زحام كبير بمعرض الكتاب رغم ارتفاع درجة الحرارة

شهد معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الاستثنائية ال52 إقبالًا جماهيريًا كثيفًا، أمس، منذ فتح أبوابه. وكانت العائلات هى الأكثر حرصًا على المشاركة، فيما قامت إدارة المعرض بتوفير «طفطف» للزائرين للتنقل بين الصالات والأجنحة، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة الشديد.
وأعلنت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، أن المعرض استضاف فى اليوم الأول 72 ألف زائر، مما يثبت وعى وحرص أبناء الوطن على القراءة والاطلاع، وأبدت سعادتها بإقامة هذه الدورة رغم التحديات بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس.
وأضافت أن الدورة الاستثنائية جاءت لدعم الناشرين وصناعة النشر فى مصر والعالم العربى، لافتة خلال لقائها فريق المنصة الإلكترونية للمعرض إلى أن تذاكر المعرض مجانية، ولا يمكن الدخول إلا من خلال المنصة الإلكترونية، وهو ما يعد إنجازًا كبيرًا ويرسخ فكرة الحجز الإلكترونى فى الدورات المقبلة.
وأوضحت أن تجربة الوزارة مع فيروس كورونا نتج عنها تطوير للمحتوى الفكرى، فضلا عن توثيق كل الإنتاج الإبداعى لأنه يشكل ثروة قومية، مشيرة إلى أن الوزارة قدمت تسهيلات لكبار السن وغير القادرين على التعامل الإلكترونى والسماح لهم بالدخول، على ألا يزيد الإقبال اليومى على 100 ألف زائر.
وأشادت «عبدالدايم» بما وصفته التزام جمهور معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته ال52 بالإجراءات الاحترازية التى أقرتها الدولة للوقاية من فيروس كورونا.
وقال الدكتور هيثم الحاج على، رئيس الهيئة المصرية للكتاب، إن مبادرة «ثقافتك كتابك» التى أطلقتها وزيرة الثقافة شهدت إقبالًا كبيرًا من زوار معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته ال52، حيث تتراوح أسعار الكتب فيها من 1 إلى 20 جنيها، إلى جانب الإقبال من زوار المعرض على إصدارات الهيئة المصرية العامة للكتاب وأجنحة الهيئة العامة لقصور الثقافة ودار الإفتاء وجناح الكتب التعليمية وأجنحة الأطفال.
وأضاف «الحاج على» أن التنظيم الجيد للمعرض أتاح للجمهور الوصول إلى الأجنحة بسهولة ويسر، سواء من خلال الخريطة الموجودة على المنصة أو الخرائط الإرشادية فى أرجاء المكان، والمساعدة المقدمة من المتطوعين المنتشرين فى كافة الأجنحة لإرشاد الجمهور، والتأكد من التزام الجميع بالإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا.
فيما أشاد الزائرون بتنظيم المعرض وسهولة الدخول للصالات والقاعات، فضلا عن خدمة التنقل المجانى بين الصالات.
وقالت شيماء سليم، كاتبة شابة، إنها جاءت من الإسكندرية مع أسرتها للمشاركة فى الترويج لكتابها، موضحة أن المعرض فرصة للتواصل بين الأدباء ودور النشر، بالإضافة للتواصل مع الجمهور والتعرف على رأيهم فى العمل الإبداعى.
فى سياق متصل، يقدم جناحا الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين بمعرِض القاهرة الدولى للكتاب لزوارهما كتاب «الإمام والبابا والطريق الصعب.. شهادة على ميلاد وثيقة الأخوة الإنسانية»، لمؤلفه القاضى محمد عبدالسلام، الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، والمستشار السابق للدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر. ويتناول الكتاب المراحل التى مرت بها وثيقة الأخوة الإنسانية حتى توقيعها فى 4 فبراير 2019 فى أبوظبى، ويسرد المؤلف الخطوات المتسارعة التى خطاها شيخ الأزهر والبابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، نحو نشر السلام العالمى، والتى بدأت بزيارة الإمام الطيب إلى الفاتيكان، ثم زيارة البابا فرنسيس إلى الأزهر الشريف، لتتنامى بعدها العلاقة الأخوية بين الرمزين الكبيرين، وتتوالى اللقاءات التى شهد أحدها ميلاد فكرة وثيقة الأخوة الإنسانية. وواصل المؤلف سرده وقائع ترتيبات الإعداد للوثيقة حتى خروجها بشكلها الذى أبهر العالم. واختتم المؤلف كتابه بالحديث عن جهود العمل من أجل تفعيل وثيقة الأخوة من خلال تشكيل اللجنة العليا للأخوة الإنسانية.
ونقل الكاتب شهادة شيخ الأزهر حول الكتاب بالقول: «أحسَنَ القاضى صُنعًا فى كتابِه هذا عندما نَشِطَ له، وجَدَّ واجتهدَ فى تأليفه بهِمَّةٍ عاليةٍ وعَزمٍ نافذٍ، فخرج لنا بهذا الكتابِ.. وقد تصفَّحتُه فوجدتُه كتابًا مهمًّا، جامعًا لمراحل صناعة (الوثيقة)، كاشفًا عن بعض المقاصد والأسرار، مُتكفِّلًا بذِكر لطيفِ الإشارات التى صاحبَتْها كلُّ ذلك بأسلوبٍ حديثٍ مُنمَّق، وروايةٍ صادقة للوقائع والأحداث، بعيدة عن المجازفات الفكرية والتعصب والجمود».
كما نقل الكاتب شهادة البابا فرنسيس: «لم أكن أتوقع أن القاضى محمد عبدالسلام سينتهى بهذه السرعة من كتابه هذا، ويحتوى هذا الكتاب على اللحظات المهمة لهذه الرحلة، والتى دفعتنا إلى التوقيع على الوثيقة».
ويشارك الأزهر الشريف - للعام الخامس على التوالى - بجناحٍ خاص فى معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته ال 52، وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية فى نشر الفكر الإسلامى الوسطى المستنير الذى تبناه طيلة أكثر من ألف عام.. ويقع جناح الأزهر بالمعرض فى قاعة التراث رقم «4»، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان مثل: قاعة افتراضية للندوات، وركن للفتوى، وركن للخط العربى، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.
فى سياق متصل، أعلن الدكتور أسامة الأزهرى، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، عن مشاركة سلسلة من الإصدارات التى خرجت من رحم موسوعته الكبرى: «جمهرة أعلام الأزهر الشريف فى القرنين الرابع عشر والخامس عشر الهجريين» فى معرض القاهرة الدولى للكتاب. وتتكون الموسوعة الأم من 10 مجلدات كبار، وقد صدرت عن مكتبة الإسكندرية، واشتملت على توثيق ودراسة لعلماء الأزهر الشريف من وفيات سنة 1300هجرى، إلى وفيات 1439هجرى، وضمت 2500 شخصية أزهرية من المصريين وغير المصريين، والتى تعد المنبع الفياض والبحر الزاخر الكبير والذى يدل دلالة واضحة على أن هذا الكتاب هو أكبر عمل علمى عن الأزهر الشريف عبر تاريخه الممتد، بل نقطة فارقة فى تاريخه العريق.
ومن هذه الموسوعة، خرجت سلسلة من الإصدارات تحت عنوان «من وحى جمهرة أعلام الأزهر الشريف»، الإصدار الأول: كتاب «جمهرة الأزهريين الوسطى»، والإصدار الثانى: كتاب «جمهرة الأزهريين الصغرى»، والثالث: كتاب «جمهرة الأزهريين فى قرية شطورة»، والرابع: «جمهرة الأزهريين فى المنيا»، والخامس: «قيمة الوطن فى ضوء سير أعلام الأزهر الشريف»، أما الإصدار السادس فهو: «مشاهد الجلال: صفحات من جهود الأزهريين فى صناعة الحضارة وعمارة الأرض وبناء الإنسان والسير إلى الله تعالى».