رغم تحقيقها انتشارًا ونسب استماع كبيرة، لاتزال المهرجانات الشعبية تلقى انتقادات عنيفة، ولايزال البعض يشن هجوما عليها، ورغم محاولات إدراج مغنيى المهرجانات الشعبية ضمن فئة المونولوجيست فى نقابة المهن الموسيقية، فإن كثيرين منهم لايزالون ممنوعون من الغناء وإحياء الحفلات الغنائية وآخرهم المغنيون حمو بيكا وعنبة وموزة، بقرار من نقيب الموسيقيين هانى شاكر، كما شن الملحن حلمى بكر عليهم هجوما عنيفا، معتبرا أغانى المهرجانات «حشرات» بحسب وصفه والجمهور «ملموم» عليها، فى حين دافع الشاعر د. مدحت العدل عنهم مشيدا بنجاحهم وانتشار ذلك اللون الغنائى داخل وخارج مصر. لدرجة تقديم رسائل ماجستير ودكتوراة عنهم، وعلى جانب آخر يقف خبراء اجتماع يحذرون من استمرار انتشار تلك الأغانى لما تفرزه من قيم سلبية ومسيئة وثقافة متدنية تساهم فى مزيد من تدهور الذوق العام، وآخرون يرون مغنيى المهرجانات عصاميون، دائما يتحدثون عن حياتهم، وصبرهم وكفاحهم للوصول إلى هذه المكانة والانتشار، إلا أنهم أيضا يتعرضون للانتقادات بعدما أصبحت لهم سمة أساسية، هى «الاستعراض» لممتلكاتهم وإكسسواراتهم الذهبية وإعلانهم عن فتح مطاعم ومحال تجارية، لعل آخرهم حمو بيكا الذى نشر صورا مؤخرا لأحدث سياراته ملونة بماء الذهب الصافى عيار 24 قيراطا. كما أن أحد فرق المهرجانات الشعبية الشهيرة تصور فيلما عن قصة حياتها، تروى فيه قصة كفاحها وكيف كانت وماذا أصبحت، وبكى مغنى المهرجانات، حسن شاكوش على الهواء، بعد إذاعة تقرير مصور مع أسرته وأفراد عائلته الذين أشادوا به وبمواقفه، معلّقًا: «تعبت كتير فى حياتى، والناس بتحكم عليا من بعيد وجه علىّ وقت كانت ظروفى المادية صعبة»، وأضاف خلال لقاء ببرنامج «كل يوم» المذاع على فضائية «on e»: «لدى عزة نفس ووالدتى كانت تقول لى ذلك، وكان يأتى علىّ وقت لا أملك أى أموال وليس لدى سوى مفتاح الشقة، وكنت أشترى ربع كيلو لبن علشان مفيش عشا فى البيت علشان أشبع». وتابع: «شرف لى أن أروى هذه المواقف، وأنا مبسوط بكل اللى وصلتله، ومهما أكرمنى الله وأعطانى سأقول هذا الكلام ولن أنساه أبدًا». ونشر المغنى عمر كمال عدة صور مؤخرا عبر حساباته الرسمية عبر مواقع التواصل الاجتماعى، ظهر خلالها، وهو يعمل فى بنزينة والأخرى بعد احترافه الغناء، وأيضا الصورة التى نشرها يظهر فيها عدد من الجوائز التى حصل عليها، وبينها درع «يوتيوب» الذهبى، وعلق عليها: «مفيش حاجة بتيجى بالساهل، هتقعد تقول أحط الشهادة فين وبص مين معاه وبص مين جاب إيه هتقف مكانك ومش هتتحرك، الدنيا والأيام بتجرى ولو ملكش قلب تسعى وتجازف وتجرب الدنيا هتفرمك وهتبقى زى الكتير اللى تايهين فيه، اركن شهادتك على جنب وشمر واشتغل وحقق حلم». واستنكر مغنى المهرجانات حمو بيكا، التعليقات التى دائمًا ما يراها على منشوراته عبر مواقع التواصل الاجتماعى، والتى تأتى من الأطباء والمهندسين وخريجى الكليات وأصحاب المؤهلات العليا، ووجه رسالة خاصة لمن يعترضون على الأموال الضخمة التى يحصل عليها من موقع «يوتيوب»، حيث إنهم يحصلون على رواتب بسيطة مقارنة به. وقال بيكا، خلال برنامج «لحظات جريئة» بفضائية «القاهرة والناس» إن من يتحدثون فى هذا الشأن، سواء أطباء أو مهندسين، سيظلون على ما هم عليه: «هو هيفضل طول حياته كده». وأضاف: «ركز فى شغلك حضرتك.. إنت مهندس هاتنى أبقى مهندس زيك إيه المشكلة.. إنت راجل أهلك صرفوا عليك وبقيت متعلم.. أنا راجل شقيت وطلعت من الصفر طول حياتى شقيان وتعبان». وتابع: «كنت بتعب وبنام فى الصحرا وعلى التراب والرملة.. وحضرتك كنت نايم فى فرشتك وأهلك بيعلموك ويصرفوا عليك». من ناحية أخرى، كشف الديزل وسعيد دولسيكا وإسلام شندى، أعضاء فرقة «المدفعجية» عن تقديمهم لفيلم عن قصة حياتهم، ويستعرضون خلاله أبرز وأنجح أغانيهم منها «مليونير» و«دولة» التى قدموها مع الفنانين نيللى كريم وآسر ياسين فى مسلسل «ب100 وش» الذى حقق نجاحا كبيرا رمضان قبل الماضى. من جانبها، قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، ل«المصرى اليوم»، أن مطربى المهرجانات ليس لديهم مشكلة، بل المشكلة تتمحور حول الثقافة والقيم الأخلاقية، بأنها أصبحت فى مستوى متدن. وأضافت: من الممكن أن تختفى ظاهرة المهرجانات، من حيث البرامج الثقافية لرفع مستوى القيم الأخلاقية، وبالتالى سوف يكون وعيا لدى الجمهور والمشاهدين هو الفيصل. وتابعت: عندما رأيت سمية الخشاب، وياسمين رئيس برفقة مطربى المهرجانات اندهشت من هذا الفعل، لأن هذه التجربة ستشجع بعض الفنانين، على خوض هذه التجربة، ووصفت هذه الظاهرة، التى خاضها الفنانون ب«الحشرات» التى تتجمع على الأضواء بحسب قولها، وأشارت إلى أن مطربى المهرجانات ليسوا عصاميين، إنما لديهم خلل فى الشخصية.
