أعلنت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق المهدى، أن روسيا يمكنها أن تسعى لإقناع إثيوبيا بتحكيم صوت العقل فى قضية سد النهضة، بينما أكد فريق التفاوض السودانى أن «الخرطوم» ستنفذ خياراتها بشأن السد الإثيوبى بعد رؤية نتائج اجتماع مجلس الأمن الدولى حول مشروع القرار التونسى الذى ناقشه الخميس الماضى. وقالت الوزيرة السودانية: «نقدّر موقف روسيا فى مجلس الأمن، برفض الإجراءات الأحادية الإثيوبية فى أزمة سد النهضة، والتى تضر بالسودان»، وأضافت، خلال مؤتمر مع نظيرها الروسى، سيرجى لافروف، فى موسكو: «نقدر الدعم الروسى للحكومة الانتقالية فى السودان، ونسعى لتعزيز التعاون مع روسيا فى مختلف المجالات». واستكملت الوزيرة التى تزور «موسكو» فى الوقت الحالى: «ستشمل مباحثاتى فى موسكو الأوضاع فى منطقتنا والتطورات الأخيرة الخاصة بقضية سد النهضة.. وستتضمن شرح وتوضيح مواقفنا ووجهة نظرنا فى قضية سد النهضة وسلوك إثيوبيا المتعنت تجاهنا، سواء كان فى سد النهضة أو فى الحدود المشتركة بيننا، ويمكن لروسيا بما لديها من علاقات طيبة مع إثيوبيا أن تسعى إلى إقناع الجانب الإثيوبى بتحكيم صوت العقل والوصول إلى اتفاق يضمن مصالح الدول ال3 وعدم الإضرار بالسودان». وأعربت عن أملها فى أن يقوم المجتمع الدولى بلعب دور فاعل يسهم فى هذا الملف بما يدعم الاستقرار الإقليمى، وأن يأخذ الأمر بجدية فى إطار الدبلوماسية الوقائية، وتابعت: «كما هو معلوم هناك مشروع قرار لايزال قيد النظر أمام مجلس الأمن، وأهم بند فيه بجانب الدعوة المتفق عليها من كل الأطراف بتولى الاتحاد الإفريقى المعزز بالشركاء الدوليين لملف التفاوض بين الدول ال3 ليفضى إلى اتفاق قانونى مُلزم وشامل بشأن سد النهضة فى زمن محدد، هو عدم إقدام أى من الأطراف ال3 على إجراء أحادى يضر بالبقية، ولذلك فإن تأكيد عدم قيام إثيوبيا بملء ثانٍ أحادى يضر بصورة مباشرة بالسودان يصبح أمرًا عاجلًا ومهمًا». وأشارت إلى أن الشركات الروسية فى السودان ستستمر فى عملها، فى ظل السعى لجذب المزيد من الشركات والاستثمارات الروسية، إذ يمكن للسودان أن تكون سوقًا للمعدات الروسية، منوهة بأن مجلس السيادة والحكومة يستعدان لاتخاذ قرار بشأن استضافة مركز لوجيستى للبحرية الروسية على البحر الأحمر. وفى الوقت نفسه، أعرب فريق التفاوض السودانى فى أزمة سد النهضة عن استنكار «الخرطوم» لعدم تزويد إثيوبيا بلاده بمعلومات تفصيلية عن حجم ومناسيب المياه المتدفقة إلى سد النهضة خلال فترة الملء، وقال المتحدث باسم الفريق، عمر الفاروق كامل، مع قناة «سودانية 24»، إن هذه المعلومات ضرورية لسلامة السدود السودانية، وأضاف: «سعة سد الروصيرص تبلغ 7 مليارات متر مكعب، وسعة سد النهضة تبلغ 74 مليارًا، وإذا لم تكن لدينا معلومات يومية عن حجم التدفقات فلن نستطيع تشغيل سد الروصيرص.
