سعى رئيس الوزراء الإسرائيلى المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو، أمس، إلى منع خصومه من تشكيل «حكومة تغيير»، بعدما أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية أن زعيم المعارضة يائير لابيد أوشك على التوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة جديدة، بما قد يؤدى إلى الإطاحة بنتنياهو أطول رؤساء وزراء إسرائيل بقاء فى السلطة. واقترح نتنياهو على رئيس حزب «أمل جديد»، جدعون ساعر، ورئيس حزب «يمينا» القومى، نفتالى بينيت، العمل معه كرئيسين للوزراء فى فترة مشتركة، وذكرت القناة (12) العبرية أن نتنياهو عرض على ساعر وبينيت تناوبًا ثلاثيًا على رئاسة الحكومة، على أن يكون ساعر رئيسًا للوزراء لمدة عام وربع العام، ثم يرأس نتنياهو الحكومة لمدة عامين وأن يكون بينيت الذى يوصف بأنه «صانع الملوك»، رئيسًا للوزراء لمدة عام وربع العام، كما اقترح نتنياهو قانونًا يقيد مدة الخدمة كرئيس للوزراء، وأن تكون هذه الفترة له هى ولايته الأخيرة فى المنصب، وأكدت إذاعة «كان» العبرية أن «ساعر» رفض اقتراح نتنياهو، ونقلت عن «ساعر» قوله: «إنه ملتزم باستبدال حكم نتنياهو، وإنه سيواصل العمل على ذلك، ناصحًا الجمهور الإسرائيلى بتجاهل مناورات وألاعيب سياسية سيطلقها حزب الليكود اليمينى خلال أيام». من جهتها، أعلنت كتلة حزب «يمينا» إرجاء جلستها التى كانت مقررة صباح أمس، لتقرر ما إذا كانت ستشكل حكومة تغيير مع لابيد أم لا. وجاءت مناورة نتنياهو بعدما أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أنه تم التوصل إلى تفاهمات شبه نهائية بين رئيس حزب «هناك مستقبل» يائير لابيد، ورئيس حزب «يمينا» نفتالى بينيت لتشكيل حكومة بديلة، تشمل التناوب على رئاسة الحكومة، على أن يكون بينيت رئيسًا للوزراء أولًا، ويكلف لابيد بحقيبة الخارجية، وذكرت قناة «كان» العبرية أن نفتالى بينيت أكد أن قراره تشكيل حكومة مع يائير لابيد «نهائى»، وخلال ساعات سيعلن «بينيت» فى اجتماع مع حزبه أنه وافق على تشكيل حكومة ائتلافية مع «لابيد»، بحسب ما نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، ومن المتوقع أن يبلغ لابيد الرئيس الإسرائيلى، رؤوفين ريفلين، تمكنه من تشكيل حكومة، على أن يتم تشكيلها نهائيًا كحد أقصى خلال أيام إذا لم تطرأ تطورات جديدة، على أن تُعرض على «الكنيست» لنيل الثقة خلال أسبوع. ويواجه نفتالى بينيت معارضة داخل حزبه، حول تشكيل حكومة بديلة مع معسكر المركز واليسار الصهيونى والأحزاب العربية، حيث يواصل مساعيه من أجل ضمان عدم وجود أى معارضة داخلية، فى حال تم عرض الحكومة على الكنيست، وبحسب تقارير عبرية، فإن تشكيلة حكومة التغيير المرتقبة تنص على أن يكون نفتالى بينيت رئيسًا للوزراء، ثم يائير لابيد، بالتناوب، وأن يبقى وزير الدفاع الحالى بينى جانتس فى منصبه، وأن يتولى أفيجدور ليبرمان حقيبة المالية، وأن يكلف «ساعر» بوزارة العدل، وإييلت شاكيد الداخلية، ويتولى النائب عيساوى فريج وزارة التعاون الإقليمى، وسيكون ثانى مواطن عربى يتولى حقيبة وزارية فى حكومة إسرائيلية. وردًا على تلك التطورات، ذكرت القناة (12) أن نتنياهو قال لمقربين منه: «إنه لا ينوى اعتزال الحياة السياسية، وإنما يعتزم قيادة المعارضة، وتحدى بينيت وشاكيد وساعر»، وقال مصدر فى حزب «الليكود»: «لن نمنحهم الراحة، وسنبرهن لهم أن هذه الحكومة لن تكون قادرة على تحقيق أيديولوجيا اليمين». وتوصل حزب «هناك مستقبل» ويمثله 17 مقعدًا فى الكنيست من أصل 120 إلى اتفاقات مع عدد من الأحزاب الإسرائيلية حول الانضمام إلى حكومة برئاسة «لابيد»، إلا أن «لابيد» لم يتمكن بعد من الحصول على 61 مقعدًا على الأقل يحتاجها لتشكيل الحكومة، كما أفادت مصادر فى حزب «يمينا» بأنه لاتزال هناك خلافات مع حزب يائير لابيد دون حل. ويرتبط نجاح «لابيد» فى إقناع حزب «يمينا» اليمينى، وله 7 مقاعد، برئاسة «بينيت» بالانضمام إلى الحكومة، وفى حال فشل لابيد فإن الرئيس الإسرائيلى رؤوبين ريفلين يعيد التكليف إلى الكنيست الذى يتعين عليه إما أن يتفق على نائب قادر على الحصول على ثقة 61 نائبًا لتشكيل الحكومة أو تحديد موعد لانتخابات جديدة ستكون الخامسة فى خلال عامين وعدة أشهر، وأفادت وسائل إعلام عبرية أن «بينيت» يواجه ضغوطًا غير مسبوقة لعدم الانضمام للحكومة الجديدة، إضافة إلى حملة تحريض كبيرة يتعرض لها، واتهامات بأنه باع اليمين الإسرائيلى، وخدع ناخبيه وانضم لمعسكر اليسار. وينتهى الأربعاء المقبل تفويض مدته 28 يومًا حصل عليه لابيد لتشكيل حكومة جديدة، وفى حالة نجاحه، يمكن أن ينهى الأزمة السياسية التى أدت إلى 4 انتخابات متتالية فى غضون عامين، وكان لابيد على وشك تشكيل حكومة تقاسم السلطة مع نفتالى بينيت بحيث يشغل الأخير منصب رئيس الوزراء أولاً لمدة عامين قبل أن يتولى لابيد المنصب، لكن بينيت تراجع بسبب العدوان على غزة. وفى الوقت نفسه، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية اقتراح وزير المالية، إسرائيل كاتس، لنتنياهو بإجراء انتخابات لقيادة الليكود لاختيار رئيس جديد للحزب، فى مسعى لمنع تشكيل حكومة تغيير، وبحسب القناة 12 العبرية، فإن المقترح يتضمن أن من يتم انتخابه يحل محل نتنياهو رئيسًا للوزراء لمدة عام، حيث سيسهل تشكيل حكومة يمينية ومنع تشكيل حكومة تغيير، ونقلت القناة عن كاتس قوله إنه يعتقد أنه سيفوز فى الانتخابات، وسيتم تعيينه رئيسًا للوزراء، ولفتت إلى أنه ووفقًا للاقتراح ستستمر عائلة بنيامين نتنياهو بالإقامة فى المقر الرسمى فى القدس، إلا أن نتنياهو رفض المقترح. وتظاهر آلاف الإسرائيليين فى حركة «جودة الحكم»، مساء أمس الأول، أمام مقر إقامة نتنياهو مطالبين بإبعاد المرشحين الذين صدرت بحقهم لوائح اتهام عن السياسة.