القاهرة ودورة طوكيو الأوليمبية

فى أوقات أخرى، لم يكن يلتفت كثيرون لمباراة ودية فى كرة اليد جمعت بين مصر واليابان أمس الأول فى صالة استاد القاهرة الدولى.. إلا أن هذه المباراة بالتحديد اكتسبت أهمية خاصة لأسباب كثيرة لا علاقة لها بكرة اليد.. فقد كانت مباراة بين منتخبين، أحدهما يمثل اليابان التى بدأت تتردد وتعاود التفكير فى تنظيم الدورة الأوليمبية فى يوليو المقبل خوفا من كورونا.. والمنتخب الثانى يمثل مصر التى تستضيف بعد أيام بطولة العالم لكرة اليد كأول حدث رياضى عالمى فى العام الحالى.. وإلى جانب 34 دولة ستتابع هذه البطولة تشارك فيها منتخباتها، فإن معظم بلدان العالم الأخرى باتت تهتم أيضا بهذه البطولة باعتبارها بروفة رياضية حقيقية لما سيجرى رياضيا فى عام 2021.. وتتوقف على نجاح مصر فى استضافة هذه البطولة المقبلة قرارات رياضية عالمية كثيرة جدا وفاصلة أيضا.. فنجاح هذه البطولة فى مصر سيمنح العالم الثقة اللازمة لاستئناف كل أنشطته وبطولاته الرياضية، ولهذا كانت مصر وبطولتها لكرة اليد مثار اهتمام ومتابعة إعلام العالم الرياضى طيلة الفترة الماضية، حتى غير المهتم بكرة اليد، خاصة بعد إلغاء بطولة العالم للمصارعة التى كان من المفترض أن تقام الشهر الماضى فى بلجراد، واعتذرت بلدان كثيرة عن عدم المشاركة فيها خوفًا من كورونا.
ولم تكن مصادفة أن يكون منتخب اليابان لكرة اليد هو أول منتخب يصل إلى مصر، ويقيم أياما طويلة قبل بدء بطولة العالم بالفعل.. فعلى الرغم من فوارق كثيرة جدًا بين دورة أوليمبية وبطولة عالم لكرة اليد، إلا أن مسؤولى الرياضة فى اليابان وفى اللجنة الأوليمبية الدولية أصبحوا يراهنون على نجاح مصر وبطولتها للتقليل من مخاوف وشكوك نجاح البطولات الأخرى، وعلى رأسها الدورة الأوليمبية المقبلة.. وهكذا تصبح القاهرة للمرة الثانية فى التاريخ محطة فاصلة فى استضافة طوكيو لدورة أوليمبية.. المرة الأولى كانت عام 1938 حين عقدت اللجنة الأوليمبية الدولية لأول وآخر مرة اجتماعاتها فى القاهرة، وعلى رأس جدول الأعمال كان بحث إقامة دورة طوكيو 1940.. وجاء اليابانيون للقاهرة على أمل إقناع العالم بإقامة الدورة، وجاء الصينيون يعارضون إقامتها بسبب الحرب اليابانية الصينية، ولم تنجح قمة القاهرة ولم تقم تلك الدورة أصلًا.. ونأمل ألا يتكرر ذلك فى القاهرة 2021 مع بطولة العالم لكرة اليد.