شكّل المشروع القومى لتطوير الريف المصرى ضمن مبادرة «حياة كريمة»، نقلة نوعية واستثنائية لتعويض القرى المصرية عما لحقها من تأخر وتراجع بسبب إهمالها فى العهود السابقة، واقتصار المشروعات المقدمة لها على بعض القطاعات دون الأخرى، وبعشوائية دون نظام. اللواء محمود شعراوى، وزير التنمية المحلية، قال إن برنامج تطوير الريف يعد مشروع القرن على مستوى الدولة المصرية، حيث إنه لا توجد دولة فى العالم تنفذ مشروعاً بهذا الحجم، مشيرا إلى أن استثمارات هذا البرنامج ستصل إلى حوالى 700 مليار جنيه على مدار 3 سنوات بداية من العام المالى المقبل، لتغيير شكل الريف وتحسين جودة حياة المواطنين فى مختلف المجالات الحيوية والخدمية. وأضاف أن الرئيس عبدالفتاح السيسى وجه الحكومة بسرعة تنفيذ هذا المشروع القومى والالتزام بالتوقيتات الزمنية المحددة له، وكافة الوزارات والهيئات المشاركة فى المشروع بدأت فى تنفيذ المشروعات على أرض الواقع وسيتم إطلاقه خلال الفترة المقبلة بصورة رسمية، إذ يستهدف هذا المشروع القومى نحو 60% من الشعب المصرى. وأوضح أن المبادرة ساهمت فى تغيير وجه الحياة فى 143 قرية خلال مرحلتها الأولى فى يناير 2019، إذ تمكن 1.8 مليون مواطن من الوصول للخدمات عالية الجودة وتحسن مؤشرات التنمية فى قراهم بشكل ملحوظ. وأشار إلى أن المبادرة استطاعت خلال مرحلتها الأولى من توفير خدمات الصرف الصحى ل47 قرية ورفعت معدل التغطية لأكثر من 45% مقارنة بأقل من 8% فى هذه القرى قبل المبادرة، وحسنت إتاحة وجودة مياه الشرب، كما أنها أضافت 188 كيلومترًا من الطرق المرصوفة، وأحدثت تحسنًا غير مسبوق فى خدمات الإنارة العامة وحولت القرى من تجمعات معزولة إلى مجتمعات قادرة على الاستفادة من فرص التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأكد أن المبادرة ساهمت فى تحسين إتاحة الخدمات التعليمية والصحية والشبابية، إذ تم توفير منشآت الرعاية الصحية عالية الجودة فى 51 قرية، وإضافة 1100 فصل مدرسى يستوعب 44 ألف طالب، ورفع كفاءة 22 مركز شباب، فضلا عن توفير خدمات الكشف والعلاج المجانى والعمليات الجراحية والأجهزة التعويضية لأكثر من 100 ألف مواطن. ولفت إلى أن نتائج المرحلة الأولى كانت مقدمة للتكليف الرئاسى الجديد الذى يستهدف تطوير الريف المصرى بالكامل على مستوى 20 محافظة، والتى تستهدف تنمية 175 مركزا تضم أكثر من 4700 قرية يقطنها حوالى 52% من سكان مصر، من خلال تقديم حزمة متكاملة من الخدمات، التى تشملُ مختلف جوانب الحياة فى الريف. وتلقى اللواء محمود شعراوى تقريرًا من الوحدة المركزية للمبادرة عن الجهود التى تقوم بها وحدات وكوادر الإدارة المحلية فى المحافظات المستهدفة بمبادرة «حياة كريمة». وقال «شعراوى» إن النهج الذى اتبعته الوزارة خلال السنوات ال3 الماضية ورهانها على التوسع فى برامج التدريب وبناء القدرات لكوادر الإدارة المحلية، سواء من خلال مركز التنمية المحلية للتدريب بسقارة أو من خلال برامج التعاون مع شركاء التنمية والتعاون مع الأكاديمية الوطنية للتدريب، كل هذه البرامج ساهمت فى تغيير نوعى ملموس فى مستوى كفاءة وفاعلية موظفى الإدارة المحلية، وأصبح من السهل انتقاء الكثيرين من بينهم ليتولوا الإشراف وإدارة ومتابعة البرامج القومية والمبادرات الرئاسية وتنفيذ التوجهات الجديدة للقيادة السياسية فى مجالات تحسين الخدمات والتحول الرقمى وتوطين أهداف التنمية المستدامة. وأكد أن الكوادر المحلية التى تدير وحدات مبادرة «حياة كريمة» بالمحافظات والمراكز الآن هى النتاج الطبيعى لبرامج التدريب والتأهيل والاستثمار فى العنصر البشرى التى تم تنفيذها خلال السنوات الثلاث الماضية عبر برنامج تتم متابعته بصورة دورية مع القائمين على هذا الملف بالوزارة، والتطورات التى شهدتها الإدارة المحلية على مستوى سياسات التخطيط والتنفيذ والمتابعة والتقييم. وأوضح أن آليات الإدارة المحلية تمكنت من توفير ما يزيد على 1500 قطعة أرض كانت مطلوبة لتنفيذ مشروعات الصرف الصحى والخدمات الاجتماعية وهو ما يزيد على 95% من إجمالى الأراضى المطلوبة، وما يحسب لكوادر الإدارة المحلية أنهم استطاعوا توفير كل هذه الأراضى دون اللجوء لاتخاذ إجراءات نزع ملكية أو التأثير على سبل كسب العيش للمواطنين الريفيين. وفيما يخص برنامج «حياة كريمة» المرحلة الأولى فى عام 2019، أطلق رئيس الجمهورية المبادرة، ودعا إلى تكاتف الحكومة ومنظمات المجتمع المدنى لتوفير حياة كريمة للمناطق والفئات الأكثر احتياجاً ويستفيد من المبادرة فى المرحلة الأولى نحو 1.9 مليون مواطن، تم اختيار 143 تجمعا ريفيا بالمحافظات لتنفيذ المبادرة وتم صرف مبلغ 3.5 مليار جنيه، وتنفيذ 628 مشروعا وفرت أكثر من 300 ألف فرصة عمل، وتوفير 277 مليون جنيه قروضا ميسرة وتدريبا حرفيا. وحققت المرحلة الأولى عدداً من النجاحات من بينها رفع كفاءة وتطوير 16 ألف منزل لتصبح سكنا كريما للمواطنين، وتطوير 51 وحدة صحية باستثمارات 457 مليون جنيه، وتوفير 1100 فصل جديد تستوعب 44 ألف تلميذ، ورصف 188 كيلو متر طرق، وتمت تغطية 47 تجمعا ريفيا بالصرف المغطى، وتمت زيادة معدل التغطية بمياه الشرب لحوالى 88 تجمعا ريفيا، وتحسين شبكة الكهرباء وخدمات الإنارة لحوالى 125 تجمعا ريفيا. وجاءت توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بتنفيذ المشروع القومى لتطوير الريف، وتم البدء بتنمية أكثر المراكز فقرًا على مستوى الجمهورية كمرحلة عاجلة، وتم اختيار 52 مركزا فى 20 محافظة، وتتضمن المرحلة الأولى 1413 قرية بإجمالى 10611 تابعا.
