«فورين أفيرز» : «القرضاوي» مدافع شرس عن المشاركة الديمقراطية .. وناقد لل «القاعدة»

وصف «مارك لينش» مدير معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة جورج تاون الأمريكية ، الشيخ «يوسف القرضاوي» رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بأنه" شخصية محورية" وسط الانقسامات داخل العالم الإسلامي حالياً، فهو "مدافع شرس" عن المشاركة الديمقراطية وناقد لتنظيم القاعدة، بما جعله "معشوق " الإسلاميين غير المتطرفين، و"مثيراً" لغضب الجهاديين الإسلاميين.
وقال لينش، الخبير في العلوم السياسية والشئون الدولية، في تقرير أعده بمجلة «فورين أفيرز» الأمريكية المتخصصة في الشئون السياسية الدولية، إن القرضاوي اشتهر بإيمانه بمذهب"الوسطية" الذي يضع به حلاً وسطاً بين العلمانية والأًصولية يرفض من خلاله التطرف العقائدي لدى السلفيين، والتطرف العنيف في تنظيم القاعدة، مضيفاً أن أحد مفاتيح شعبية القرضاوي تتمثل في قدرته على استباق وجهات النظر العربية والإسلامية، فهو مقياس لرأي عام المسلمين نحو قضية ما.
وأوضح مدير معد دراسات الشرق الأوسط بجامعة جورج تاون، أن القرضاوي استطاع على مدى السنوات القليلة الماضية أنه أصبح أكثر "حذراً وواقعية" أمام تغير رياح الإسلام باكتساب الجماعات السلفية المزيد من التأثير في كل مكان نتيجة لفشل نموذج جماعة الإخوان المسلمين في المشاركة السياسية، مدللاً على ذلك بأن القرضاوي لم يستطع الوقوف أمام الجماعات السلفية التي يتم تمويلها من المؤسسات الخليجية حينما سيطرت على تحرير موقعه الالكتروني«إسلام أون لاين» الذي حظي بشعبية كبيرة وكان أحد ركائز النشاط الإسلامي خلال العقود الثلاثة الماضية.
وعن جماعة الإخوان المسلمين، نوه" لينش" في تقريره الذي علق فيه على كتاب«معركة العقلاء» ل«بول بيرمان»، إلى أنه على الرغم من أن جماعة الإخوان لديها اختلافاً واضحاً عن تنظيم القاعدة، إلا أنها ليست تنظيماً "معتدلاً موحدا" مثلما يرى الكثير من مؤيديها، موضحاً أن طابع التنظيم وأهدافه يختلف في كثير من الأحيان من مجتمع لآخر، كما أن تركيز خطابها على" المناطق الرمادية" فيما يتعلق بالقضايا الخلافية مقلق.
وحدد الخبير الأمريكي المتخصص في الشئون الدولية، أن هناك أسباب تمنع ببساطة تجنب كل الإسلاميين بشكل عام، أولاً، "إن الإخوان المسلمين وغيرها من الحركات الإسلامية المعارضة تمثل أكبر وأفضل تنظيم سياسي في الدول العربية والإسلامية ويمكنها الوصول إلي السلطة بانتخابات نزيهة حرة دون قمع الأنظمة السلطوية لها، أما ثانياً، فيتمثل في أن "الإسلاميين اللاعنفين" مثل الإخوان المسلمين والحركات الإسلامية السياسية المعتدلة يعتبرون"جدار حماية" ضد انتشار التطرف العنيف كالقاعدة في العالم الإسلامي والعربي.