رغم ما تثيره من كراهية لدى الجمهور، فإن عددا كبيرا من نجوم الدراما الرمضانية قدموا هذا العام أدوار الشر، ليخطف الأشرار الأنظار فى الماراثون الدرامى الحالى، ويتنافسون على لقب الأفضل، بتقديمهم تلك الشخصيات التى جعلت المشاهد يكرههم ويتوعدهم، واعتمد بعض النجوم على الملامح الشكلية لتقديم شخصيات شريرة، مثل الفنان أحمد السقا الذى استعان بأسنان فضية وتخلى عن شعره لتجسيد شخصية «عساف الغريب» الشرير العائد من السجن لينتقم من خصمه «غفران الغريب»- الفنان أمير كرارة- الذى هو الآخر اعتمد على الملامح الشكلية ووضع الكحل لتقديم شخصيته التى تضم جانبا من الشر فى علاقته ب«عساف» ونديته له بسبب الصراع على «جليلة»- مى عمر- منذ بدء الأحداث. إلا أن نجوما آخرين قدموا أدوار الشر هذا العام دون الاعتماد على الملامح الشكلية، والتركيز على الأداء التمثيلى لأدوارهم، بل إن بعضهم تألق بتقديم الشر بالأداء الصوتى مع الأداء الحركى وتعبيرات الوجه، كما شكل تنافس النجمات، وخاصة الشابات، لأداء أدوار الشر علامة فارقة فى أداء الممثلات برمضان 2021، لما قدمنه من أدوار شريرة ذات بعد نفسى تسببت فى إثارة كراهية الجمهور لشخصياتهن، وللجرائم التى ارتكبنها خلال الأحداث والتى جاءت غريبة وتخرج عن النسق المعتاد فى مسلسلات رمضان، وهو ما اعتبره البعض علامة على نجاحهن فى تقديمها. فرغم انتمائهما للوجوه الناعمة، فإن الفنانتين جميلة عوض وسينتيا خليفة تنافستا فى تقديم الشر والخيانة فى مسلسل «حرب أهلية» أمام أحد الممثلين المميزين فى تقديم هذه النوعية من الأدوار، وهو الفنان السورى باسل خياط، إذ اعتمدت الفنانة جميلة عوض على أدائها التمثيلى ولم تغير من ملامحها، لتتخطى الشر بمراحله، ودورها لم يقتصر عن دور الابنة العاقة، بل تجاوز فكرة عقوق الأم، ليصل إلى منحنى مثير جدًا، من خلال شخصية «تمارا»، التى تضع كاميرا فى الحمام من أجل تصوير من تريد ابتزازهم، وتؤذى «نور» ابنة الخادمة التى تربت معها غيرة منها، إلا أنها شر «تمارا» أو جميلة عوض يجرى تحجيمه بوفاة والدتها، ولتواجه زوجة أبيها «نادين»- سينتيا خليفة- التى تحاول الاستيلاء على ميراث «تمارا» من أبيها رغم خيانتها له وحملها سفاحا من آخر، واضطربت علاقتها ب«تمارا» بعد أن كانت شريكتها فى جرائمها الشريرة وتصوير صديقاتهما لابتزازهن. واستطاعت الفنانة سينتيا خليفة أن تخطف الأنظار، واعتمدت بعض الشىء على تغيير ملامحها لتتناسب مع شخصية الشر التى تقدمها، والظهور بشعر «كيرلى» وماكياج صارخ أحيانا، لتجسد دور غريمة «مريم » التى تجسدها الفنانة الكبيرة يسرا، إذ تزوجت طليقها وتكن لها كل شر وتكرهها. ودائما يراهن الفنان باسل خياط على تألقه فى أدوار الشر ولا يغير كثيرا من ملامحه ويعتمد على أدائه التمثيلى فقط، إذ جسد شخصية طبيب نفسى يدعى «يوسف» يسعى إلى تدبير خطة للانتقام من زوجته «فريدة»- أروى جودة- و«مريم»- يسرا- وذلك بتسجيل فيديو فى غرفة نومهما، هدد به زوجته لتخضع لسيطرته وتطلب من صديقتها الابتعاد عنها، وخوفا على والدها من الصدمة تضطر للتنازل عن دعوى الخلع وتطلب من والدها العودة إلى منزل الزوجية بعدما تعرضت للضرب والتهديد. اللافت أن الفنانة سينتيا خليفة تقدم دورا آخر مليئا بالشر والخيانة فى مسلسل «ضد الكسر» فى دور صديقة «سلمى»- نيللى كريم- التى تخونها بعلاقتها غير الشرعية مع زوجها «كريم»- محمد فراج- وتكون سببا فى انفصالهما، والعمل نفسه تتعرض خلاله «سلمى» للإيذاء من حبيبها الأول- مصطفى درويش- الذى يلجأ للانتقام منها بإيقاع شقيقتها «تارا عماد» فى حبائله فتقيم معه علاقة غير شرعية تسفر عن حملها سفاحا، فتضطر للزواج من «مصطفى»- حمزة العيلى- وتحاول الانتقام من شقيقتها لشعورها بأن حبيبها الأول غرر بها من أجل شقيقتها. والشر أيضًا فى مسلسل «ملوك الجدعنة» موزع بين شخصين، الأول هو عمرو عبدالجليل، والثانى وليد فواز، إذ غير وليد من ملامحه وطريقة تحدثه ليقدم شخصية «عنتر أبوستة» صاحب محل بالحارة الشعبية التى يعيش فيها «سرية»، عمرو سعد، وشقيقه «سعيد»، ووالدتهما «عطية»، الفنانة دلال عبد العزيز، وخلال أحداث المسلسل يحاول «عنتر» إغواء «فاتن»، ياسمين رئيس، للزواج به وترك حبيبها «سرية»، ويفعل المستحيل من أجل التفرقة بينهما وإجبارها على الزواج منه، واتهامها زورا بأنها على علاقة بصديق «سرية» المقرب «سفينة»، الفنان مصطفى شعبان، ويمارس كل الموبقات لتنفيذ كل رغباته الشريرة، بينما الفنان عمرو عبد الجليل بشخصية «زاهى العتال» غير من ملامحه قليلا ليطلق لحيته. ولكن لا يغير فى طريقة تحدثه لإلقاء «الإفيهات»، ويدخل فى صراعات كثيرة مع «سرية» و«سفينة» ويحاول التفرقة بينهما بعدما علم الصديقان سفينة وسرية بأن زاهى يتاجر فى المخدرات والماس وكان وراء وفاة «عطية»، والدة «سرية»، بتحريض إحدى السجينات عليها حين سجنت ظلما بالاتجار بالمخدرات، كما كان وراء اغتصاب شقيقة «سفينة» التى جسدت دورها رانيا يوسف. الشر ذو البعد النفسى المرتبط بالسادية وتعذيب الآخرين، يشهده أيضا مسلسل «اللى ملوش كبير» من خلال شخصية «عابد تيمور» خالد الصاوى، تاجر السلاح الذى يمارس العنف ضد زوجته «غزل»، ياسمين عبد العزيز، فتحاول الطلاق منه بمساعدة القبضاى «سيف الخديوى» الذى يقع فى غرامها، ويدبر لها «عابد» اتهاما بالإتجار بالمخدرات حين يدس لها المخدرات فيحكم عليها بالسجن 7 سنوات، وإلى جانب «الصاوى» الذى يقدم شخصية الأخ المتخاذل الذى لا يتورع عن إيذاء شقيقته وضربها مع كل محاولة للإفلات من زوجها «عابد تيمور» لاستفادته من ثروته بعمله معه، ولا يخلو المسلسل من شرير آخر، هو رفعت الدهبى غريم «الخديوى» الذى كان على علاقة بزوجته الأولى «قدرية»، دينا فؤاد، ويحاول الإيقاع به طوال الأحداث، ويجسد دوره الفنان خالد سرحان الذى يعتمد على تقديم الشر بأداء تمثيلى مشبع بالكوميديا الخفيفة. ويشهد مسلسل «النمر» 3 أشرار، يتنافسون على اختلاف ملامحهم، وهم: «عنتر الحلق» بيومى فؤاد، «شمس الحلق» نيرمين الفقى، «الشيمى رضوان» محمد رياض، الذين يجسدون شخصيات كبار الصاغة ويعملون فى تهريب الألماظ ويغشون الجميع، بل يقتلون أى شخص إذا عرف سرهم، ويحاول «النمر»، محمد عادل إمام، أن يسترد حقه منهم. وفى مسلسل «موسى» يجسد الفنان سيد رجب شخصية «المعلم وهبة» الذى يعمل فى تهريب الممنوعات من غزة بمساعدة «موسى» محمد رمضان، وعندما تطلب منه أخته «حلاوتهم»، سمية الخشاب، «أن تتزوج من موسى، يحاول أن يقتله ليسيطر على جميع ممتلكات أخته، ولا يشاركه أحد فيها. وينافس سيد رجب نفسه بشخصية الشرير فى عمل آخر هو «لعبة نيوتن»، لكنه يبتعد عن شخصية المعلم، ليقدم شخصية الثرى الفاسد «بدر بيه»، الذى يجبر «حازم»، محمد ممدوح، على تخليق عسل نحل بالأفيون له ليرضى أهواءه. كما يضم مسلسل «الاختيار 2» قائمة أشرار كبرى، فى أدوار الإرهابيين والخونة، أبرزهم الفنان أحمد شاكر عبد اللطيف، الذى جسد شخصية «الظابط الخائن محمد عويس»، ويضرب به المثل فى الشر الخيانة، حيث أصبح الخائن محمد عويس حديث مواقع التواصل الاجتماعى منذ انطلاق الماراثون الرمضانى، ويخون صديقه الظابط محمد مبروك، بسبب إمداد جماعة الإخوان الإرهابية بمعلومات عن عدد من سيارات الضباط، ومن بين هذه السيارات التى أرشد عنها الضابط بقطاع الأمن الوطنى المصرى. وفى مسلسل «الطاووس» شكل رباعى المتهمين باغتصاب الفتاة أمنية، سهر الصايغ، مصدر كراهية للجمهور منذ بث الحلقات الأولى للعمل، إذ قام المتهمون، الممثلون عابد عنانى، اليوتيوبر حليم بركات، ومهند حسنى، بتخدير «أمنية» واغتصابها فى غرفة أحد الفنادق، ولم يعتمد الممثلون الأربعة الذين قدموا أدوار المغتصبين على تغيير ملامحهم الشكلية، بل ظهروا كما هم، واثنان منهما أطالا شعريهما قليلا قبل تصوير المسلسل. من جانبه علق الناقد طارق الشناوى، على أن أدوار الشر فى مسلسل «حرب أهلية» هى شر أحادى، بحسب وصفه، وأضاف: «لا توجد دراسة حقيقية للسيناريو ولا منطق درامى». وأعرب «الشناوى» عن استيائه من مسلسل «حرب أهلية» بوصف باسل خياط ب«الثعبان» لأنه يظهر الشر منذ بدء حلقات المسلسل، وتابع: يجب أن يتفهم الفنان أبعاد الشخصية، ولا توجد دراسة حقيقية للكتابة، مندهشا من أن يسرا وافقت على هذا السيناريو، وأيضا مسلسل «نسل الأغراب» لأن أدوار الشر التى قدمت توجد فيها فجاجة فى التعبير، وهذه مسؤولية المخرج. وأشار «الشناوى» إلى أن الفنان محمد فراج هو بطل الشر فى دراما رمضان فى مسلسل «لعبة نيوتن» لأنه قدم دور الشر بتغيير شكله وملامحه، وأداؤه التمثيلى رائع، وجسد دور «مؤنس» الذى لديه علاقة بالفساد الدينى والتطرف. وتابع: فراج لديه دائما شىء معلن، وشىء مستتر وفى أدواره الكثير، عيناه تتحدثان بلغة وشفتاه تتحدثان بلغة أخرى. وأضاف: عمرو عبدالجليل دائما يجذب الشخصية إليه، لكنه يظهر فى كثير من المسلسلات، ويظهر فى جميع مسلسلاته بملامح ثابتة.
