طالبت منظمة الصحة العالمية الدول الغنية بتجميد توزيع الجرعة الثالثة، المُعزِّزة للقاحات المضادة لفيروس كورونا، حتى سبتمبر المقبل على الأقل، سعيًا لتضييق الهوة بين الدول الغنية والفقيرة فى نسبة توافر اللقاحات. وشدد مدير المنظمة، أدهانوم جبريسوس، على أهمية «قلب الوضع بسرعة»، وتوجيه غالبية اللقاحات إلى الدول الفقيرة، عوضًا عن توجيهها إلى البلدان الغنية. وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، مساء أمس الأول، إن المنظمة تدعو إلى وقف إعطاء الجرعات المنشطة من اللقاحات المضادة لمرض كوفيد- 19، حتى نهاية سبتمبر المقبل على الأقل، والهدف من هذه الخطوة هو ضمان تطعيم 10% من سكان كل دولة. وقالت مديرة قسم التطعيم واللقاحات والمنتجات الحيوية فى منظمة الصحة العالمية، كاثرين أوبراين: «نريد التركيز على أن يحصل الناس الأكثر عرضة لخطر المرض والوفاة على الجرعتين الأولى والثانية». ورَدَّ البيت الأبيض، رافضًا دعوة منظمة الصحة، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكى: «إنه بديل خاطئ»، مضيفة: «نعتقد أن بإمكاننا القيام بالأمرين.. لسنا بحاجة إلى أن نختار» ما بين توفير جرعة ثالثة للأمريكيين- وهذا لم يتقرر رسميًا بعد فى مطلق الأحوال- ومساعدة الدول الفقيرة. وكانت تصريحات منظمة الصحة تعليقًا على إعلان ألمانيا وإسرائيل عن حملات لتوزيع جرعة ثالثة «مُعزِّزة» من اللقاحات التى تتطلب جرعتين، وسوف تُخصص هذه الجرعات المُعزِّزة بشكل أساسى للمُسِنّين، الذين لا ينتج نظامهم المناعى كمية كافية من الأجسام المضادة، رغم تلقيهم اللقاح كاملًا. وطالب رئيس منظمة الصحة العالمية بأن يستمر التجميد، حتى نهاية سبتمبر المقبل، سعيًا لتحقيق الهدف، الذى حدده فى مايو الماضى، (تلقيح 10% من سكان العالم ضد كوفيد)، الذى أودى بحياة 4.2 مليون، منذ ظهوره نهاية 2019، حسب الأرقام الرسمية، وأصاب نحو 200 مليون حول العالم. وأشارت ماريانجيلا سيماو، المُكلَّفة بالوصول إلى الأدوية فى منظمة الصحة، إلى أنه من المهم أن تعتمد الشركات أسعارًا معتدلة، وشددت على أنه فى وضع طبيعى للسوق، من المفترض أن تنخفض الأسعار وليس أن ترتفع، مُذكِّرة بأن شركتى «فايزر» و«موديرنا» لم تنجحا فى زيادة إنتاجهما، بل عزّزتا إنتاجيتهما. وتابعت: «نطالب الشركتين بالإبقاء على أسعار متدنية يمكن تحملها». وسجلت دول العالم نحو 600 ألف حالة يومية بمعدل وسطى فى الأيام السبعة الأخيرة، بارتفاع 68% مقارنة بأدنى مستوى لها فى منتصف يونيو الماضى، الذى بلغ 360 ألف إصابة فى اليوم، بسبب انتشار المتحورة «دلتا»، شديدة العدوى، التى رُصدت للمرة الأولى فى الهند. وعلى صعيد جهود التلقيح، أعلنت السلطات الصحية البريطانية توسيع حملة التطعيم لتشمل الفتيان ذوى 16 و17 عامًا، وعدم تلقيح مَن هم بين 12 و15 عامًا. وقررت اليابان، أمس، توسيع قيود الطوارئ لتشمل 8 مقاطعات أخرى، إضافة إلى المقاطعات ال6 التى تخضع منذ أيام لقيود مشددة لمكافحة ارتفاع حالات مرض كوفيد- 19، مع تنامى المخاوف من الضغوط على النظام الطبى فى طوكيو، التى تستضيف دورة الألعاب الأوليمبية. وطلبت الحكومة الهندية من سلطات الولايات فرض قيود قبل الاحتفال بمهرجانات فى أنحاء البلاد، محذرة من أن التكدس قد يؤدى إلى تسارع وتيرة انتشار فيروس كورونا.
