون»، ليبدأ السياح دورانهم فى مدار الأرض.
وقال الملياردير الأمريكى جاريد إيزاكمان، قائد المهمة، الذى استأجر الرحلة: «قلة ذهبوا من قبل، وكثيرون سيتبعونهم بعد ذلك، الباب يُفتح الآن.. إنه أمر مدهش حقًا».
وشارك فى الرحلة 4 من هواة السفر للفضاء، بينهم 3 مواطنين أقل ثراءً، ويقودهم «إيزاكمان»، مؤسس شركة التجارة الإلكترونية «شفت فور بيتمنس»، رئيسها التنفيذى، وقدم «إيزاكمان» مبلغًا ضخمًا لإيلون ماسك، مالك شركة «سبيس إكس» ليقوم بالرحلة مع زملائه، وقدرت مجلة «تايم» الأمريكية ثمن تذكرة المقاعد الأربعة ب200 مليون دولار.
وظهر «إيزاكمان»، 38 عامًا، وزملاؤه شيان بروكتور، 51 عامًا، وهايلى أرسينو، 29 عامًا، وكريس سيمبروسكى، 42 عامًا، وهم مُثبَّتون فى المقصورة المضغوطة لكبسولة من نوع «كرو دراجون» البيضاء، التابعة ل«سبيس إكس»، وهم يرتدون ملابس الفضاء.