الرياضة ورئيس أمريكى جديد

لم يكن جو بايدن هو أول لاعب كرة قدم أمريكية يدخل البيت الأبيض كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية.. فقد سبقه كل من دوايت أيزنهاور وجون كينيدى وريتشارد نيكسون وجيرالد فورد.. فكل هؤلاء مارسوا اللعبة بالفعل ولم يكتفوا بالفرجة عليها أو الاهتمام بها.. لكن تبقى لبايدن حكايته الكروية الخاصة به.. فقد حكى فى مذكراته كيف كان منذ طفولته عاجزًا عن الكلام بشكل سليم، وباتت لعبة كرة القدم هى المجال الوحيد الذى لا يشعر فيه بالخجل أو أنه أقل من زملائه، سواء فى المدرسة أو جامعة ديلاوير.. ولم يكن طيلة سنوات دراسته طالبًا متفوقًا بقدر ما كان لاعبًا مميزًا.. فأصبح بايدن هو الرئيس الأمريكى الثانى فى التاريخ الذى ينظر للرياضة بكثير من الامتنان والاعتزاز، مثلما سبقه إلى ذلك الرئيس فرانكلين روزفلت الذى أصيب بشلل الأطفال وكاد يعجز عن المشى فكانت النصيحة له هى ممارسة السباحة، وبالفعل ساعدته الرياضة بدنيًا ونفسيًا ليواصل حياته حتى أصبح رئيسًا لبلاده.
ومن بين الكتب الكثيرة التى تحدثت عن الرؤساء الأمريكيين.. أتوقف دائمًا أمام كتاب تاريخ البيسبول والبيت الأبيض الذى صدر عام 2018، وفيه شرح كيرت سميث كيف يتأثر الرؤساء فى رؤاهم وقراراتهم بالألعاب التى مارسوها أو أحبوها.. لينكولن والمصارعة، وتيودور روزفلت والملاكمة، وجون كينيدى وكرة القدم الأمريكية، وكارتر والتنس، وبوش الأب والابن والبيسبول.. وبالمزج بين رؤية كيرت سميث للعلاقة بين الرؤساء وألعابهم والحكاية الشخصية للرئيس الجديد بايدن.. فمن المتوقع أن تكون الرياضة إحدى أهم وسائله لإعادة توحيد أمريكا من جديد.. خاصة أن سنوات الرئيس السابق ترامب كانت حافلة بالأزمات والاحتجاجات الرياضية.. فقد اصطدم ترامب بلاعبات المنتخب الأمريكى لكرة القدم ووصفهن بالساقطات.. ومعظم فرق كرة السلة.
وسبق له أن أهان كرة القدم الأمريكية حين استضافته مارجريت برينان فى برنامجها «واجه الأمة».. وسبق أن توقفت مسابقات أهم الألعاب الأمريكية بسبب عدم تضامن ترامب مع مواطنين سود فى ويسكونسن وكينوشا قتلهم رجال شرطة بيض.. حتى أصبحت الرياضة هى الساحة الأشهر والأهم للانقسام وكل الجروح الاجتماعية الأمريكية.. ولهذا كان بايدن حريصًا على حضور سارة فولر حفل تنصيبه أمس الأول.. فهى أول لاعبة كرة قدم أمريكية فى فرق الرجال.. ليكون حضورها رمزًا للرياضة ولكل لاعبة تطلب المساواة، ولكرة القدم الأمريكية أيضًا.