«المرأة كان لها نصيب الأسد من مَكاسِب الاجتهادِ الفقهىّ».. هكذا عبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، قائلًا إن المرأة مستفيدة من الاجتهاد الفقهى إذ دُرِست مُعظمُ قضاياها إمَّا بحُسبانِها فردًا مُستَقِلًّا، أو عُضوًا فى الأسرة والمجتمع. وفى تصريحات ل«الطيب» فى برنامجه الرمضانى «الإمام الطيب»، تناول العديد من القضايا، إذ صرح بجواز سفر المرأة دون محرم، فى ظل تغيُّر نظام الأسفارِ فى عصرِنا الحديثِ، وتبدُّل المخاطر التى كانت تُصاحبُه إلى ما يُشبِهُ الأمانَ. وبيَّن أن من المَكاسِبِ أيضًا اتِّفاق علماءِ مؤتمر الأزهر العالمى للتجديد فى الفكر الإسلامى، على أنَّه يجوزُ لها شرعًا أن تتقلَّدَ الوظائفِ التى تُناسبها كافَّة، بما فيها وظائفُ الدولةِ العليا ووظائفُ القضاءِ والإفتاءِ، وفيما يَتعلَّقُ بأمر فَوْضَى الطلاقِ، أشار إلى أن العلماء، وربما لأول مَرَّةٍ، قرروا أنَّ الطلاق التعسفى، بغير سببٍ مُعتَبرٍ شرعًا، حرام، وجريمة أخلاقية يُؤاخَذ عليها مُرتكبُها يومَ القيامة. وأوضح أنه لا يحقُّ للولىّ منعُ تزويجِ المرأة برجلٍ كفءٍ ترضاه، إذا لم يكن للمنعِ سببٌ مقبولٌ، وللقاضى إذا رُفع إليه أمرُها أن يُزوِّجَها، مؤكدًا إلغاء ما يُعرَفُ ب«بيتِ الطاعةِ» إلغاءً قانونيًّا قاطعًا لا لبسَ فيه ولا غُموض؛ لما فيه من إهانةٍ للزوجةِ، وإيذاءٍ نفسى لا يُحتَمل. تلك التصريحات أثارت جدلًا واسعًا، وقال الدكتور شوقى السيد، الفقيه القانونى والدستورى، إن تصريح شيخ الأزهر جاء بمثابة دعوة لتصحيح المفاهيم وطرد الأفكار الخاطئة التى ترسخت فى المجتمع والتفسير الصحيح لأحكام الفقه الإسلامى والشريعة الإسلامية. الدكتور خالد منتصر لم يتفاءل كثيرًا، ويرى أن الأهم هو إعادة النظر فى المرجعية التى تستند إليها المؤسسة الدينية فى فتاويها وتخريجاتها، حتى لا تكون آراء تتغير طبقًا للأهواء والميول، فعلى نفس الكرسى قال الشيخ جاد الحق إن ختان الإناث واجب، وإن على ولى الأمر محاربة من يمنع الختان. إلى ذلك.. رحبت الشخصيات والمؤسسات الداعمة لحقوق المرأة بكلمات شيخ الأزهر.
